الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اكتشاف يؤمن مستقبل المحصول الأساسي.. علماء ينقذون إثيوبيا من مجاعة محتملة

محصول التيف في إثيوبيا
محصول التيف في إثيوبيا

يبدو أن دراسات العلماء أنقذت إثيوبيا من مجاعة محتملة خلال السنوات القادمة، حيث وجد العلماء طريقة للحفاظ على بذور "التيف" الحبوب الغذائية الأساسية في إثيوبيا، بعدما كانت في خطر يؤثر على 80% من إنتاجها بفعل ارتفاع درجات الحرارة.

"التيف" هو نوع نبات عشبي من الفصيلة النجيلية من عائلة الذرة البيضاء التي تزرع في منطقة القرن الإفريقي، وهو محصول أساسي لنحو 50 مليون شخص في إثيوبيا، كما يحظى بشعبية متزايدة في جميع أنحاء العالم، حيث يوصف بأنه محتوى غذائي "فائق" نظرا لخصائصه وفوائده حيث يشتمل على البروتين والكالسيوم ونسبة عالية من الألياف الغذائية والحديد، إضافة إلى فوائد تلك الحبوب بالنسبة لمرضى السكري وغيره.

تشير التقارير إلى أن الزيادة الكبيرة  في درجات الحرارة المتوقعة في إثيوبيا، بحلول عام 2070، يمكن أن تجبر المزارعين على زارعة النبتة، في المناطق الجبلية فقط، وعلى ارتفاعات أعلى، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج في الوقت الذي يكون فيه الطعام نادرا بالفعل ويزداد عدد السكان، خاصة أن الاثيوبيين يعتمدون على الحبوب في كثير من طعامهم اليومي، بحسب صحيفة "اندبندنت" البريطانية.

عمل الباحثون على اكتشاف الأسرار المتعلقة بـ"تيف" وتتبع التسلسل الجيني الوراثي، حيث رسم العلماء لأول مرة خريطة التنوع الهائل تللك الحبوب الغذائية، والتي اكتشوا أنها تتكون من 3850 نوعا معروفا، وتشير الدراسات إلى أن لكل نوع خصائص أو سمات فريدة، مما يسمح للنبتة بالتكيف والتعامل مع الظروف البيئية المختلف.

وأوضح العلماء في دراسة نشرتها صحيفة "Agriculture, Ecosystems & Environment" العلمية، أن تلك الأصناف قد تكون مقاومة للحرارة أو الجفاف، وفقا لمكان زراعتها، مشيرين إلى إمكانية إنتاج المزيد من الحبوب، والعمل على استخدامها لتوليد أصناف أكثر مرونة.

يقول كارلو فادا أحد مؤلفي الدراسة، إن اللحظة التي يتعرفون فيها على ما هو موجود في مكون الحبوب، يمكنهم أن الاعتماد على أنواع تربة معينة، مثل الجمع بين أصناف مختلفة مزروعة في مناطق حارة، وأخرى في مناطق باردة، للحصول على حبوب ذات إنتاجية عالية ومقاومة للحرارة.

ويوضح أن فهم التنوع الجيني الهائل لنبتة "التيف" يجعلهم قادرين على توليد أصناف  جديدة قادرة على التكيف مع المناخ بشكل طبيعي ، في إطار زمني أقصر من 5-10 سنوات.

وبحسب الدراسة يمكن أن تتحمل الحبوب درجات الحرارة القصوى من 2 درجة مئوية إلى 38 درجة مئوية، كما يمكن لبعض الأصناف التعامل مع ما يقرب من 2000 ملم من الأمطار السنوية، بينما يتحمل البعض الآخر 542 مم فقط، إضافة إلى ذلك هناك أنواع حمراء وبنية وبيضاء ، كل منها يحتوي على مغذيات ونكهات متنوعة تستخدم لأطباق مختلفة.

ويضيف الباحث  "لا يوجد بلد آخر يزرع هذا المحصول لديه هذا المستوى من التنوع الجيني ، مما يجعل إثيوبيا فريدة من نوعها"، وتابع  "يمكن استخدام هذا التنوع لزيادة الإنتاج للطلب المحلي، أو حتى للتصدير ، على الرغم من الظروف الجوية".

وتنتج إثيوبيا أكثر من 90% من "تيف" في العالم، كما أن لديها أعلى تنوع على الإطلاق، حيث يشمل الإنتاج حوالي سبعة ملايين أسرة ويغطي حوالي 3 ملايين هكتار، بينما يعتمد كثير من الإثيوبيين عليه في الوجبات الأساسية.

وأدت شعبية التيف المتزايدة إلى الزراعة في أستراليا والصين والهند وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة، إلا أن اثيوبيا تحتول على مخزون هائل لا يوجد في أي مكان آخر في العالم.