الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لليوم الرابع.. لبنان يشتعل وأزمة الليرة تدخل في منعطفها الأسوأ

صدى البلد


شهد لبنان، ليلة أمس، ليلة جديدة من المظاهرات والاضطرابات لليوم الرابع على التوالي، تضمنت عدة مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن، وذلك وسط ترقب شعبي واسع لاجتماع مجلس الدفاع، اليوم، برئاسة رئيس لبنان ميشال عون. 

وتصاعدت موجة الاحتجاجات مترافقة باضطرابات وأعمال عنف، خاصة في العاصمة بيروت ومدينة طرابلس، على خلفية تدهور حاد للأوضاع الاقتصادية في البلاد لا سيما أزمة الليرة اللبنانية التي فقدت 70% من قيمتها وغلاء المعيشة.

واتهم رئيس وزراء لبنان، حسان دياب، السبت، معارضيه بتعميق أزمة العملة والتحريض على الاضطرابات، معلنا عن إحباط "محاولة انقلاب" ضد حكومته.

وقال دياب في كلمة إن المعارضين السياسيين يسعون لتقويض جهود الحكومة للتحقيق في قضايا الفساد، وإنهم أثاروا الاضطرابات الأخيرة.

ويتهم متظاهرون مليشيات حزب الله بالمسئولية عن تلك الاأمة بسبب رعايته لتهريب العملية الأجنبية إلى سوريا من خلال معابرها الحدودية غير الشرعية.

ومساء الأحد، دعا الرئيس اللبناني، المجلس الأعلى للدفاع إلى عقد اجتماع ظهر الاثنين لبحث الأوضاع الأمنية.

وذكر المكتب الإعلامي للرئاسة اللبنانية، في تغريدة مقتضبة نشرها مساء الأحد عبر "تويتر": "الرئيس عون دعا المجلس الأعلى للدفاع إلى اجتماع ظهر، غد الاثنين، للبحث في الأوضاع الأمنية بعد التطورات الأخيرة".

وقام المتظاهرون وسط بيروت برفع الأعلام ورددوا شعارات مناهضة للحكومة، وذلك احتجاجًا على ارتفاع تكاليف المعيشة وعجز الحكومة الواضح في مواجهة أسوأ أزمة اقتصادية في لبنان منذ الحرب الأهلية 1975-1990.

وأثارات اشتباكات أمس، موجة ردود فعل عنيفة من المعسكر الموالي والمعارض للحكومة، حيث طالبت وزيرة العدل اللبنانية، ماري كلود نجم، أمس، النائب العام لدى محكمة العدل بتعقب أشخاص ظهروا عبر وسائل الإعلام وهم “يحطمون الممتلكات العامة ويشعلون النار وسط العاصمة”.

ونقلت شبكة "إم.تي.في" المحلية، عن مصادر محلية قولها إن أصحاب بعض المحال التجارية في العاصمة بيروت، هددوا بالرد على كل من يحاول تخريب ممتلكاتهم. 

من جانب آخر، هاجم رئيس وزراء لبنان السابق، سعد الحريري، الموالين للرئيس عون، وقال تعليقًا على اعتراض مواطنين لبنانيين لشاحنات مساعدات متجهة إلى سوريا وتتبع الأمم المتحدة "الخوف أن يأخذنا عباقرة العهد إلى هذا اليوم"

وفي تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر"، هاجم رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، الحكومة اللبنانية، قائلًا: "هل يمكن أن تجيب الحكومة لما لم تتدخل قوات الأمن منذ بداية أعمال التخريب؟".

وفجر السبت، أحرق مناهضون  للحكومة في مدينة طرابلس شمال لبنان،  شاحنات تحمل مواد غذائية، كانت متوجهة إلى سوريا، بزعم أنها مهربة، وهو ما نفته السلطات اللبنانية، حيث قالت المديرية العامة للجمارك في لبنان: "هذه الشاحنات تنقل مساعدات من مادة السكر وغيرها لصالح الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي من ضمن برامج الأمم المتحدة الغذائي، ووردت إلى مرفأ بيروت برسم الترانزيت الدولي إلى سوريا، وتنقل عبر الأراضي اللبنانية بواسطة شركة نقل مرخصة، علما أن هذا الامر يتم علنا وبشكل أسبوعي منذ بدأت الأحداث في سوريا".

من جهته، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن الشاحنتين اللتين تم اعتراضهما يوم الجمعة والسبت 12-13 يونيو في طرابلس، شمال لبنان، كانت تحمل مساعدات غذائية إلى سوريا وهي معنية بالوصول إلى العائلات والأفراد المتأثرين من النزاع في سوريا.

في سياق متصل، أعلنت منظمة طبية لبنانية غير حكومية، أمس الأحد، أن حصيلة المواجهات بين متظاهرين والجيش في مدينة طرابلس، بلغت 89 إصابة بينهم 20 عسكريا.

وقالت المنظمة في بيان لها إنّ "الإصابات كانت في منطقتي التبانة وساحة النور، وتنوّعت بين جروح ورضوض"، موضحة أنّه تم العمل على إسعافهم جميعًا ونقل 13 منهم إلى مستشفيات المدينة.

ووقعت مواجهات في طرابلس على خلفية واقعة الشاحنتين فيما تدخلت على الفور قوة من الجيش وأبعدت الشبان المتظاهرين، فحدثت مواجهات بين الطرفين، حيث ألقى الشبان الحجارة على قوات الجيش التي قامت بملاحقتهم، كما أطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن عشرات الإصابات.