الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جيش مصر الأبيض في الخارج.. رغدة ملاك رحمة يخفف آلام مصابي كورونا في نيويورك

صدى البلد

من قلب أحد أحياء نيويورك تخرج رغدة يوميا من منزلها في طريقها لمستشفى العزل يؤنسها مع كل خطوة صراع بين الحب والشغف بالعمل الذي دفعها للاستجابة والنزول عند الطلب مع التوتر والقلق من مواجهة وباء جديد لا يعلم احد ما يحمله للبشرية في طياته، لينتهى بها المطاف إلى طوارئ المستشفى الذي تعمل به كممرضة.



تسرع رغدة لارتداء زي العزل وأقنعة الوجه الواقية لان في انتظارها عشرات الحالات من مصابي كورونا، وتقابلها الكثير من المواقف الصعبة من وداع وفراق وخوف بين المرضى و قساوة البشرية في امتناع بعض الأسر عن استلام جثامين ذويهم، الأمر الذي كان يدفعها لتختلي بنفسها لدقائق تطلق خلالها العنان لدموعها التي تحبسها أمام المرضى وزملائها من الممرضين والأطباء.


انتقلت رغدة مصطفى صاحبة الـ24 عاما للعيش في ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية منذ 8 سنوات، ودفعها الشغف لدراسة التمريض للالتحاق بـ Alien school for health لمدة عامين، وفور التخرج تم استدعائها للعمل بقسم الطوارئ في مستشفى Methodist hospital لوجود عجز بفريق الأطباء والتمريض، فلم تتردد لحظة عن القيام بدورها الإنساني والعملي.


"مهنة التمريض صعبة ووجع قلب بمعنى الكلمة بس بحبها جدا وبشكر المواقف اللي اتحطيت فيها وعلمتني ".. بهذه الكلمات بدأت رغدة روايتها مع حالات كورونا بقسم الطوارئ، والتي أكدت خلالها قساوة ما مرت به من مواقف كان أثقلها امتناع الأبناء والأسر عن استلام جثامين ذويهم من المتوفين بكورونا، بينما كان هناك آخرون لم يردوا عليها هاتفيا ولم يطمئنوا علي المصابين.


وتابعت رغدة ان قوة تحملها دفعتها لتجنب البكاء أمام المرضى والاختلاء بنفسها في المواقف الصعبة، قائلة: "كنت ابكي في الأوقات الصعبة لعدم تحملي المواقف الإنسانية فكنت أتنقل من مريض لاخر بسرعة كبيرة دون الالتفات الى الإرهاق البدني والذهني بالإضافة إلى أن الحالات لم تقتصر على مصابي كورونا فقط بل كان هناك حالات طوارئ أخرى من بينها ما يحتاج للعمليات والولادة".


لم تقصر رغدة في عملها ولم تغلبها المشاعر بل كانت تعمل وفق ما يحتمه عليها ضميرها وانسانيتها قائلة: "قابلت جنسيات كثيرة كان من بينها عرب أثناء تواجدي في الطوارئ كان أغلبهم من اليمن ولم يصادفني حالة من بينهم انتهت بالوفاة لان أجسادهم كانت تحمل أجساما مضادة للفيروس".


كانت رغدة من بين مصريين كثيرين يعملون في المجال الطبي بشكل عام في الولايات المتحدة الأمريكية، لذا فقد كانت لها رؤيتها الخاصة للوضع في مصر مقارنة بمكان عملها في نيويورك ، وعن ذلك قالت: "رؤيتنا للوضع في مصر كانت أفضل بكثير من الولايات المتحدة فقد استطاعت مصر السيطرة على الوضع بينما كان من الصعب على الولايات المتحدة السيطرة على 51 ولاية بها ".