الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصص كفاح أوائل الثانوية الأزهرية .. طالبة كفيفة وعامل في مصنع هزما الواقع

أوائل الثانوية الأزهرية
أوائل الثانوية الأزهرية

بعد عام شاق من المذاكرة والضغوط العصبية، كلل الله تعالى مجهود عدد من طلاب الثانوية الأزهرية بالنجاح والتفوق، فأصبحوا أوائل الجمهورية وحديث المصريين، وبسبب فيروس كورونا مثّل إتمام مرحلة الدراسة ما قبل الجامعية في مصر عبئًا ثقيلًا على كاهل الطلاب والأسر، وأطلق كثير منهم على ما يعانونه خلال السنة النهائية من تلك المرحلة تعبيرات مثل «شبح الثانوية».


وأعلن الأزهر الشريف اليوم أسماء الأوائل على النحو الآتي:  «أحمد مدحت مصطفى أحمد، الأول على القسم العلمي من محافظة أسيوط بنسبة 100%، وعلاء رجب حامد صبح، الأول مكرر علمي من البحيرة بنسبة 100%، وندا محمد حامد فرحات، الأول مكرر علمي من الغربية بنسبة 100%، وأماني عاطف عبد الرؤوف الشعراوي، الأول أدبي من المنوفية بنسبة 99.21%، ورحاب خالد عثمان عباس، الأول أدبي كفيف من أسيوط، بنسبة 95.08%، وعبدالله وليد السيد عبدالله، الأول على العلوم الإسلامية من القاهرة بنسبة 97.91%.


شيخ الأزهر يهنئ الأوائل
وهنأ الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، الطلاب الحاصلين على المراكز الأولى في الشهادة الثانوية الأزهرية، وذلك عبر اتصالات هاتفية بالأول من الشُعب المختلفة «العلمي، الأدبي، الشعبة الإسلامية» على مستوى الجمهورية للعام الدراسي 2019- 2020.

 
وأشاد الإمام الأكبر خلال اتصاله بالأوائل بتفوقهم وما بذلوه من جهد حتى يصلوا لهذا المستوى، معربًا عن تمنياته للطلاب الأوائل ولجميع الطلاب بمستقبل واعد ومشرق في خدمة دينهم ووطنهم، ناصحًا أبناءه الطلاب بأن يواصلوا التميز والتفوق، ولا يتوقفوا عن الاجتهاد في طلب العلم وحصد المراكز الأولى دائمًا، ومرافقة أهل العلم ومجالسة العلماء، حتى يسهموا في تحقيق الخير والسلام لكل الناس، ويرتقوا بمكانة هذه الأمة بين الأمم.


وقدَّم شيخ الأزهر الشكر لأولياء أمور الطلاب الأوائل على جهودهم في رعاية أبنائهم وتوفير الجو المناسب لتفوقهم، في ظل الظروف التي مر بها العالم أجمع خلال هذا العام من انتشار لوباء «كورونا» وتداعياته على المجتمعات، مؤكدا أن تربية وتعليم أبنائهم هما أفضل استثمار في حياتهم، حتى يسهموا في بناء مستقبل هذا الوطن وصناعة حضارته وتقدمه.


كما هنأ الإمام الأكبر أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية عبر حساباته الشخصية على فيسبوك وتويتر، قائلًا: «أهنئ أبنائي وبناتي أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية على نجاحهم المشرف وأتمنى لهم ولجميع الطلاب المزيد من التفوق. نصيحتي إلى طلاب أمتنا العربية والإسلامية، اجعلوا من التفوق في التعليم هدفًا، وابذلوا له ما استطعتم من الجهد والمثابرة، وتحصنوا بالعلم فهو سبيل الرقي والتقدم للأوطان».


المركز الأول أدبي كفيف
عبرت الطالبة رحاب خالد عثمان عباس، الحاصلة على المركز الأول أدبي كفيف من أسيوط في امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية، بنسبة 95.08%، عن سعادتها وفرحتها بهذا النجاح، قائلة: «إنها انتظرت هذه الفرحة منذ بداية العام الدراسي، والسبب في ذلك هو تعودها على النجاح والتفوق لأنها كانت الأولى على الشهادتين الابتدائية والإعدادية على مستوى الجمهورية، وكانت تحلم بأن تكمل النجاح الثالث وقد تحقق.


وأضافت  «رحاب خالد» أن شيخ الأزهر تواصل اليوم مع والدها الذي كان في العمل وأبلغه بنجاح وتفوق ابنته، وأنها حصلت على المركز الأول مكفوفين، قائلة: «كان نفسي أكلم شيخ الأزهر لكن بابا كان في الشغل»، مشيرة إلى أن هذا العام كان صعبًا جدًا وتحمل الطلاب فيه ظروفًا صعبة للغاية وضغوطًا كبيرة بسبب أزمة كورونا، منوهة بأنها كان لها هدف مهم وهو الحصول على المركز الأول.


