الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاصطفاف الوطني: السلاح الحاسم في المعركة


الاصطفاف الوطني هو أمر هام وحاسم في تحقيق أي نجاح أو تقدم، فلم تتحصل دولة من الدول على أية نتيجة إيجابية في أية قضية، ولم تحقق أمة أي نصر في أية معركة ما لم يكن هناك اصطفاف بل تلاحم بين كل أبناء مجتمعها، والتفاف أبناء الشعب حول قيادتها.


ولا شك أن ما تخوضه الآن مصر من معارك بناء دولة عصرية يجعلها خليقة بأن تحجز لنفسها مكانا بين دول العالم المتقدم، لم تكن تحقق فيها شيئا من تقدم ما لم يؤمن الشعب المصري بأهمية معارك البناء والتنمية التي خاضها الشعب خلف قيادته السياسية التي آمن بصدقها، كما اقتنع بقدرتها على إدارة تلك المعركة، ومن هنا قدّم شعبنا التضحيات الكبيرة في تلك المعارك وتحمل تبعات هذا البناء، مؤمنًا أن الدول تبنى على أكتاف أبنائها، وأن التقدم والازدهار لا يمكن أن يتحققا إلا بالعمل والتضحية.


وكذلك لم تكن قواتنا المسلحة الباسلة، ولا شرطتنا الشجاعة لتحقق تلك الانتصارات على الخارجين عن القانون، ولا على هؤلاء الإرهابيين الأنجاس، الذين يسعون لتدنيس أرض مصر المقدسة، إلا وهناك دعم هائل يحيط بهم، وإلا لو كان هناك تقدير من أبناء الشعب المصري العظيم لتلك التضحيات التي يقدمها أبطال المؤسسة الأمنية المصرية الشجاعة، وإلا لو كان هناك تخليد لمن بذلوا من الدم الغالي وقدموا من الأرواح الطاهرة والنفوس الزكية.


إذًا الاصطفاف الوطني هو الحصن الحصين للوطن، الذي يحافظ عليه مرة، ويحقق له الانتصار أخرى، ويدفع للتقدم والازدهار ثالثة، كل هذا تحققه مصر خلال تلك الفترة التي تقلد الحكم فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ ست سنوات، هذا الذي يعني أن ما يتخذه الرئيس من قرارات يجد حاضنة شعبية كبيرة تتمثل في مباركة الشعب المصري لهذه القرارات، بالإضافة لقناعة هذه الحاضنة الشعبية وإيمان أفرادها بالرؤية "السيساوية" في خوض تلك المعارك المتنوعة الأهداف والمختلفة الأغراض والمتنوعة الأسلحة، إن تلك الحاضنة الشعبية كما دعمت تلك الرؤية الشاملة للرئيس عبد الفتاح السيسي فإنها في ذات الوقت قد حاصرت تلك الفئة الضالة التي ذهبت في غيها بعيدا، فناصرت الظالمين، وأيدت المجرمين، ودعمت الإرهابيين، وهو ما كان له أكبر الأثر في تحقيق تلك النتائج في المعارك التي يخوضها الشعب المصري بقيادة الرئيس السيسي.


وإذا كان الاصطفاف الوطني هو العامل الأول الحاسم فيما تحققه مصر من انتصارات مختلفة، فهذا يعني أن استمراره حتمية يفرضها الواقع وتتطلبها الأحداث، وتدعو لها التحديات التي تمر بالمنطقة وفي القلب منها مصر، ففي جارتنا الشرقية الشقيقة ليبيا هناك تحدٍّ هائل، حيث تعبث الجماعات الإرهابية بقيادة الرئيس التركي أردوغان زعيم الإرهاب وبمباركة فايز السراج حليفه، عميله وجاسوسه المخلص للإرهاب الخائن للشعب الليبي.


وفي شبه جزيرة سيناء هناك تحدًّ آخر يلعب فيه الإرهابيون دور "الدوبلير" ليذوقوا الذل والهوان على أيدي أبطال المؤسسة الأمنية المصرية: جيش مصر العظيم وشرطتها البطلة، وهناك في أرض الفيروز المقدسة تدور معركة حامية الوطيس بين خير أجناد الأرض وبين عملاء لدول تعمل على زعزعة استقرار مصر بهدف النيل من عزيمة المصريين لتحقيق مآربهم لاحقا، والتي تتمثل في الاستيلاء على أعز جزء من أرض مصر وهو ما لن يتحقق بفضل ذلك الاصطفاف الوطني الذي يضرب فيه المصريون المثل.


وهناك في أعالي النيل مشكلة وجود، فمصر هبة النيل، فلولا أن منح الله سبحانه وتعالى هذه الأرض الطيبة ذلك الشريان ليحييها، ما قامت هنا دولة، ولا بُنِيَتْ هنا أعظم حضارات الدنيا على مر التاريخ. ومن ثم فإن أي عبث في هذا الشريان الحيوي يعد أخطر تلك القضايا وأكبر تلك الحروب التي تخوضها مصر في المرحلة الراهنة، بعد هذا التعنت الأثيوبي غير المبرر، والذي يضيِّق الخيارات أمام مصر، ما يجعل التصعيد يلوح في الأفق، هذا التصعيد الذي تلجأ إليه مصر بشكل تدريجي يعكس، في تصورنا، أن هناك خطة مصرية كاملة متكاملة للتعامل مع هذا الملف، الذي لم تر مصر مرة واحدة فيه قد خرجت عن ضبط النفس الذي تجسد واضحا خلال كل فترات التفاوض، والذي يعكس قدرات المفاوض المصري التي شهد بها العالم في كافة قضايا التحكيم، ولعل قضية تحكيم طابا مع العدو الإسرائيلي لخير شاهد على ذلك، ولعل أيضا انسحاب أثيوبيا وعدم توقيعها على المسودة التي أعدتها الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة البنك الدولي، لأقرب دليل على براعة الدبلوماسية المصرية التي كشفت سوأة الجانب الأثيوبي وأسقطت عنها آخر ورقات التوت.


على الرغم من الموقف الشائك والبالغ الصعوبة في ملف سد النهضة إلا أن القليل من الشك في قدرة القيادة السياسية متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي على التعامل فيه بكل الحكمة وعظيم القدرة لم يتسرب إلى نفسي، وذلك إيمانا مني بأن مصر ستنتصر في تلك المعركة الوجودية، هذا الإيمان الذي هو مبني على قياسات لمعارك سابقة خاضتها مصر وكان النصر حليفها، هذا الإيمان الذي هو امتداد لإيماني بصواب الخطوات التي اتخذها الرئيس عبد الفتاح السيسي في الكثير من القضايا التي كانت عصية عن الحل.


الشيء الوحيد الذي أطالب به في هذه المعركة الوجودية هو استمرار ذلك الاصطفاف الوطني، واستمرار الدعم للرئيس السيسي والمؤسسات المصرية التي تستلهم قوتها من قوة أبناء الشعب المصري العظيم.


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط