الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بادر إليها في هذه الأيام.. مركز الأزهر: صلة الرحم من دلائل إيمان العبد

مركز الأزهر: صلة
مركز الأزهر: صلة الرحم من دلائل إيمان العبد

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية التابع للأزهر الشريف، إن الإسلام جعل صلة الرحم من دلائل إيمان المؤمن؛ مستشهدًا بما روى عن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»، [أخرجه البخاري].

وأضاف «مركز الأزهر» عبر صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك» أنه على العبد في عشر ذي الحجة الفاضلة أن يُبادر ليضرب بسهم في شتى أبواب البر، لا سيما وأن لصلة الرحم أجرًا عظيمًا، قَال -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»، [أخرجه البخاري].


وفي وقت سابق، أكدت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف أن صلة الأرحام مأمور بها شرعًا في الكتاب والسنة، وأجمعت عليها الأمة، قال تعالى: «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام» (سورة النساء، من الآية 1)، أي اتقوا الأرحام فصلوها ولا تقطعوها، وغير ذلك من الآيات الكثير.

وأوضحت «لجنة الفتوى» في إجابته عن سؤال: «ما أهمية صلة الرحم؟ وكيف تكون في زمن وباء الكورونا الذي يحتم التباعد الجسدي؟» أن الله -تعالى- قال في الحديث القدسي: "أنا الرحمن وأنت الرحم أقطع من قطعك وأصل من وصلك"، صحيح رواه أبو داود، وقال الحسن البصري: "إذا أظهر الناس العلم, وضيعوا العمل وتحابوا بالألسن، وتباغضوا بالقلوب، وتقاطعوا بالأرحام لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم".

وتابعت فتوى البحوث بالأزهر أن العلماء اختلفوا في حد الرحم التي يجب وصلها إلى ثلاثة أقوال الراجح منها: أنهم الأقارب من النسب سواء كانوا يرثون أم لا، لافتةً: صلة الرحم تكون بما لا ضرر فيه، فتكون بالزيارة إن كان ذلك ممكنا ولا ضرر فيه، أو بالسؤال عنهم عن طريق وسائل التكنولوجيا الحديثة وتفقد أحوالهم، أو إرسال الهدايا إليهم عن طريق البريد مثلا، أو إعانتهم في أعمالهم إن احتاجوا وكان ذلك في مقدور الإنسان.

ونبهت أن الضابط العام في هذا: "أنه عليك إيصال ما أمكن من الخير إليهم، ودفع ما يمكن دفعه من الشر عنهم بحسب الوسع والطاقـة، ويؤسس هذا على أنه في التقارب بالزيارات ونحوها، والتي يعبر فيها عن المشاعر الجياشة بالحب والمودة عن طريق المصافحة بالأيدي والمعانقة، والتي يغلب على الظن أنه سوف يترتب عليها الكثير والكثير من الأضرار من الإصابة بالعدوى بهذا الوباء الفتاك.

وأكملت أنه حيث تعد صلة الرحم من القربات والمندوبات المشروعة، كما أجمع الفقهاء على إيقاف صلاة الجمعة التي هي فرض عين والجماعات التي هي سنة مؤكة؛ لما يترتب على ذلك من العدوى والإصابة فمن باب أولى ينهى الشرع عن كل ما فيه ضرر من العدوى المؤكدة والإصابة المحققة المؤدية للهلاك وإلقاء النفس في التهلكة.

وواصلت: فلا تكون صلة الرحم بالتزاور واللقاءات عن قرب بالتقارب الجسدي ويتحتم التباعد الجسدي كمطلب شرعي، ولنا في غيره مندوحة بما أفاء الله علينا من التقدم التكنلوجي من وسائل التواصل الاجتماعي من هواتف نقالة وأنترنت وغيرها والتي أضحى العالم في ظلها كأنه قرية صغيرة ونستند فيما ذهبنا إليه إلى القواعد الفقهية والتي تنص على أن: "الميسور لا يسقط بالمعسور"، "وما لا يدرك كلـــه لا يترك كله"، وقوله -تعالى-: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، (سورة البقرة: من الآية 185).