الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة يوضح سبب شعور الناس بوجود بركة في الوقت قديما عن الآن

الدكتور على جمعة،
الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلما

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن شعور الناس من وجود بركة في الوقت قديمًا عن الآن يأتى من أن الطيبين كانوا أكثر، معلقًا: « كنا نمشي نلاقي 30 : 40 ولي في الشارع، ونلاقي عامة الناس كالجناينية والبقالين وعمال المكاتب طيبين وغيرهم الكثير».

وأضاف « جمعة» في فيديو له عبر صفحته الرسمية بموقع « فيسبوك» يوضح فيه «كيف تحل البركة ومتي تذهب؟» أن كلمة طيب تعني كان نضيف وأمين كبائع اللبن للبيوت قديمًا، وصاحب المكتبة يكون ثمن البضاعة اللي اخدتها منه 10 جنيه مثلًا؛ يأخدهم و يعطيك فوقها هدية، مشيرًا: « وهو ليس ملزم بذلك؛ لأنه ليس فرض عليه، وإنما هو من الحسنى».

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن الناس كانت تنقل بينها المحبة والرضا والتسليم وهذا القيم الجميلة التي تورث البركة وتشرها بين الناس، وهي تتمثل في الأمانة والنظافة، والحب والسلام الاجتماعي، والتسامح والأخلاق الحسنة مع الناس، أما الآن فيه حقي وحقك بمنتهى العلظة ودون تسامح، فنشر عدم البركة على أثرها.


وأشار الدكتور على جمعة، في وقت سابق، إلى أن  إعراض الكثير منا عن كثرة الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- من أسباب قلة البركة في زماننا هذا، مؤكدًا: الصلاة على النبي سبب لكثير من البركات والخيرات.

وأفاد « جمعة» في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أنه ورد أن قرية في بلاد المغرب أصابها القحط والجفاف، فجاءت امرأة وجلست بجوار بئر قد غارت وقل ماؤها، ودعت الله فإذا بالماء يفور، فجاءها الشيخ الجازولي -رضي الله عنه- وسألها عما دعت به ربها؛ فقالت: ما سألته إلا بالصلاة على النبي - عليه الصلاة والسلام-.

وتابع عضو هيئة كبار العلماء: جلست عند البئر تصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم-، فنظر إليها ربها بنظر الرحمة، واستجاب استسقاءها ودعاءها ففارت البئر بالماء ونجت القرية من الجفاف، مشيرًا: كانت تلك الواقعة مما دفع الشيخ الجازولي -رضي الله عنه- إلى جمع كتابه: "دلائل الخيرات" والذي انتشر انتشارًا واسعًا، وعلم الناس في كافة أنحاء الأرض الصلاة على النبي بكثير من الصيغ المباركة، ولهجت به ألسنتهم بالصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم-.

وواصل المفتي السابق: فنور الله قلوبهم بذلك، وخفف الله عليهم أعباء الدنيا ومشكلاتا، وهان عليهم أمرها، وكان همهم الأكبر الآخرة، ورفقة رسول الله - عليه الصلاة والسلام-، موضحًا: كما كان حال عمار بن ياسر- رضي الله عنه- في بداية معركة صفين حيث قال: «اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه»، [رواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك].


وأكد الدكتور علي جمعة، في تصريح سابق، أن الإكثار من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- من أقرب القربات وأعظم الطاعات، وهو أمر مشروع بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة، فأما الكتاب: فقوله - تعالى-: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، [سورة الأحزاب: الآية 56].

ولفت عضو هيئة كبار العلماء: أن الأحاديث في ذلك كثيرة؛ منها: حديث أُبي بن كعب - رضي الله عنه- قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللهَ اذْكُرُوا اللهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ»، قَالَ أُبَي: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ فَقَالَ: «مَا شِئْتَ»، قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: «إِذن تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ»، رواه الترمذي واللفظ له والحاكم وصححاه.

واستدل المفتي السابق بما روى عن أوس بن أوس - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-أنه: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عليه السلام، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ -يَقُولُونَ: بَلِيتَ-؟ فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ»، رواه أحمد وأبو داود واللفظ له، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة في ذلك.

ونبه أن العلماء قالوا أن أقل الإكثار ألف مرة، وقيل أقله ثلاثمائة، لافتًا: وألَّف في ذلك العلامة المتَّقي الهندي كتابه الماتع "هداية ربي عند فقد المربي" تعرض فيه للأوقات التي يُفْتَقَدُ فيها الشيخ المربي والمرشد إلى الله تعالى وأن واجب الوقت حينئذٍ يكون هو الإكثار من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- بحيث يصلي المسلم عليه ألف مرة كل يوم على الأقل.

وأكمل أنه ورد في ذلك حديث مرفوع عن أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ فِي يَوْمٍ أَلْفَ مَرَّةٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ»، أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" والضياء في "الأحاديث المختارة"، مشيرًا: وإن كان ضعيف الإسناد إلا أنه يؤخذ بمثله في فضائل الأعمال.


وأردف: كل إكثار في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- قليل بالنسبة إلى عظيم حقه ورفيع مقامه عند ربه، وقد قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً لَمْ تَزَلِ الْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا صَلَّى عَلَيَّ، فَلْيُقِلَّ عَبْدٌ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ»، رواه ابن ماجه وأحمد واللفظ له، وحسنه المنذري وابن حجر.

واختتم أنه لم يزل الإكثار من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- علامة مميزة لأهل السنة والجماعة على مر القرون كما يقول الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين -عليهما السلام-: "عَلامَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ: كَثْرَةُ الصَّلاةِ عَلَى رسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-"، رواه أبو القاسم التيمي في "الترغيب والترهيب".