الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحلام أردوغان أكبر عائق بين ليبيا والاستقرار.. تركيا تقف عازلا بين تعاون الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو لحل الأزمة.. ومواقف روسية وفرنسية حازمة ضد تحركات أنقرة

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

عملية إيريني لمراقبة حظر الأسلحة على ليبيا لا تملك العتاد الكافي
دبلوماسيون بالناتو يؤكدون إعاقة تركيا للحلف عن المشاركة بعملية إيريني
تدخل تركيا في الشأن الليبي يفاقم عزلتها بين دول حلف الناتو
هجوم فرنسي حاد ضد التحركات التركية في شرق المتوسط

أصبحت تركيا أكبر عائق يحول دون تحقيق مسعى الاتحاد الأوروبي الخاص بانضمام حلف الناتو إلى عمليات المراقبة لتطبيق حظر توريد الأسلحة المفروض من جانب الأمم المتحدة على ليبيا.

وبحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أطلق الاتحاد الأوروبي عملية "إيريني" في مطلع أبريل الماضي، مستعينًا بقوات بحرية وجوية وصور الأقمار الصناعية، بغرض التأكد من تطبيق الحظر الأممي على توريد الأسلحة إلى ليبيا.

وأضافت الوكالة أن تركيا، التي أخفقت مساعيها لسنوات في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، تدرك جيدًا أن الجوهر الأساسي لعملية إيريني الأوروبية هو الحيلولة دون وصول إمدادات الأسلحة وأشكال الدعم الأخرى القادمة من تركيا إلى الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق في العاصمة الليبية طرابلس برئاسة فايز السراج، والمناهضة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وأضافت الوكالة أن تدخل حلف الناتو في ليبيا عام 2011 كان عاملًا رئيسيًا في سقوط نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وغرق البلاد بعد ذلك في أتون الفوضى والحرب الأهلية، أما الآن فتقف تركيا حجر عثرة في طريق عودة الحلف إلى الانخراط في الشأن الليبي، من أجل إنهاء الصراع هذه المرة.

وقال منسق الشئون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء الماضي إن الاتحاد وحلف الناتو "يناقشان إقامة ترتيبات تعاون – وليس مشاركة – بين عملية إيريني وقدرات حلف الناتو، وهذا التعاون يصب في مصلحتنا المشتركة".

وأضاف بوريل، الذي شارك في مؤتمر عبر الفيديو لوزراء دفاع الدول الأعضاء بحلف الناتو" "آمل أن نتوصل إلى اتفاق التعاون المنشود خلال الأيام المقبلة".

لكن دبلوماسيين يعملون بحلف الناتو أبدوا شكوكهم في أن تسمح تركيا – العضو بحلف الناتو - بأن تثمر تلك المباحثات تعاونًا حقيقيًا بين الكتلتين، ذلك أن أي تحرك لحلف الناتو لا بد أن يتم على أساس من إجماع الدول الأعضاء به كافة، وعدم اعتراض دولة واحدة منها.

ونبهت الوكالة إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يخصص لعملية إيريني أصولًا عسكرية كافية لمراقبة مساحة شاسعة من السواحل والأجواء للتأكد من التطبيق الكامل لحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، فحتى الآن لا تشارك في العملية سوى سفينتين و3 طائرات، وكان من شأن انخراط حلف الناتو في العملية توفير العتاد العسكري الكافي لممارسة رقابة صارمة على حركة شحنات الأسلحة في المنطقة.

والشهر الماضي، نشر موقع "تيلي بولس" الإخباري الألماني، تقريرًا قال فيه إن الأزمة الليبية تؤزم موقف أنقرة داخل حلف الناتو وفاقمت عزلتها داخل الحلف، وأن فرنسا واليونان وباقي دول الحلف تصطف في مواجهة أنقرة وترفض تدخلها في ليبيا.

في الوقت نفسه، لفت مراقبون إلى أن تركيا ستعاني قريبا من حصارٍ دولي كبير، خاصة بعدما رفض وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف التوجه إلى إسطنبول يوم الأحد الماضي، للقاء نظيره التركي، فيما أكد مسئول تركي أن سبب إلغاء الزيارة هو خطة حكومة الوفاق لشن عملية عسكرية بمدينة سرت الليبية.

وشنت فرنسا أمس الأربعاء هجوما جديدا على تركيا، حيث اتهمت وزارة الخارجية الفرنسية البحرية التركية بالإقدام على تصرفات "عدائية" تجاه شركائها بحلف الأطلسي الناتو" لمنع تطبيق حظر السلاح الذي فرضته الأمم المتحدة، كما اعتبرت أن العائق الأساسي أمام السلام في ليبيا هو انتهاكات حظر الأسلحة وخاصة من جانب تركيا.

وبحسب "رويترز"، قالت أنييس فون دير مول المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن انتهاكات الحظر ولا سيما من جانب تركيا هي العائق الرئيسي أمام تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا، وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن دعم تركيا لهجوم حكومة طرابلس يعارض كل الجهود الرامية لإعلان هدنة في ليبيا.

وأضافت أن التدخل الأجنبي المستمر في ليبيا خاصة مع تكثيف الدعم التركي غير مقبول ولابد أن ينتهي.

كما حذرت  فلورانس بارلي وزيرة الجيوش الفرنسية تركيا من أنها ستضع النقاط على الحروفبشأن الموقف التركى فى النزاع الليبي، خلال اجتماع وزراء دفاع حلف الأطلسى.

وفي وقت سابق من اليوم، قالت وزارة الجيوش الفرنسية أن سفينة فرنسية تشارك في مهمة للحلف الأطلسي في البحر المتوسط تعرضت مؤخرا لعمل عدواني للغاية بحسب وصفها من قبل زوارق تركية، منددة بأنها مسألة بالغة الخطورة مع شريك أطلسي.