حكاية أغرب عيد أضحى شهده التاريخ.. عندما احتفل القذافي بـ عرفات والعيد على طريقته خلافا للمسلمين

في عام 2009 كانت المكايدة السياسية تبلغ ذروتها بين العقيد الراحل معمر القذافي الرئيس السابق للجماهيرية الليبية، وبين المملكة العربية السعودية حتى وصل الأمر إلى مخالفة السعودية في رؤية هلال ذي الحجة، والذي يجب أن يتوافق في جميع بلاد المسلمين.

عيد أضحى القذافي

تعمد معمر القذافي الذي عرف عنه شذوذ القرارات والمواقف الدولية، أن يقدم يوم عرفات عام 2009، بمقدار 24 ساعة عن الدول الاسلامية ليصوم يوم عرفات الأربعاء ويحتفل بأول ايام العيد الخميس، في الوقت الذي كانت فيه كل بلاد العالم تحتفل بأول أيام عيد الأضحى يوم الجمعة.

التلفزيون الرسمي الليبي أعلن حينئذ ان عيد الاضحى يصادف الخميس وفقا لتقويم المركز الليبي للاستشعار عن بعد.

وقال التلفزيون ان عيد الاضحى المبارك يبدأ يوم الخميس في ليبيا التي ستكون اول دولة اسلامية تحتفل بهذا العيد الذي يحتفل به المسلمون غدا الجمعة.

المعارضة الليبية ترفض

وفي ذلك الوقت رفضت المعارضة الليبية ما جاء به القذافي ورفضت الاعتراف برؤيته الأحادية، وقالت إن ذلك يعد خروجا عن الشريعة وتحديا لمشاعر المسلمين فى العالم.

المعارضة الليبية قالت في بيان لها إن الشعب الليبي يجب عليه فرض إرادتهم وشعائرهم الدينية على هذا النظام المتعنت ضد إجماع الأمة، ولتكن مناسبة العيد – عيد الأضحى – يوم الجمعة القادم - فرصة لإظهار إرادة جماهير الشعب الليبى ومعارضة ومخالفة هذا النظام من خلال ذبح الأضاحى وأداء شعائر صلاة العيد يوم العيد - أى يوم الجمعة - مع سائر المسلمين، شاء النظام أم أبى.

جزء من خطاب القذافي

كان لمعمر القذافي خطاب شهير بمناسبة تلك الواقعة قال فيه "مركز الاستشعار عن بعد " الذي يتتبع حركة الهلال، ومتأكد مائة في المائة متى وُلد ذو القعدة.. ومتى وُلد ذو الحجة، بالدقيقة وبالثانية.. يعني الساعة التاسعة وأربع عشرة دقيقة بتوقيت ليبيا وسبع ثوان، وُلد شهر ذي الحجة، والذي وقف بعرفات، نحن ليس لنا علاقة به، تلك منطقة أخرى يمكنها أن تضع التوقيت كما هي تريد.

وتابع: ولكن عموما بالنسبة للشهر، الذي وقف يوم الخميس بعرفات.. وقف يوم عشرة في الشهر، وليس اليوم المفروض الذي هو يوم تسعة ، وكونك باطلا أو غير باطل، هذه يعرفها ربنا.

وتساءل القذافي:  من يتحمل مسؤولية هذا الذنب؟ أيضا لا أعرف.. هل هو الحاج نفسه، أو سلطات مكة، أو أي جهة أخرى، ليس لنا علاقة به، لكن المؤكد مائة في المائة أن الذي وقف في عرفات يوم الخميس، فإنه وقف يوم 10 ذي الحجة، والذي نحر يوم الجمعة فهذا نحر يوم 11 من ذي الحجة.. هذه مؤكدة، لأن يوم الأربعاء هو يوم 9 من ذي الحجة، وهذا هو يوم الوقوف بعرفات، هذه من الناحية العلمية المؤكدة.