وختمت: «كانت والدتي بتسجلّي المواد على اللاب توب وبعد كده بذاكر ولم أرتبط بعدد ساعات معينة بمتوسط ساعتين في المادة ولا يزيد عن ست ساعات، ونفسي أدخل لغات وترجمة لأني نفسي أكون داعية باللغات، وأتمنى من شيخ الأزهر توفير سكن بالمدينة الجامعية ومرافقة تنقلني من المدينة الجامعية إلى الكلية».


متى فقدت بصرها؟
أكدت أميمة محمد عبد العاطي، والدة الطالبة رحاب خالد، أنها كانت متوقعة نجاح ابنتها في امتحانات الثانوية الأزهرية، لافتة إلى أن ابنتها متفوقة في مراحل التعليم المختلفة وسبق أن حصلت على المركز الأول في الابتدائية والإعدادية الأزهرية، متابعة: «ابنتي فقدت البصر بعد 3 شهور من ولادتها وبدأنا معها مشوار العلاج وأجرينا لها أربع عمليات ولم تنجح».


وتابعت: أنه منذ هذه اللحظة ووضعنا هدفًا أمامنا أن تكون ابنتى «طه حسين»، وقرّرنا التحاقها بالأزهر الشريف وبالفعل أثبتت تفوقها منذ البداية ووفرنا لها كل الرعاية والدعم.


 الأول مكرر علمي
قالت الطالبة ندا محمد حامد فرحات، الأول مكرر علمي على الثانوية الأزهرية، إنها كانت مجتهدة على مدار المراحل التعليمية المختلفة، مضيفة أنه اتصل بي مكتب شيخ الأزهر نحو الساعة الثانية والنصف ظهرًا، وبارك لي الإمام بنفسه على النجاح، ودعا لي قائلًا: "ربنا يكرمك ويوفقك دايمًا، رفعتِ رأس أهلك والأزهر، حافظي على اجتهادك وتفوقك بشكل مستمر ودائم".


وأكملت: «أن شيخ الأزهر الشريف قام بتهنئة والدتها على تفوقها، ودعا لها ولوالدها المتوفى، ووعدها ووالدتها برحلة عمرة بمجرد انتهاء أزمة كورونا، مضيفة: «عندما علمت أنني الأول مكرر على الثانوية الأزهرية علمي حسيت إنه مقلب من الفرح، ووالدتها ضغطها أصبح مرتفعًا من صدمة الفرحة».


ولفتت الطالبة ندا محمد حامد فرحات، إلى أنها تود الالتحاق بكلية الطب  تحقيقًا لحلم أخيها الذي توفي إثر حادث منذ مدة قصيرة، والذي كانت رغبته قبل وفاته أن تلتحق بكلية الطب، متابعة: «ربنا بيكرم المجتهد، كنت بسعي وبذاكر بكل جهد، وأحضر الدروس العلمية وأذهب للمعهد، قبل غلق المدارس ومنع الدروس بسبب أزمة كورونا، وبالتحديد قبل 2020/3/15، وبعد ذلك اعتمدت على نفسي بشكل كبير، وأستعين بأساتذتي هاتفيًا عند الضرورة».


الأول أدبي في الثانوية الأزهرية
أفادت الطالبة أماني عاطف،  بأنها تلقت اتصالًا هاتفيًا من شيخ الأزهر لإبلاغها بأنها من أوائل الثانوية الأزهرية بالقسم الأدبي، مضيفة: "كنت أذاكر من الساعة الثالثة فجرًا الى 12 ظهرًا ثم أستريح قليلًا وأكمل مذاكرة من العصر إلى أذان المغرب، إلا أننى كنت أفضل المذاكرة وقت السحور، مضيفة "أنه عندما ظهرت النتيجة وعلمت أننى من أوائل الثانوية الأزهرية شعرت بالراحة وضاع تعبي فى المذاكرة كله".


وعن أمنيتها فى التحاقها بالجامعة قالت: «نفسي أدخل سياسة واقتصاد، وعلمت بقرار إنشائها وأنها ستأخذ أول دفعة من الثانوية الأزهرية هذا العام».  


الأول على معهد العلوم الإسلامية
ألمح الطالب عبد الله وليد السيد عبدالله، الأول على معهد العلوم الإسلامية بالأزهر الشريف،  إلى أنه رغم تفوقه لم يتوقع أن يكون من الأوائل، مضيفًا: اتصل بي مكتب شيخ الأزهر نحو الساعة الواحدة والنصف ظهرًا وبارك لي الإمام بنفسه على النجاح، وحثني على الاهتمام بعلاقتي بالله بالمداومة على أداء العبادات والطاعات، وعلى رأسها بر الوالدين»، متابعا: «أراد تهنئة والديّ بنفسه ولكنهما لم يكونا متواجدين في المنزل في هذا الوقت».


