الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أردوغان يستغل كورونا للبطش بمعارضيه.. حظر المبادرات الأهلية لتقديم المساعدات في ظل أزمة الوباء.. مواقع التواصل أحدث ضحاياه.. وحملة القمع تأتي بنتائج عكسية

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

استغلال ازمة كورونا فى تركيا
إثارة الذعر وتحريض الجمهور تهمة جاهزة لأي صوت معارض على الإنترنت
السلطات التركية تعتقل أكثر من 500 شخص انتقدوا تعاملها مع أزمة كورونا
البرلمان التركي يدرس تشريعا جديدا لتشديد الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي
حكومة أردوغان تحظر المبادرات الأهلية لتقديم المساعدات في ظل أزمة الوباء


لطالما استخدمت الحكومة الاستبدادية في تركيا بقيادة حزب الرئيس رجب طيب أردوغان، العدالة والتنمية، الأزمات لتعزيز سلطتها.


وبحسب موقع "ذا كونفرزيشن"، لم تكن أزمة فيروس كورونا باستثناء، وجريًا على عادته استغلها نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقمع المعارضة وكتم أصواتها.


وأضاف الموقع أنه منذ الولاية الثانية لحزب العدالة والتنمية في الحكم، والتي بدأت في 2007، كانت هناك حملة ممنهجة ضد خصوم أردوغان، تضاعفت واشتدت بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في 2016، وقد وفرت أزمة فيروس كورونا للنظام الآن زاوية جديدة يبرر بها القمع.




ومع انتشار الوباء، كانت إحدى استراتيجيات النظام التركي تكثيف حملات القمع ضد المعارضين على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أصبح هذا ممكنًا بحجة القوانين المطبقة التي تسمح للحكومة بالتحقيق مع أي شخص بتهمة إثارة "الذعر والخوف"، أو تحريض الجمهور على "عصيان القانون"، أو التحريض على "الكراهية والعداء".


ومنذ بداية انتشار الوباء، تم اعتقال أكثر من 500 شخص بموجب هذه الأحكام، وفي أغلب الأحوال بسبب انتقاد تعامل الحكومة مع الوباء على وسائل التواصل الاجتماعي.


وأضاف الموقع أن نظام أردوغان لم يعف أحدًا من الملاحقة الأمنية والقضائية، من المواطنين العاديين إلى الصحفيين إلى السياسيين، ووفقًا لمنظمة العفو الدولية، تم اعتقال سائق الشاحنة مالك يلماز واستجوابه (على الرغم من إطلاق سراحه لاحقًا) بعد نشره مقطع فيديو وجه فيه الكلام لأردوغان قائلًا "هذا الفيروس لن يقتلني، ما سيقتلني هو نظامك". ويجري التحقيق مع مذيع الأخبار فاتح بورتاكال لنشره تغريدة حول السياسات الاقتصادية في ظل أزمة فيروس كورونا.


مع ذلك، تبقى منصات التواصل الاجتماعي واحدة من المنافذ القليلة في تركيا التي يستطيع الناس التعبير عن انتقاداتهم من خلالها، لأن وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة الرئيسية تخضع لرقابة مشددة من النظام. 


وحتى قبل انتشار الوباء، بذلت الحكومة التركية جهودًا للحد من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وبشكل رئيسي من خلال التخويف.


وفي عامي 2018 و2019، أجرت وزارة الداخلية التركية تحقيقات حول أكثر من 96 ألف حساب على وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة لفرض جو من الرقابة الذاتية، وعلى الرغم النجاح النسبي لهذه الحملة في إخفات صوت المعارضة على الإنترنت، فلا يزال هناك قدر كبير من الانتقادات لنظام أردوغان على وسائل التواصل الاجتماعي.


وفي أبريل الماضي، طرح نواب حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي مشروع قانون بشأن التدابير الاقتصادية لمعالجة أزمة فيروس كورونا، شمل بنودًا تهدف إلى زيادة سيطرة النظام على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من حذف البنود المذكورة في نهاية المطاف، لم يتخل النظام عن تشديد قبضته أكثر على وسائل التواصل الاجتماعي.


وفي أوائل شهر يوليو الجاري، أعلن أردوغان عن رغبته في "إغلاق منصات وسائل التواصل الاجتماعي أو السيطرة عليها تمامًا" لأنها "لا تناسب هذا البلد وشعبنا". وفي 21 يوليو، قدمت الحكومة التركية تشريعًا مقترحًا إلى البرلمان يهدف إلى زيادة سيطرة الدولة على وسائل التواصل الاجتماعي، وإذا تم تمريره فستضطر شركات وسائل التواصل الاجتماعي لتعيين ممثلين لها في تركيا والرد خلال 48 ساعة على طلبات إزالة المحتوى "المسيء".


وأضاف الموقع أن تركيا تحتل المركز الخامس عشر في العالم من حيث عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، بحوالي 221 ألفا و500 إصابة، وأكثر من 5500 حالة وفاة، وعلى الرغم من تباطؤ معدل الإصابة بعد ذروة في أبريل، إلا أن الفيروس انتشر على نطاق واسع حيث أبلغت جميع المحافظات التركية الـ 81 عن حالات إصابة.


ويسعى حزب العدالة والتنمية لاحتكار الحق الحصري في إدارة أزمة فيروس كورونا، حيث تم فرض حظر على العديد من حملات التبرعات الأهلية التي تديرها المعارضة، ووقف النشطاء الذين أطلقوا خططًا إغاثية مستقلة، وأعلن النظام أن هذه الحملات بحاجة إلى موافقة مسبقة من الحكومة، بينما تغض هذه الأخيرة الطرف عن حملات مماثلة تطلقها المجالس المحلية التي يديرها حزب العدالة والتنمية.


ويبدو أن سياسة منع المساعدات ما هي إلا محاولة أخرى لتقويض المعارضة، لا سيما في بلديات فاز بمقاعدها حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات المحلية في أبريل 2019 مثل إسطنبول. 


ويعتبر النظام التركي عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو تهديدًا مباشرًا لأردوغان بسبب شعبيته الواسعة، وقد واصل تنظيم حملات المساعدة في إسطنبول على الرغم من الحظر، ويواجه الآن تحقيقًا مستمرًا من جانب وزارة الداخلية. ومع ذلك، يبدو أن جهود حزب العدالة والتنمية جاءت بنتائج عكسية، وزادت شعبية إمام أوغلو بشكل أكبر وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة.