الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حق الجار في الإسلام .. 20 أمرا كفلته له الشريعة دون غيره

حق الجار في الإسلام..
حق الجار في الإسلام.. 20 أمر كفلته له الشريعة دون غيره

حق الجار في الإسلام سؤال محل بحث الكثيريين، و جعل الإسلام للجار حقوقًا يتمتع بها دون غيره، كما أعطاه أهمية ومكانة عظيمة، ولا يعنى هذا أن الجار لم يكن يكرم قبل الإسلام ، فالعرب كان يتفاخرون بحسن الجوار والإحسان إلى الجار وضيفاته، ولما جاء الإسلام حث على بقاء على الخلق العظيم وزاد توصية به في الكتاب والسنة، قال - تعالى: « وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ ..»، ( سورة النساء: الآية 36)،  ورى أنس بن مالك - رضى الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال:  « والذي نفْسِي بِيدِهِ ، لا يُؤمِنُ عبدٌ حتى يُحِبَّ لِجارِهِ ما يُحِبّ لِنفسِهِ»، ( أخرجه البخاري ومسلم). 

حق الجار في الإسلام:

أكدت الشريعة الإسلامية أن الجار له حقٌ عظيمٌ في الإسلام، وفصلت حقوقه في أمور كثيرة، أبرزها ما يأتي: 

1. الإحسان إليه قَولًا وفعلًا.

2. حمايته وتأمينه. 

3. ردُّ الغيبةِ عنه.

4. حفظ سره.

5. مشاركته أفراحه. 

6. مواساته في مصائبه وأحزانه. 

7. تلبية دعوته. 

8. زيارته في الظروف الطبيعية. 

9. عيادته في حالة المرض. 

10. تفقّده وتلبية احتياجاته عندما يفقدها مع القُدرة على ذلك. 

11. منع الأذى عنه بِجَميع صُوره. 

12. مُساعدته في حل مشاكله.

13. إقراضه المال إن احتاج وكنت قادرًا عليه.

14. السعي في الإصلاح بين الجيران المُتخاصمين. 

15. مشاركته العلم والاستفادة معه. 

16. مُصاحبته إلى المسجد.

17. مُصاحبته إلى مَجالس العلم. 

18. إحسان الظن به.

19. الصبر على أذى الجار.

20.  مُبادرته بالسلام. 


حقوق الجار في الإسلام: 

الجار من منظور الشريعة الإسلامية ثلاثة أصناف على النحو الآتي: 

الأول: جار له حق واحد: وهو حق الجوار، وهو الجار غير المسلم، ولا تربطه بجاره صلة قُربى.

الثاني: جار له حقّان: حق الجوار والإسلام، وهو الجار المُسلم، ولا تربطه بجاره صلة قربى ورحم. 

الثالث: جار له ثلاثة حقوق: حق الجوار والإسلام والقربى، وهو الجارُ المُسلم من الأقارب. 

الدليل على ذلك:

ما رواه جابر بن عَبْدِ الله -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: « الجِيرانُ ثَلاثَةٌ: جَارٌ لهُ حَقٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ أَدْنَى الجيرانِ حقًّا، وجار له حقَّان، وجَارٌ له ثلاثةُ حُقُوقٍ، وَهُوَ أفضلُ الجيرانِ حقا، فأما الذي له حق واحد فجار مُشْرِكٌ لا رَحمَ لَهُ، لَهُ حق الجَوار، وأمَّا الَّذِي لَهُ حقانِ فَجَارٌ مُسْلِمٌ، له حق الإسلام وحق الْجِوارِ، وأَمَّا الَّذِي لَهُ ثَلاثةُ حُقُوقٍ، فَجَارٌ مُسْلِمٌ ذُو رَحِمٍ لَهُ حق الجوار وحق الإسلام وحَقُّ الرحِمِ». 


فضل الإحسان إلى الجار:

الإحسان إلى الجار له فضلٌ عظيمٌ في الشّريعة الإسلامية، وقد أمر الإسلام بمُراعاة حق الجار بالإحسانِ إليه وعدم إيذائه، بل قرَنَ الإحسان إلى الجار في القرآن الكريم بالأمر بعِبادة الله سبحانه وتعالى، وبالإحسان إلى الوالدين، قال -تعالى-: « وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا»، ( سورة النساء: الآية 36).

ووَرد عَن عَائِشَةَ -رَضِيَ الله عَنهَا- عَنِ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- قالَ أنه قال: « مَا زَالَ جبرِيلُ يُوصِيني بِالجَارِ حَتَّى ظَنَنتُ أَنَّهُ سَيُوَرّثُهُ»، 
كما نهى - عليه الصلاة والسلام- عن إيذاء الجار، فعن أَبي هريرة - رضى الله عنه-: أَن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قَالَ: « واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، قِيلَ: مَنْ يا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذي لا يأْمنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ»، مُتَّفَقٌ عَلَيهِ، وفي روايةٍ لمسلمٍ: « لا يَدْخُلُ الجنَّة مَنْ لا يأْمَنُ جارُهُ بوَائِقَهُ».


من هو الجار؟

الجار هو المُجاور في السكن، وجمعه جيران، ويُقال: جاوره مجاورةً وجوارًا من باب قاتل، والاسم منه الجوار بالضم إذا لاصقه في السكن، ونَقَل ثعلب عن ابن الأعرابي قوله: " الجار هو الذي يُجاورك مُجاورةً بيتٍ لبيت، والجار الشريك في العقار، سواءً كان مُقاسِمًا لك أو غير مُقاسم، والجار الذي يجير غيره أي: يؤمنه ويحميه ممّا يَخاف، والجار المُستجير أيضًا هو الذي يَطلب الأمانَ والحماية".