الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رئيس الوزراء يتفقد دير سانت كاترين.. يتسلم وسام الطبقة الأولى للشهيدة سانت كاترين.. ويؤكد: تطوير الدير ليصبح مقصدا سياحيا عالميا

الدكتور مصطفى مدبولي
الدكتور مصطفى مدبولي - رئيس مجلس الوزراء

خلال جولة رئيس الوزراء:
= تفقد أعمال المرحلة الأولى من تطوير مدخل الدير والمنطقة المحيطة به بتكلفة ٤٠ مليون جنيه
= تفقد كنيسة التجلي والوادي المقدس والشجرة المعلقة ومتحف الدير ومحمية سانت كاترين الطبيعية 
= رئيس الوزراء يتسلم من الأب ميخائيل وسام الدير من الطبقة الأولى للشهيدة سانت كاترين

تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والوفد المرافق له، أعمال التطوير الجاري تنفيذها بمستشفى سانت كاترين.

واستمع رئيس الوزراء إلى شرح من الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، حول الموقف التنفيذي لأعمال التطوير التي تتم بالمستشفى لرفع كفاءتها؛ سعيًا لتطابق الكود الخاص بمنظومة التأمين الصحي الشامل ومعايير الاعتماد والجودة، حيث من المقرر الانتهاء من أعمال التطوير بنهاية العام الحالي.

وأشارت وزيرة الصحة إلى أن المستشفى تسهم في تقديم الخدمات الصحية لأهالي المنطقة، موضحة أنها تتضمن 21 سريرًا "12 سرير إقامة - 4 عناية مركزة - 5 حضانة"، إلى جانب قسم الاستقبال والطوارئ الذي يضم سريرين للإنعاش، و3 أسرّة ملاحظة، وسريرين للفرز، وسرير عزل، فضلًا عن قسم العيادات الخارجية الذي يضم 7 عيادات وصيدلية مركزية، وأقسام العناية المركزة، والمعامل، والغسيل الكلوي الذي يضم 5 ماكينات، وكذا قسم الأشعة الذي يضم الأشعة العادية والمقطعية. 

كما تمت الإشارة إلى أنه يجري كذلك تطوير وحدتي طب أسرة بمنطقتي الطرفة والأسباعية ومن المقرر الانتهاء منهما في أكتوبر ٢٠٢٠.
وأشاد رئيس الوزراء بما يتم من أعمال تطوير، مؤكدا أن الدولة تضع الارتقاء بجودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين على أجندة أولوياتها. 

كما قام الدكتور مصطفى مدبولي والوفد المرافق له بجولة مفتوحة في وسط مدينة سانت كاترين، تفقد خلالها الملعب، ومسجد الوادي المقدس. 

ووجه رئيس الوزراء بوضع تصور لتطوير هذه المنطقة التي تعد مركز المدينة؛ لتصبح نقطة تجمع لزوارها للسهر ليلًا وقضاء وقت ترفيهيّ، وتزويدها بالخدمات مثل المطاعم ومحال بيع المنتجات البدوية، لافتًا إلى أن هذا التصور يشبه نماذج موجودة في عدة أماكن تاريخية بالبلدان العربية، الأمر الذي يجعلها تسهم في دفع الحركة السياحية، وإضافة ميزة نسبية لمدينة سانت كاترين. 

وزار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والوفد المرافق له، دير سانت كاترين، وتفقد المنطقة المحيطة به، حيث بدأت الزيارة بترحيب حافل من الرُهبان، الذين اصطحبوا رئيس الوزراء ومرافقيه، في جولة موسعة بالدير.

وخلال جولته بالدير، تفقد رئيس الوزراء أعمال تنفيذ المرحلة الأولى من تطوير مدخل الدير والمنطقة المحيطة به، والتي يتم تنفيذها بتكلفة تصل إلى ٤٠ مليون جنيه، بمعدل تنفيذ يصل إلى ٨٠%، وتشمل هذه المرحلة تطوير منطقة البازارات، والكمائن الأمنية، وغرفة التأمين والكشف عن الحقائب والأفراد قبل زيارة الدير، وتحديث الكاميرات بمدخله.

واستمع رئيس الوزراء إلى شرح من الرهبان حول تاريخ دير سانت كاترين، وفي هذا الصدد، تمت الإشارة إلى أن الدير تم تسجيله في عام 1993 كأثر من آثار مصر في العصر البيزنطي الخاص بطائفة الروم الأرثوذكس، والمسجل ضمن قائمة التراث العالمي "يونسكو" عام 2002.

وقال الرهبان: "الدير يعتبر من أهم الأديرة على مستوى العالم، والذي استمد شهرته من موقعه الفريد في هذه البقعة الطاهرة، التي تجسدت فيها روح التسامح والتلاقي بين الأديان، وبنى الإمبراطور جستنيان الدير ليشمل الرهبان المقيمين بسيناء بمنطقة الجبل المقدس منذ القرن الرابع الميلادي عند البقعة المقدسة التي ناجى عندها نبي الله موسى ربه".

وأضاف الرهبان: يضم الدير منشآت مختلفة منها الكنيسة الرئيسية "كنيسة التجلي"، التي أطلق عليها هذا الاسم،  بعد العثور على رفات القديسة كاترين بها في القرن التاسع الميلادي، كما أطلق على الدير اسم دير القديسة كاترين، وقد بنيت كنيسة التجلي بحجارة ضخمة من الجرانيت المنحوت، ويبلغ طول الكنيسة 40 م وتشمل كنيسة العليقة المقدسة، والكنائس الفرعية، ويُغطي الجزء العلوي من نصف قبة شرقية الكنيسة فسيفساء تمتد إلى الجزء العلوى من الجدار الشرقي تصور تجلى السيد المسيح، وتعتبر من أقدم وأجمل فسيفساء في الشرق مصنوعة من قطع صغيرة من الزجاج متعددة الألوان.

