الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ورقة مساومة ومقامرة للاستيلاء على نفطها.. ماذا يريد أردوغان من ليبيا ؟

رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان

وجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الأزمة في ليبيا صيدًا ثمينا لفتح شهيته مجددا على التدخل السافر سياسيًا وعسكريًا بها، بدعم من ميليشيات مسلحة ومرتزقة، مستغلًا الأمر لجني أهداف خاصة به ومساومة أوروبا.

وأرسلت تركيا قوات عسكرية تابعة لها إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق منذ يناير الماضي، الانتشار العسكري التركي يعكس على نطاق واسع إلى مقامرة أردوغان على الأرض الليبية، انه مغير قواعد اللعبة في الأزمة الليبية، خاصة أنه يريد منها الكثير، حسب تقرير لإذاعة "صوت أمريكا".

وفيما زعم المسؤولون في تركيا أن البلاد تلعب دورًا مهما وحاسما في الأزمة الليبية، وفقًا لما ذكره وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إلا أن تقارير إعلامية تركية تؤكد أن أنقرة تتطلع إلى إنشاء قاعدعتين جوية وبحرية في ليبيا. 

حتى الآن لم تعلق الحكومة التركية رسميًا على التقارير، لكن التدخل العسكري لأنقرة ووجودها في ليبيا قد يكون ورقة مساومة كبيرة مع الاتحاد الأوروبي.

فمن جانبه، قال السفير التركي السابق، ميثات ريندي "إن ليبيا مهمة استراتيجيا للغاية بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فهي بوابة أفريقيا إلى أوروبا"، نظرا لأن الأزمة هناك جعلتها واحدة من طرق التهريب الرئيسية للمهاجرين الذين يحاولون دخول بلدان أوروبا.

وبرغم أن أنقرة لديها بالفعل اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لمنع اللاجئين والمهاجرين من محاولة الدخول عبر تركيا، مقابل مساعدات بمليارات الدولارات، إلا أنها تساومهم كل فترة بفتح أبوابها لدخولهم، فقال أستاذ العلوم السياسية التركي إلهان أوزجل إن أردوغان يرى الآن فرصة تدخله في ليبيا لمساومة الاتحاد الأوروبي، والتفاوض معه في عدد من القضايا بشأن تجديد الاتحاد الجمركي على السفر بدون تأشيرة. 

وكان أردوغان استخدم ورقة اللاجئين السوريين مرارا وتكرارا لمساومة الاتحاد الأوروبي وابتزازه، الآن مع ليبيا ، تمتلك تركيا بطاقة أو رافعة مالية جديدة ضد الاتحاد الأوروبي. لذلك قد لا تكون دول الاتحاد الأوروبي سعداء بتدخل أردوغان.

وانتقدت فرنسا وألمانيا بشدة التدخل العسكري التركي في ليبيا ، وعلى الرغم من تولي ألمانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي في يوليو، فتتطلع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى عقد مباحثات مع أردوغان للتوصل إلى اتفاق. 

وقال خبير العلاقات الدولية زور جاسيموف من جامعة بون إن الاتحاد الأوروبي لا يحب شخصية أردوغان ولا يحترمه، لكنه يعلمون ماذا يريد ودوله قادرة على عقد صفقة معه وجر رجله للوفاء بوعوده بطريقة ما. 

أما الولايات المتحدة، فيمكن لإدارة ترامب أن تبحث مع تركيا التعاون والوصول إلى اتفاق، خاصة مع رفضها التصعيد، ونفس الحال بالنسبة لروسيا فمن المرجح أن تدير مع أنقرة صفقة في ليبيا، مثلما فعلت في سوريا.

وليس هذا الهدف وحده، فكشف مسؤول تركي كبير عن مخطط بلاده لمواصلة الاستيلاء على ثروات الشعب الليبي، في ظل تحالف النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان مع جبهة الوفاق بقيادة فايز السراج.

ونقلت وكالة "رويترز" عن المسؤول التركي قوله إن أنقرة ناقشت مع ممثلين لحكومة الوفاق أيضا المدفوعات المستحقة للشركات التركية عن أعمال الطاقة والبناء السابقة في ليبيا.

وأوضح أن تركيا ومسؤولي الوفاق بحثوا السبل التي يمكن لتركيا أن تساعد من خلالها في استكشاف وعمليات الطاقة، بما في ذلك التعاون "في كل مشروع يمكن تصوره" للمساعدة في وصول الموارد إلى الأسواق العالمية.

كما يحاول أردوغان عبر تواجده في ليبيا، السيطرة بشكل كامل على الشواطئ والسواحل الليبية، ما يمنحه الحق في التنقيب عن النفط والغاز، عقب انتهاء دوره في البحر المتوسط بسبب الدور الكبير الذي تلعبه مصر إلى جانب اليونان وايطاليا لإستغلال ثروات المتوسط من الغاز الطبيعي.