عصام شادي يكتب: كانون الحاجة حكمت

ما أحوجنا في تلك الأيام إلى هذا الكانون بعد أن تلاشى منذ أن أخرجت لنا المصانع الحربية أول بتوجاز للاستخدام المنزلي وبعدها تدريجيا أختفي الكانون من البيوت .
ومعه تلك المعده أصبح الطعام لا طعم لا رائحة بعد أن كان في يوم ما تملئ رائحته المكان فينجذب له القاصي والداني طالبا شيء مما يوضع على هذا الكانون .
هكذا وفي تلك الأيام نمر بتلك المرحلة مرحله اللا طعم واللا رائحة.. ولا نرى إلا رائحة تزكم الأنوف من كثرة الشياط الذي يلف كانون وطنى ، فيهرب منه القاصي والداني طلبا لنسمه هواء نظيفة تزيل من صدره الاختناق.
هكذا كانون وطني لم نرى إلا الاختناق. (اختناق إجتماعى واختناق أخلاقي واختناق فكرى واختناق عقائدي واختناق إقتصادى واختناق سياسي)كل تلك الاختناقات تؤدى إلى هجرة هذا الوطن طلبا لوطن أخر أخف حده من تلك التي يعانيها .
فبعد أن كان كانون الحاجة حكمت يحتوى كل تلك الأشياء بدون اى اختناقات فقد كان في يدها الحل إذا حدث اى اختناق وكان الحل من السهولة في تحقيق السيولة لها فى وقتها لكي تستطيع انجاز مهمتها بالطعم والرائحة المطلوبة وهو زيادة حجم الكانون بعض الشيء لكي يستوعب وينجز مهمته.
أما في كانون وطني فيتم حشر الاختناقات في مكان واحد لا يستوعبها جميعا مما يؤدى إلى هلاكها وهلاك كانون وطني أيضا.
هكذا كانت الحاجة حكمت السيدة ألاميه بعقلها يزن عقول ألاف الرجال من ذوى الحظوة العلمية والثقافية والسياسية.
فلقد أصبحت الاختناقات السمة الرئيسية التي نتميز بها وتلك الاختناقات هي من سيتولد عنها الانفجارات التي لن يستطع احد أن يوقفها وستطال الجميع.
فمازال حتى تلك اللحظة يتصاعد الدخان المتولد منها يشوه الوجوه والعيون والعقول دون أن يقترب احد منه لإخماده فأصبحت الوجوه يلطخها السواد بعد أن كانت في وقت قريب ناصعة البياض.
ولكن مع التكالب على كانون الحاجة نعمة ليأخذوا منه نصيبهم
سيتساقط الكانون عليهم فيحترقون بناره