الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤرخ الثورة.. قصة الصاغ جمال حماد مؤلف بيان 23 يوليو 1952

مؤرخ الثورة جمال
مؤرخ الثورة جمال حماد

من أبرز محطات ثورة 23 يوليو 1952، والذي أطلق من خلاله تنظيم الضباط الأحرار بقيادة محمد نجيب شرارة الثورة من داخل مبنى هيئة الإذاعة والتليفزيون، فلا ينسى المصريين البيان الناري الذي ألقاه محمد أنور السادات الرئيس الراحل وأحد الضباط الأحرار، معلنا فيه قيام الثورة وأهدافها، لتمتلئ الشوارع والميادين بهتافات المصريين المؤيدين لحركة الضباط.


اشترك في هذه المحطة ضابطان هما جمال حماد وأنور السادات، وذلك بالتنسيق مع قيادات الثورة، حيث كتب الأول هذا البيان التاريخي، فيما أذاعه الثاني بنبرة ثورية حفزت المواطنين على النزول، لذلك كان اختيار الكلمات والإلقاء كلاهما موفق ونجحا في العبور بالثورة من محطتها الأولى ونقلها من ملعب الضباط الأحرار إلى الشعب المصري.


وتحل اليوم ذكرى الـ 68 من ثورة 23 يوليو 1952، التي نظمها تنظيم الضباط الأحرار بقيادة نجيب وعضوية كلا من جمال عبد الناصر، محمد أنور السادات، عبد الحكيم عامر، يوسف صديق،حسين الشافعي، صلاح سالم، جمال سالم، خالد محيي الدين، زكريا محيي الدين، كمال الدين حسين، عبد اللطيف البغدادي، عبد المنعم أمين، جمال حماد.


وجاء نص بيان الثورة الذي كتبه حماد وألقاه السادات كالآتي: "من اللواء أركان الحرب محمد نجيب القائد العام للقوات المسلحة إلى الشعب المصري.. اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين."


وواصل السادات تلاوة بيان الثورة: "أما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش وتولى أمره إما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها.. وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب، أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب."


واختتم البيان: "إني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجردًا من أية غاية وأنتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف لأن هذا ليس في صالح مصر وأن أي عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقى فاعله جزاء الخائن في الحال وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاونًا مع البوليس.. وإني أطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم ويعتبر الجيش نفسه مسؤولًا عنهم والله ولي التوفيق."


كانت نشأة جمال حماد، سببا رئيسيا في بلاغة أسوبه وقوة كلماته التي صدر منها الخطاب، حيث كان والده الشيخ إبراهيم محمد حماد من قرية "شبرا ريس" بمركز شبراخيت محافظة البحيرة، وهو من خريجى الأزهر الشريف وكان يعمل مدرسا للغة العربية، فتعلم منه الابن علوم اللغة العربية والشعر والتاريخ.


بعد حصوله على شهادة البكالوريا التحق جمال حماد بالكلية الحربية وتخرج منها في منتصف إبريل عام 1939، ليتدرج بعدها في المناصب العسكرية حتى تولى أركان حرب سلاح المشاة (قبل قيام ثورة يوليو) وكان برتبة (رائد)، وكان اللواء محمد نجيب مديرا لإدارة المشاة وقتها، ومن هنا تعرف عليه وزادت الثقة بينها حتى ضمه الأخير إلى صفوف تنظيم الضباط الأحرار.


أنتدب حماد في آواخر مشواره العسكري للعمل ملحقا عسكريا لمصر بين عامي 1952 و1957 في كل من سوريا ولبنان والأردن والعراق، ثم عين محافظا لكفر الشيخ ثم محافظا للمنوفية وذلك بين عامي 1965و 1968، إلى أن وُضع اسمه على رأس قائمة الضباط الأحرار حينما صدر قرار جمهوري عام 1972.


كانت الكتابة شغفه الأول، حيث أصدر عدة كتب عن ثورة يوليو وأسرارها حتى لقب بمؤرخ الثورة، كما ألف العديد من الكتب في التاريخ الإسلامي والمعاصر، بجانب عدد من الروايات، هذا بخلاف كتابة بيان الثورة التاريخي.