الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمز للخلود وصوتها موسيقى.. حشرة الزيز خالدة في الأساطير والأدب منذ القدم

النعش من الفضة بنقوش
النعش من الفضة بنقوش لحشرة الزيز

بعد غياب 17 عاما عن الظهور، تستعد حشرات الزيز المعروفة باسم السيكادا لإتمام دورة حياتها بالخروج للتزاوج في أعداد ضخمة تصل إلى مليون ونصف حشرة زيز لكل فدان، ورغم تخوف البعض منها إلا أنها حشرة مسالمة لا تتسبب إلا في حدوث إزعاج فقط، نتيجة مناداة الذكور للإناث خلال وجودهم بالمحاصيل الزراعية، ولحشرة الزيز تاريخ طويل في الثقافات المختلفة.


ويرصد "صدى البلد" تاريخ وصف حشرة الزيز في الثقافة والفن والأدب، فقد صنع الصائغ نورمبرج عام 1585 تابوتا فضي مرفق بالكتابة عليه من كل الجوانب، ونقش حشرة الزيز على جوانبه الأربعة، وتجسدت حشرة الزيز في عمل ياباني آخر، وهو معروف باسم "زجاجة السعوط" للتبغ في عام 1900، وجسد العمل الفني أيضا حشرة الزيز.


وظهرت حشرة الزيز في الأدب منذ زمن طويل، حيث ذكرت في إلياذة هوميروس، وكذلك تجسدت في زخارف الفن الصيني لسلالة شانج الصينية خلال الفترة من عام 1122 حتى عام 1766 قبل الميلاد، ووصل تسجيل المعلومات عن حشرة الزيز إلى أعمال أرسطو الذي وصفها في كتابه "تاريخ الحيوانات" وكتاب "بليني الأكبر" عن الطبيعة، أما الإزعاج التي تتسبب فيه حشرة الزيز، فقد تم توثيقه في قصيدة "الأشغال والأيام" لـ هيسويد حين قال: "تجلس سكوليمس وتيتكس تحت الشجرة في موسم الصيف المرهق، وفوقهم أصوات حادة لأغنية"، يرمز بها إلى أصوات حشرة الزيز المرتفعة.




واحتلت حشرة الزيز النصيب الأكبر في الثقافة الصينية، حيث ذكرت أيضا في الرواية الصينية الكلاسيكية "الممالك الثلاث" بالقرن الرابع عشر، وكان اسمها منذيولالسمور، وبعدها حاول اليابانيون المنافسة في الاهتمام بهذه الحشرة، فزينوا قبعة المسؤولين رفيعي المستوى بنقوش وزخرفة لحشرة الزيز، وفي الرواية اليابانية "ذا تال أوف جينجي" ذكرت بطريقة تشبيهية، حيث وصف إحدى شخصيات الرواية وهي تنزل ملابسها بالطريقة الدقيقة لحشرة الزيز وهي تتخلص من قشورها، واستخدمت حشرة الزيز للإسقاط أيضا، حيث وصفت في كتاب "شون تان" بقصة لحشرة زيز مجتهدة وتعمل بجد ولكن لا تحظى بالتقدير في حياتها.



الزيز والموسيقى
ولم يقتصر الأمر على دول شرق آسيا بل امتد إلى بلاد أخرى، ومع اختلاف الزمان والمكان كانت الزيز محل استغلال الأدباء والكتاب، فقد ذكرت في أغنية الاحتجاج الأرجنتينيو المعروفة "كومو لا سيجارا" وكتبها الشاعر والملحن الأرحنتيني ماريا إلينا، واعتبر في أغنيته حشرة الزيز رمزا للبقاء والتحدي ضد الموت، وتم تسجيل الأغنية في استديوهات مرسيدس سوسا، وانتقلت الفكرة  بعد ذلك إلى أمريكا اللاتينية، حيث ذكرت مرة أخرى في أغنيو "لا سيجارا" من تأايف رايموندو بيريز، وكانت تقليد واضح للأغنية الاصلية ولكن باختلاف اللغات، وتجسدت الزيز في أغنياتهم بأنها حشرة رومانسية تغني بصوت مرتفع حتى الموت.

الفنانة البرازيلية لينين استغلت حشرة الزيز بطريقة مختلفة، حيث غنت أغنية كاملة من ألبومها "تشاو" مبنيا على صوت حشرات الزيز الحقيقي واستغلاله كإيقاع للأغنية، وكان صوت حشرة الزيز واضحا طوال الأغنية.

الزيز في الأساطير والفلكلور
تم استخدام حشرة الزيز في الطب الشعبي الصيني وفي فرنسا للتنبؤ بالطقس، وتمثل حشرة الزيز في فرنسا، فكرة الفلكلور في المدن المتوسطة، وكان يمثل الزيز، اللامبالاة منذ العصور القديمة الكلاسيكية، وبدأ جان لافونتين مجموهو نن قصصه الخياليه عن الحشرات، ومنها قصة الزيز والنمل التي تم ترجمتها إلى اللغة العربية، وكانت أحد خرافات إيسوب، وتناولت ااقصة أن حشرة الزيز قضت الصيف في الغناء فيما خزنت النمل الطعام التي تحتاجه، وبعدما شعرت الزيز بالحوع وجدت نفسها بدون طعام.

ترمز حشرة الزيز أيضا إلى الولادة الجديدة والخلود في التقاليد الصينية، وكان يطلق على اسم جاسوس سري لخداع الأعداء، وفي الرواية الكلاسيكية الصينية "رحلة إلى الغرب" في القرن السادس عشر، تم تسمية بطل الرواية الكاهن تانج بالزيز الذهبي، وفي اليابان يرتبط الزيز بفصل الصيف، وبالنسبة لليابانيين لا يبدأ فصل الصيف رسميا بدون سماع الضوضاء التي يقوم بها الزيز. 

وفي رواية أسطورية تجسدت حشرة الزيز في ترنيمة لأفروديت، حين طلبت الإلهة أفروديت، إلهة الفجر، من زيوس أن يعيش حبيبها إلى الأبد، ولكن يبدو أنها نسيت أن تطلب منه أن يظل خالدا في صورة بشرية، فبحسب الأسطورة حول زيوس حبيبها إلى حشرة زيز صغيرة جدا، وفي أساطير كابامبانجان الفلبينية، يقال إن آلهة الغسق سيسليم ترحب بأصوات حشرات الزيز كلما ظهرت.