الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: علم الشريعة والحقيقة

صدى البلد

قد يقصر الفهم لدى البعض أن علوم الدين قاصرة على ظاهر النصوص والأحكام والحدود والأوامر والنواهي والتعاليم.. ومع قصر الفهم يأتي الإعتراض على علوم المعارف والحقائق ونجد الإنكار من أهل الجهل.. ولهم عذرهم لعدم معرفتهم بكلام الله تعالى وخطابه في قرآنه ففي الحقيقة أن علوم الدين لا منتهى لها ولا أول لها ولا آخر  وخاصة علوم المعارف والمعاني والحقائق وهي علوم لدنية..

أي من لدن الحق عز وجل يفيض بها على قلب من يصطفي ويجتبي ويختار من عباده وهي علوم متعلقة بالمعاني الباطنة في كلام الله تعالى ومنها علوم الأسرار والتي منها علم التصريف الذي خص الله تعالى به سيدنا الخضر عليه السلام ومن على قدمه من الأمة المحمدية ممن لهم وظائف باطنة وتكليف من الله تعالى ..هذا وهناك علم الحكمة وهو قاصر على عباد الله المخلصين وهو علم نوراني يضع صاحبه به كل شئ في نصابه..

يقول عز وجل..يؤتي الحكمة من يشاء.. ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا..هذا وهناك علوم ذوقية أي لا تدرك إلا ذوقا أو على أثر حال خاص مع الله تعالى متعلق بأهل السير إلى الله تعالى المتقلوب في حالي القبض والبسط ..وهناك علم يسمى بعلم المكاشفة وهو علم خاص بأهل القرب والشهود وهو المشار إليه في قوله تعالى.. (لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير .).

وقوله عز وجل.(.وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين)..هذا وهناك علوم من الله تعالى خص بها السادة الأنبياء والأولياء عليهم السلام وهي المشار إليها في قوله سبحانه على لسان سيدنا يعقوب عليه السلام بقوله..قال( إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون)... 

هذا ومما سبق ندرك أن هناك علوم ظاهرة متعلقة بمنهج الرسالة ومجملها التكاليف الشرعية لتصح العبادات والمعاملات بها والغاية منها إستقامة حركة الإنسان على الأرض في رحلة الحياة ولإقامة الخلافة في الأرض والتي تعني..عمارة الأرض وإقامة العدل الإلهي عليها ونشر الرحمة والسلام بين ربوعها ..وندرك أيضا أن هناك علوم باطنة متعلقة بالقلب وعروج الروح وهي قاصرة على خاصة أهل الأيمان الذين تنزهت نفوسهم عن التطلع ألى الأجر من الله تعالى والثواب وتنزهت نفوسهم عن الطمع في الدنيا وحبها والتعلق بشئ منها وسمت أنفسهم وتطلعت إلى الحظوة بالقرب من الله عز وجل ..

يقول سبحانه..السابقون السابقون أولئك المقربون.. وهم أهل محبة الله تعالى وولايته وأصحاب مقام الإحسان  الذين آمنوا وأتقوا وأخلصوا وإستقاموا وذكروا  وزهدوا في الدنيا والآخرة. وتزكت أنفسهم وسلمت قلوبهم من حب الدنيا والتعلق بغير الله تعالى وأنهم الذين حظوا بتجليات الله تعالى وفيوضاته وعلومه ومعارفه وأسراره وانهم أهل القرب والشهود ..وفي الختام إلى من لا يعلم عليك بالأدب وحسن الظن بأهل المعرفة والتحقيق لعلك تنال من بركة علومهم وأسرارهم..وإن لم تقر فلا تنكر عليهم حتى لا تحرم من بركة سرهم فالاعتقاد في أهل الولاية ..ولاية ..أنار الله تعالى بصائرنا وجعل لنا حظا ونصيبا من إشراقاته عز وجل وتجلياته ورزقنا الأدب وحسن الظن والاعتقاد في الأولياء والصالحين..