الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صاحب أول تجربة ري بالتنقيط في الصعيد: توفر 50% من استهلاك المياه

صدى البلد

استخدام الأنظمة الحديثة فى رى الزراعات، لم يعد أمرًا ترفيهيا أو اختياريًا في ظل أزمة المياه وتأثر حصة مصر من مياه النيل مستقبلًا، لذلك يرى الكثير من المهتمين بهذا الأمر أهمية تعميم استخدام الطرق الحديثة للرى وعلى رأسها الرى بالتنقيط، وكان لمحافظة قنا تجربة رائدة بدأها العمدة عبدالناصر دنقل، عمرها حوالي 40 عامًا على مساحة 50 فدانًا بصحراء قفط، كانت بداية لانطلاق التجربة فى صعيد مصر.

قال العمدة عبدالناصر دنقل" عمدة قرية القلعة بقنا وصاحب أو تجربة للرى بالتنقيط فى الصعيد"، بدأت تجربة الري بالتنقيط فى العام 1982 على مساحة 50 فدانا ومازالت حتى الآن مستمرة، بعدما شاهدنا التجربة على أرض الواقع فى محافظات الشمال وخاصة محافظة الإسماعيلية نتيجة الارتباط بعلاقات اجتماعية وتزاور، بعدها بدأت التجربة تعمم فى مناطق كثيرة بمحافظة قنا من شمالها لجنوبها من خلال مشاهدة المزارعين للتجربة على أرض الواقع، وانتقلت التجربة بعد ذلك لمحافظات الأقصر وأسوان.

و تابع دنقل، كل المساحات فى مصر من قديم الأزل كانت تروى بنظام الغمر، لكن رؤية المزارعين بأعينهم لفوائد تجربة الرى بالتنقيط دفع الكثير منهم للاتجاه لهذه التجربة الجديدة لما فيها من فوائد عظيمة، والآن فى ظل ظروف المياه نتمنى بل يتحتم علينا تعميم التجربة فى كافة الأراضى لكل المساحات حتى نحافظ على المياه، خاصة وأن رئيس الجمهورية طالب فى أكثر من لقاء باستخدام الطرق الحديثة الرى بالتنقيط أو الرش  فى الزراعة للحفاظ على المياه وإحداث جودة حقيقية فى الإنتاج.

وأشار دنقل، إلى أن أكثر من 300 ألف فدان من محصول القصب على مستوى الجمهورية مازالت تروى بالغمر، وفقًا للمقننات المائية  يستهلك فدان القصب من 11 إلى 12 ألف متر مكعب فى العام سنويًا، لبقائه فى الأرض لمدة 12 شهرا، فضلًا عن نسبة البخر و الفقد التى تحدث للمياه نظرًا لارتفاع درجات الحرارة فى صعيد مصر.

وأضاف دنقل، لتجربة الرى بالتنقيط فوائد عديدة من أبرزها التوفير من فى استهلاك المياه من 40 إلى 50 %، المحافظة على الوضع البيئى فى المنطقة، توفير الاستهلاك فى المبيدات الزراعية، توفير استهلاك الطاقة نظرا لتقليل ساعات التشغيل فى العمل أثناء الرى، جودة فى الإنتاج وهو ما يتضح فى تفضيل المصدرين لمحاصيل وثمار الرى بالتنقيط عن التى تروى بنظام الغمر، فضلًا عن زيادة الرقعة الأرض الزراعية والإنتاجية، حيث تزيد مساحة الفدان  المستخدمة من 4 إلى 6 % من جملة المساحة.

وأشاد صاحب تجربة أو رى بالتنقيط فى الصعيد، بدور رئيس الجمهورية فى الحث على إدخال النظم الحديثة للرى فى أكثر من لقاء ومؤتمر، و كذلك لوزارة الرى بقيادة الدكتور محمد عبدالعاطى وزير الرى، و العاملين بالرى، لتطبيق وإدخال الأنظمة الحديثة فى الرى للحفاظ على المياه، من خلال ورش عمل ومسابقات، لافتًا إلى أنه لمس بنفسه هذا الدور الهام من خلال حضوره مؤتمرات و مسابقات آخرها مسابقة "حافظ عليها تلاقيها" فى 2018  و التى تم تكريمه فيها بصفته صاحب تجربة رائدة فى الرى بالتنقيط.

و طالب صاحب أول تجربة رى بالتنقيط فى الصعيد، أن يكون هناك نظرة واقعية للمزارع وأن تساهم الدولة فى نجاح التجارب الحديثة فى الزراعة تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية، فالبنك الزراعى المصرى من الممكن أن يمنح المزارعين قروض بنسبة 5% كما يحدث مع بعض المشروعات الصغيرة التى تحصل على قروض ميسرة من البنك التجارى، على أن يتم تسديدها على أقساط سنوية متوسطة  تراعى ظروف المزارع، فتكلفة الفدان حاليًا تصل من 20 إلى 25 ألف جنيه للفدان بعد ارتفاع مستلزمات التنقيط وهو ما يستوجب دعم حقيقى لحث المزارعين على تنفيذ التجربة، وكذلك الاهتمام بنظام الصوبات الزراعية.

كما طالب دنقل، بأن يكون هناك دور لمؤسسات الدولة " التربية والتعليم و الأزهر و الأوقاف والكنيسة"  فى الحث على ترشيد استهلاك المياه، أن يكون هناك درس ثابت فى كتب المرحلة الابتدائية عن ترشيد المياه لكى نغرس فيهم هذا الأمر من البداية، و أن يكون هناك دور قوى لوسائل الإعلام فى الحث على ترشيد استهلاك المياه، ليس من أجلنا و لكن حرصا على مستقبل الأجيال القادمة.

اقـرأ أيضا :