كما تم التنويه إلى أن الدير يشمل كذلك غرفا لإقامة الرهبان، ومنطقة خدمات، ومكتبة تحوي ستة آلاف مخطوط منها 600 مخطوط باللغة العربية، علاوة على المخطوطات؛ اليونانية، والأثيوبية، والقبطية، والأرمنية، والسوريانية، وهي مخطوطات دينية، وتاريخية وجغرافية، وفلسفية، ويعود أقدمها للقرن الرابع الميلادي، كما تحوي المكتبة عددًا من الفرمانات من الخلفاء المسلمين لتأمين أهل الكتاب. 

وشملت الزيارة كذلك تفقد الوادي المقدس، الذي يضم كلا من جبل موسى، وشجرة العليقة المقدسة بدير سانت كاترين، وما يعرف بمقام النبي هارون، وجبل التجلي، وجبل الصفصافة وجبل الدير ومساكن عباس، وأطلق عليه لفظ الوادي المقدس نسبة لما ورد بالقرآن الكريم.

وفي الوقت نفسه، استمع رئيس الوزراء إلى شرح حول "الشجرة المعلقة"، التي ناجى عندها نبي الله موسى ربه، وهي المنطقة الوحيدة بسيناء التي تحوى عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م وجبل سانت كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر وغيرها، كما زار جبل التجلي في الشمال الشرقي لجبل موسى، وقد عرف بهذا الاسم؛ حيث تجلى عليه المولى عز وجل حينما سأل نبي الله موسى ربه أن يراه.
 
كما تفقد رئيس الوزراء والوفد المرافق له، متحف الدير الذي يضم أيقونات من القرن السادس الميلادي حتي القرن الـ ١٨،  ثم مكتبة الدير، وخلال ذلك استمع الدكتور مدبولي إلى شرح من الرهبان الذين أوضحوا أن المكتبة هي وحدة معمارية داخل الدير، لها أهمية كبيرة لدى الرهبان من الناحية الروحية والعلمية، حيث يقضون معظم أوقاتهم في قراءة الكتب الدينية والكهنوتية، وتقع في الدور الثالث من بناء قديم جنوب كنيسة التجلي.

وعقب زيارة دير سانت كاترين، تفقد رئيس الوزراء والوفد المرافق له، المنطقة المحيطة بالدير، والتي تقع في نطاق محمية سانت كاترين الطبيعية، واستمع إلى شرح حول المحمية، وخلال ذلك تم التنويه إلى أن هذه المنطقة صدر بشأنها قرار من رئيس مجلس الوزراء في عام 1996، لتعلن رسميا منطقة محمية سانت كاترين بحدودها الحالية كمحمية طبيعية بمساحة حوالي 4350 كم2 لتضم داخلها أعلى منطقة جبلية في جنوب سيناء بل في مصر كلها.

جدير بالذكر أن حوالي 15% من مساحة المحمية أدرجت ضمن مناطق التراث الثقافي العالمي وبذلك تكون سادس منطقة معلنة في جمهورية مصر العربية عام 2002، وتضم أعلي المناطق الجبلية ومدينة سانت كاترين بأكملها داخل منطقة التراث العالمي.

وخلال تفقده أعمال تطوير دير سانت كاترين، تسلم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، من الأب ميخائيل، وكيل دير سانت كاترين، وسام "الدير من الطبقة الأولى للشهيدة سانت كاترين".

وألقى الأب ميخائيل، وكيل دير سانت كاترين، كلمة عبر فيها عن ترحيبه بزيارة رئيس الوزراء، وقال: "نرحب بكم وبزيارتكم لتفقد برنامج التطوير الذي أمر به الحبيب صاحب الفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك على الرغم من كثرة ارتباطاته، إلا أنه دائما ما يُبدي اهتمامه بمدينة سانت كاترين بجنوب سيناء".

وأضاف وكيل دير سانت كاترين: "هذا هو أقدم دير مسيحي على مستوى العالم"، مُشيرًا إلى أن الدير تم بناؤه تكريمًا للنبي موسى الذي كلم ربه، ولأول مرة تتقابل الأرض مع السماء، وكانت إرادة الله لهذا المكان المبارك أن تلتقي الأديان السماوية الثلاث التي نزلها الله على البشرية واختار هذا المكان ليكون في مصر.

وفي كلمته، قدم وكيل دير سانت كاترين الشكر إلى رئيس الوزراء والحكومة لاهتمامها وحماية مختلف الشعائر الدينية على أرض مصر المباركة، داعيًا الله أن يتراجع الفيروس المنتشر لعودة السياحة الدينية مرة أخرى.

وفي ختام كلمته، قال الأب ميخائيل لرئيس الوزراء: "لكم تحياتنا واحترامنا المتواضع من داخل دير سانت كاترين، ونُهدي لكم وسام الدير من الطبقة الأولى للشهيدة سانت كاترين، ولكم منا دوام الصحة والعافية ونجاح أعمالكم الوطنية، والتقدم، والقوة، والسلام، والمباركة من الله، وخاصة لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي".

وقدم رئيس الوزراء الشكر للأب ميخائيل ولكل رهبان الدير على حفاوة الاستقبال، مُشيرًا إلى أن الدولة مهتمة بتطوير الدير وكذا المدينة كلها.