الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصرف المحيط بالمنيا.. كارثة تهدد النيل.. وأبناء الصعيد الخاسر الأكبر

مصرف المحيط بالمنيا
مصرف المحيط بالمنيا

مصرف المحيط بالمنيا يعد المصرف الرئيسى بالمحافظة ويبلغ طوله 80 كيلو مترًا ويخدم 100 ألف فدان  من الأراضي الزراعية، إلا أنه رغم كل تلك الأهمية والمكانة فإنه يعاني الكثير من المشكلات.

فالمصرف يشهد تلوثا ناتجا من الصرف الزراعى والصحى والصناعى الذي يلقى بمجراه وفى النهاية يصب بكل هذه المخلفات فى مياه النيل النقية عند قرية إطسا شمال المنيا بـ 15 كيلو مترا، حيث تختلط المياه الملوثة بالمياه النقية العذبة.

فكميات كبيرة يوميا من مياه الصرف الصحى ناتجة من محطة الصرف بمدينة المنيا والتى تلقى بها بالمصرف عند قرية تله والكمية الاخرى تأت من الصرف الزراعى الذى يمثل 90 % ، وصرف مصنع سكر أبوقرقاص .

اقرأ المزيد 


أهالى قرية إطسا التابعة لمركز سمالوط هم الاكثر تضررا من مصرف المحيط لانه يخترق قريتهم بطول 3 كيلو مترات حتى يصب مياهه فى نهر النيل شريان الحياة فى مصر ، وبطول هذه المسافة تجد رائحة كريهة ومياه سوداء داكنة وحيوانات نافقة، فالقرية تشتهر بين المواطنين بالرائحة الكريهة. 

يقول محمد علي من أبناء أطسا إن مصرف المحيط يعد كارثة بيئية وصحية تهدد مياة نهر النيل ، فالمصرف ينقل المياه المحملة بمخلفات الصرف الزراعى والصناعى إلى نهر النيل مباشرة وعلى بعد كيلو مترات من المصب تقع محطات لمياه الشرب ومنها عرب الزينة بسمالوط التي تغذي مركز سمالوط بمياه الشرب الأمر الذي يسبب العديد من الأمراض بسبب تلوث المياه وقمنا بإرسال مئات الاستغاثات إلى جميع المسئولين لإنقاذنا وإنقاذ نهر النيل من التلوث وتم عقد مئات الاجتماعات لحل الأزمة فالقرية تشتهر بالروائح الكريهة التى يسببها المصرف كما انها تقع على طريق الصعيد الزراعى، والقطار يمر امامها وجميع ركاب القطار يعرفون وصولهم الى إطسا بسبب رائحة المصرف.

ويضيف ابراهيم محمود صياد بقرية أطسا، إن الآباء والأجداد كانوا يستخدمون مياه النيل فى كل شىء، وكانوا يتذوقون طعم الشاى من مياه النهر مباشرة، لكن الآن تغير الحال، فالمصرف يطارد الأسماك ويهدد بالقضاء عليها، كما انه يخترق آلاف الأفدنة الزراعية ويلقى بكميات كبيرة من المياه الملوثة والحيوانات النافقة التى تتعثر فى شباك الصيادين بدلًا من الأسماك.

ويشتكى الصياد من عدم وجود أسماك في منطقة أطسا بسبب ارتفاع نسبة الملوحة، فضلًا عن كون الأسماك التى يتم صيدها قد تنتقل امراضا للإنسان.

وأشار على سعيد من أبناء القرية إلى أن المصرف يشكل خطرًا كبيرًا على صحة أبنائهم ويتسبب فى انتشار الناموس والذباب والأوبئة فى جميع القرى الواقعة، كما أن قرية إطسا تحديدًا تتعرض لمآسٍ لا حصر لها بسبب هذا المصرف، خاصة أنها تعد النقطة التى يتحول أمامها مجرى المصرف ناحية الشرق ليصب مباشرة فى النيل.

ويشير إلى أن الأمراض والحشرات والذباب والناموس تحاصر الأهالى باستمرار بسبب هذا المصرف، واوضح أن بعض المختصين اقترحوا بدائل لحل المشكلة، ومنها تحويل مصب المصرف من النيل شرقًا إلى الظهير الصحراوى غربًا وإنشاء مزرعة للغابات الشجرية تروى بمياه المصرف.

 ولحل المشكله أنشأت محافظة المنيا محطة علاقة للصرف الصحي بالظهير الصحراوى الغربى تصل تكلفتها إلى أكثر من نصف مليار جنيه  وإنشاء غابات شجرية على مساحة تصل إلى ١٠٠٠ فدان ومن المتوقع افتتاحها خلال الأيام المقبلة.

تقول المهنسه إيمان عبدالرازق رئيس الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي بالمنيا، أن المخطط العام لمحطة معالجة الصرف الصحي يتكون من محطة الرفع الرئيسية رقم "1" ومحطة الرفع المساعدة رقم"2" وكذلك محطة معالجة الظهير الصحراوي الغربي بطاقة 90 ألف م3/يوم ، وخط طرد بطول 22 كم ، إلى جانب الغابات الشجرية المقامة على مساحة 450 فدانا.

المحافظة بتنفيذ عدد 3 مناوبات بالغابة الشجرية لاستقبال المياه المنقاة من المحطتين .

واضافت أنه سيتم العام الجاري افتتاح عدد من المشروعات القومية الكبرى في قطاع مياه الشرب والصرف الصحى، منها افتتاح أعمال صرف صحي المنيا بطاقة 90 ألف م3/يوم بتكلفة 565 مليون جنيه ومحطة مياه أبو قرقاص بطاقة 102 ألف م3 / يوم بتكلفة 690 مليون جنيه حيث يسهم كل منهما في توفير مياه الشرب النقية لخدمة 500 ألف.


ومن جانبه كلف اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا الجهات المعنية بالإسراع في انتهاء الأعمال لإنجاز المحطة في أقرب وقت ممكن، مع دفع العمل لإنهاء الأعمال الخاصة بالغابة الشجرية للمحطة، حتى يتم بدء التشغيل والاستفادة من الاستثمارات التي تم ضخها بالمحطة ورفع مستوى أداء الخدمة المقدمة للمواطنين.

وأكد المحافظ على ضمان معالجة مياه الصرف الصحي بما يحقق الحفاظ على البيئة، موضحا أن مياه الشرب والصرف الصحي من المرافق والخدمات الأساسية التي يهتم بها ويتابع عملها بصفة مستمرة.