الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المرأة السند


سألني أحد المتابعين لمقالاتي عن ماهية المرأة السند لشريك عمرها، قالها وهو على يقين أنني سأحدثه عن صاحبة الحسب والنسب، أو ذات المنصب والنفوذ، أو حتى المرأة المعيلة  لنفسها وعائلتها، وعلى عكس توقعاته التي رسمها من خيالات أفكاره بعد أن عاتبني على كتاباتي الدائمة عن خصال الرجولة المفقودة والتي بات إيجادها حلما نسائيا شبه محال تأتي إجاباتي.


لن أتحدث عن نساء وقفن كحائط صد أمام الأزمة "الكورونية" حين جابهت أزوجهن وأسرهن، كزوجة الطبيب البطل محمود سامي الذي فقد بصره أثناء علاج مرضى كورونا بمستشفى العزل وكلامه عنها حتى أنه أجهش بالبكاء وهو يروي حكاية حبهما وكيف أنها سنده وناسه في جميع تحدياته، أو أقف طويلًا عند نماذج نسائية مشرفة، كهذه السيدة المتعافية وأسرتها من كوفيد 19 والتي لم تبخل بأملاكها في مساندة وطنها وتبرعت ببيتها المكون من 5 أدوار بمحافظة الغربية ليكون مستشفى خيريا، أو مجموعة الشابات اللاتي يقمن بتغسيل موتى كورونا لوجه الله تعالى.


لكنني أعود بحديثي لصفات المرأة السند المتربعة على عرش قلب حبيبها، وهي تلك الأنثى المدركة تمامًا أن سر قوتها يكمن في ضعفها، فتثري عالمه بدوار لهفتها عليه، وإن باغتتها عنوة أي من الضربات العاطفية الطاحنة والصواعق الوجدانية المدمرة وقفت أمام الجميع بالمرصاد، وارتفعت بقامتها العشقية حد السماء، وداخلها ثقة أن العالم بأسره لم ولن يستطيع إحداث الفرقة بينها وبين شريك حياتها وإن اجتمعت جميع المذاهب الغرامية على الوقيعة بينهما.


المرأة السند تتقن فنون التعامل مع جميع الكوارث الوجدانية الفجائية، وتعتاد العيش وسط أحزامه الزلازل المزاجية، ليس معنى هذا أن تصمت أمام اهتزازات المشاعر حتى يصبح قلب زوجها آيلا للسقوط في حب هذه أو تلك، لكنها تعرف جيدًا متى تصمت أمام العاصفة لتمر بسلام، وكيف تتدخل وتواجه قبل حدوث ما لا يحمد عقباه! ربما تثور، تهدد، وتتوعد لو داهمها إعصار امرأة أخرى قد يقتلع الأخضر واليابس من رواية غرامها لكن سرعان ما ترتب خزانة أشواقها وتعيد بريق الجاذبية لحياتها العاطفية وكأن ما فات زوبعة وراحت لحال سبيلها.


المرأة السند تدخل دنيا الرجل لتبقى، تعطي، تطمئن، فهي تعلم جيدًا احتياجات زوجها وخباياه النفسية والدور الذي يريده منها فتكون له الأم، الزوجة، العاشقة، الأخت،الصديقة، والزميلة إن لزم الأمر! قد تغضب من كلامه أحيانًا، وجائز تخاصمه على أفعاله، لكن الأكيد أنها أمام الناس تجعله سيد الرجال، تعلي من إيجابياته وتخفي عن نفسها قبل الآخرين جميع سلبياته، لو ترك عمله شجعته وبحثت معه عن آخر أفضل، وإذا مرض يومًا مرضته حتى يبرأ ويتعافى، لو سافر راعت أسرته وكانت الأم والأب لأبنائهما حتى عودته.


باختصار، المرأة السند تؤمن أن مناصب وأموال الكون لن تعوضها عن طلة رجل تحبه ويحبها، فتجعل من الحفاظ على فرحة عشقهما أجمل قضايا عمرها، وهنيئًا لكل رجل يحظى بمثل هذه المرأة وينعم بالسكن بين حنايا قلبها.         
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط