الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بحثوا فوجدوا اسمه قطمير.. علي جمعة يجيب: لماذا لم تذكر صفة الكلب في سورة الكهف؟

الدكتور على جمعة،عضو
الدكتور على جمعة،عضو هيئة كبار العلماء

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله -سبحانه وتعالى- عندما قص علينا قصة أهل الكهف لم يذكر لنا اسم الكلب أو لونه أو نوعه -، يقول الإمام ابن كثير: " فإن الله يعلمنا ألا نهتم بهذا لأننا نريد العبرة {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ}".

وأضاف « جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أن عددهم ثلاثة ولا خمسة ولا سبعة ولا ثمانية، إذن لا ننشغل بهذا، إنما ننشغل بالعبرة، قال - تعالى- {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}.


وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن هذا هو المقصود لكن ما لون الكلب ؟ ما اسمه ؟، لافتاً:« وقد بحثوا فوجدوا إن اسمه كان قطمير، ولكن عندما تقف عند هذه الأشياء فأنت ضللت ولم تأخذ من القرآن أنه كتاب هداية بل اتخذته كتاب تاريخ؛ فسورة الكهف تعلمنا أننا لا نهتم بالحواشي ونترك الجوهر».

وأضاف المفتي السابق أن هذا أيضًا من علل تحول العبادة إلى عادة عند المسلمين؛ إنهم أهملوا روح الصلاة والخشوع فيها واهتموا بالهيئات؛ أين رجلك ؟ وكيف وضعها؟ .... وكذا وكذا وكذا ، ويضيع على نفسه الخشوع والتدبر الذي هو المقصود، أما عن وضع القدم فهذه هيئة نقوم بها ولكن لا نضيع بها الركن ونضيع بها المقصد، إذن يجب علينا ألا نترك الفائدة من وراء قصة أهل الكهف، قصة الفتية الذين واجهوا الظلم والكفر والإلحاد وفروا بدينهم أمام خيار أن يفتنوا فيه .


موضوعات سورة الكهف:

سورة الكهف لها عددًا من المقاصد التي يمكن للقارئ أن يستنتجها من خلال تدبّر السورة وفهم مآلاتها، فقد ذكرت السورة عددًا من القضايا هي:

1. الدار الآخرة، حيث تتلاقى بداية السورة ونهايتها بحديثها عن الدار الآخرة وتقرير هذه الحقيقة، فقد قال الله -تعالى- في بداية السورة الكريمة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا  قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا  مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا)، وختمها -تعالى- بقوله: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)، كما تضمّنت قصة موسى والعبد الصالح الحديث عن اليوم الآخر بذكر قدرة الله والسنن الكونية.

2. البعث، حيث تكرر الحديث عن البعث فيما يأتي: قصة أصحاب الكهف، قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا).

3. تقرير حقيقة أن الحق من عند الله تعالى، وأن الله أعطى لكل إنسان القدرة على الاختيار بين الإيمان والكفر، قال تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ).

4. قصة صاحب الجنتين وصاحبه الذي أنكر البعث وقدرة الله على ذلك، والذي شك في يوم الحساب وذلك قوله: (وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا).

5.المثل الذي ضربه الله بالحياة الدنيا، قال -تعالى-: (إِنَّما مَثَلُ الحَياةِ الدُّنيا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ).

6. قصة ذي القرنين الذي آتاه الله من أسباب القوة والتمكين ما آتاه، وقد كان عبدًا مؤمنًا بالله، وكان مقصدًا لأقوامٍ مستضعفة ليحول بينها وبين المفسدين، فذكر لهم بعد أن أعانهم أن كل شيء في هذه الحياة سينتهي عندما يأتي وعد الآخرة، قال تعالى: (قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا).

7. توحيد الله تعالى وتقرير وحدانيته، فأنذر الله المكذبين بوحدانيته وبيّن كذبهم، وذلك في بداية السورة الكريمة، قال الله تعالى: (وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا)،

8. كما ختم السورة بأهمية الإيمان به سبحانه، وتنزيهه، واليقين بلقائه، قال تعالى: (أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ)، وقد حذّر الله -تعالى- في سياق السورة من اتّخاذ الشياطين أولياء من دون الله، وانتهت السورة بتهديد من اتخذ أولياءً من دون الله، قال تعالى: (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاءَ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا).

أهداف سورة الكهف: 

سورة الكهف لها أهدافًا أساسيةً واضحة، تبرز من خلال تعدّد القصص الواردة فيها، أبرزها:

- أهم الموضوعات قضية توحيد الله ودعوة البشر إلى ذلك.

-الدعوة إلى الإيمان بالآخرة وبيان أحداثها ومواقف القيامة.

-وجوب الإيمان بدعوة محمد -صلى الله عليه وسلم- وبيان صدقها.

-التأكيد على بشريته -عليه السلام- وأنّه مبعوثٌ للبشر كافّة بشيرًا ونذيرًا.

-بيان العديد من الأمور التي تكون فتنة للإنسان إذا غفل بها عن عبادة الله سبحانه؛ كفتنة المال، وفتنة المُلك والسلطان، وفتنة العلم والأسباب.

فضل سورة الكهف:

مما ورد في فضل سورة الكهف في السنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم : (مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ).

وروى أيضًا: (كانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الكَهْفِ، وإلَى جانِبِهِ حِصانٌ مَرْبُوطٌ بشَطَنَيْنِ، فَتَغَشَّتْهُ سَحابَةٌ، فَجَعَلَتْ تَدْنُو وتَدْنُو وجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ، فَلَمَّا أصْبَحَ أتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ ذلكَ له فقالَ: تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بالقُرْآنِ).

ومن فضائل سورة الكهف أن قراءتها كلها أو قراءة آيات منها سببٌ في العصمة من فتنة الدجال، وسببٌ لتنزّل السكينة، كما أن قراءتها تجعل لصاحبها نورًا يُضيء له ما بين الجمعتين.

ويُندب للمسلم أن يقرأ سورة الكهف يوم الجمعة وليلتها، وتبدأ ليلة الجمعة من غروب شمس يوم الخميس حتى غروب الشمس من يوم الجمعة، قال عليه الصلاة والسلام: (من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ؛ أضاء له من النورِ ما بين الجمُعتَينِ).