وذكر الأول على العلوم الإسلامية : «عندما علم أهلي لم يستوعبوا الفرحة خاصة والديّ حتى الآن، وأود تقديم كل الشكر لهما فهما السند، وجدي وجدتي، وشيخ الأزهر على فتح معهد العلوم الإسلامية لنا، فهو لم يكن موجودًا قبل تولي فضيلته المشيخة، وأحب أشكر أصدقائي على روحهم الجميلة، فكانوا أول من هنأوني بعد الإمام الأكبر وأهلي». 


ونوه بأنه كان يذاكر قبل مستجدات فيروس كورونا أولا بأول، مع عدم ضغط نفسه في المذاكرة، كما كان يحب متابعة كرة القدم للغاية، لكن آخر شهرين اجتهد جدًا في المذاكرة، مضيفا: "أعتبر الولد الوحيد على بنتين أصغر مني، فكنت أود أن أفرح والدي جدًا، وأكون قدوة لاخواتي من بعدي".


وأشار إلى أن العملية الامتحانية كانت تسير وسط إجراءات احترازية مشددة، كما كان يحرص ويحافظ على نفسه أيضًا باتباع كافة الإجراءات الوقائية، مبينًا: "أسهل المواد بالنسبة لي الثقافية عدا التاريخ فكان يأخذ مني مجهودًا أكبر نظرًا للتفاصيل الدقيقة، وكذا المواد الشرعية".


وكشف عن أنه يحب متابعة كرة القدم للغاية، وأنها هوايته المفضلة، لكنه امتنع عنها منذ ظهور فيروس كورونا، كما أنه كان يجتهد أكثر في المذاكرة قبل آخر شهرين من بداية الامتحانات لافتًا: " أعتبر الولد الوحيد على بنتين أصغر مني، فكنت أود أن أفرح والدي جدًا، وأكون قدوة لأخواتي من بعدي ".


وواصل: أنه يود الالتحاق بكلية اللغات والترجمة أو كلية الدعوة باللغة الإنجليزية لثلاثة أسباب، أولها: توصيل صورة الإسلام الصحيحة، ورسالة الأزهر السمحة إلى البلاد الغربية، ثانيها:  إتقان اللغة خاصة في  مجال دراسته الشرعية والعلمية، ثالثها: كون الكلية تناسب مجموعه وتفوقه على مدار الأعوام الدراسية السابقة كافة.


واستطرد: أنه بدأ يعمل من بعد الشهادة الاعدادية إشغالًا لوقته بما هو مفيد، ولأنه لا يود قضاء اجازته الدراسية في النوم والبيت فقط، مضيفا"كنت أعمل في أحد المصانع الغذائية في الإجازة، شيفت صباحي لمدة 7 ساعات، وأحيانا شيفت مسائي لأني أردت تحمل المسئولية منذ الصغر، رغم رفض أهلي الشديد عملي في هذه السن وأثناء دراستي".


المركز الأول مكرر علمي
أعرب الطالب علاء رجب حامد صبح، عن سعادته بحصوله على المركز الأول مكرر علمي ثانوية أزهرية، 100%، مؤكدًا أنه كان لا ينام إلا قليلًا، ويقضي مُعظم وقته في مذاكرة المواد الدراسية البالغ عددها نحو 18 مادة.


وأبان «علاء» في تصريح لـ«صدى البلد»، أنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، هنأه فيه على تفوقه الدراسي، منوهًا بأن شعوره لا يوصف بهذه المكالمة التي تلقاها، لافتًا إلى أن شيخ الأزهر أعرب عن تمنياته له ولجميع الطلاب المتفوقين بمستقبل واعد ومشرق في خدمة دينهم ووطنهم.


وواصل: شيخ الأزهر نصحني بأن أواصل التميز والتفوق، وألا أتوقف عن الاجتهاد في طلب العلم وحصد المراكز الأولى دائمًا، منوهًا بأن الإمام الأكبر أثنى على مجهود والديه في رعايته وتوفير الجو المناسب لتفوقه، في ظل الظروف التي مر بها العالم أجمع خلال هذا العام من انتشار لوباء «كورونا» وتداعياته على المجتمعات.


واختتم أنه كان يذاكر ويجتهد من أجل إسعاد والديه، آملًا في تحقيق التفوق إرضاء لهما، مشيرًا إلى أن لديه أخًا في الإعدادية الأزهرية، وطفلين آخرين صغيرين، وهو أكبر إخوته الثلاثة، ولم يقرر بعد الكلية التي يعتزم دخولها.