قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

فزاعة الرقم صفر


يا الله،..كل هذا الهلع أعيشه مع كل مرحلة عمرية صفرية أدخلها؟!. وليتها كغيرها من الاصفار السابقة فهذه المرة أضيف لها رقم خمسة يعني بمعنى أصح نصف قرن.. فهل ما مضى من العمر يستحق اليوبيل الذهبي، أم أنه تسرب من بين يدي وسط دوامة من متاعب الحياة اليومية؟!..


أسئلة كثيرة طرحتها ومخاوف أكثر أعيشها كلما استقبلت رسالة تهنئة فيسبوكية بعيد ميلادي ال50، وأنا التي لم أعبأ يومًا بالسن ولم ولن أخشى الإفصاح عنه كغيري من النساء.. لكن ما شغلني حقًا سؤال واحد باغتتني به أحدى صديقاتي قائلة: لو عاد عمرك للوراء، هل تكررين اختياراتك السابقة؟!،.. ولا أعرف لما أو كيف توقفت مفكرتي الذهنية عن الكتابة في أي شيء عدا حديثي معها!،.. وبدلًا من أن أسطر رؤيتي لانتخابات مجلس الشيوخ، وأهمية دور المرأة فيه سواء كمرشحة أو ناخبة، خاصة وأن كل ما يتعلق بالنساء وأوضاعهن السياسية والاجتماعية هو شاغلي الشاغل على مدار سنوات حياتي التي قضيتها في حضرة صاحبة الجلالة الصحافة، إلا أنني وجدت قلمي يأخذني للرد على سؤالها.


ربما خوفًا من تكرار أي أنثى لأحزان أهدرت فيها أيام وليالي طوال على ما لا يستحق، وجائز تفاؤل ببكرة الأحلى أبثه بين حنايا قلبي وقلوب صاحبات اليوبيل الذهبي من العمر... كلها احتمالات لكن الأكيد أنني سأعيد جميع اختياراتي بتفاصيلها وهوامشها، ليس باعتبارها الأفضل ولا لنجاحي في جميعها لكن لقناعتي بعد كل هذا العمر أن العمل،الزواج، الإنجاب، الحب، الصحة، المال، وحتى أحلامي التي انتهت صلاحية بعضها بحكم السن كلها أرزاق كتبت علينا في اللوح المحفوظ.. فلماذا إذن نفتح الباب على مصراعيه لكلمة لو، أو نضيع حياتنا بين أفراح قليلة معظمنا لا يتقن فن الاستمتاع بها وأوجاع كثيرة أغلبنا يحترف الاستغراق في آلامها؟!،.. وكأن ضميرنا حاضر في الدمعة وغائب دومًا في البسمة!


اسمحوا لي أن أضع تجربتي الشخصية جانبًا، وأحدثكم عن فزاعات النساء الصفرية.. أولها مخاوف ال30 والتي دفعت بعضهن لاختيار أزواج لا يتوافقون مع أحكام القلب، ولا يتناسبون مع قواعد المنطق وأحكام العقل.. فكل الحكاية أن شبح العنوسة أجبرهن على تفضيل الأسوأ.. والنتيجة،.. زيجة فاشلة تحت مسمى عيشة والسلام أو طلاق ومسئولية صغار تهد جبال..


بعدها نأتي لفزاعة ال40،.. وهي مرحلة حرجة في حياة كل امرأة، فلأول مرة يزحف البياض إلى خصلات شعر رأسها، وتظهر خطوط طولية وعرضية على ملامح وجهها.. ويزداد رعبها لو كانت رهنت سنوات عمرها على زوج لم يقدر عطاءها أو عمل لم تنال فيه الحد الأدنى من حقوقها،.. والغريب أن ترضى بمحض وكامل إرادتها عن الاستمرارية في وضع أبعد ما يكون عن راحتها بحجة اقترابها من مرحلة منتصف العمر!.. هكذا،.. تضيع الكثيرات حقهن في السعادة حتى يصلن لمرحلة ال50 فيصرخن ندمًا على العمر الذي فات!..


فيا كل امرأة خائفة من فزاعات المراحل العمرية،.. إياك أن تهدري أعوامك بين أصفار تسرق منكِ حلو الأحاسيس وأمل الغد،... فالحياة مستمرة وستظل تفاجئنا دومًا بأجمل المشاعر.. فقط، جددي أهدافك واعملي كل ما يرضي ربك وضميرك..عيشي الحياة بروح نقية وذاكرة مفرمطة من احباطات الأمس وسواء كنتِ في ال50، ال60، أوال70 وما فوقها، فتأكدي أن القادم أحلى برضاء المولى عز وجل..