EN 
أفاد تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية نُشر اليوم، الأربعاء، بأن المواقع الإلكترونية التي تنشر معلومات خاطئة حول الصحة جذبت ما يقرب من نصف مليار مشاهدة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في شهر أبريل الماضي وحده، مع تصاعد أزمة تفشي وباء كورونا على مستوى العالم.
وكانت شركة "فيسبوك" وعدت في بداية جائحة كورونا باتخاذ إجراءات صارمة ضد نظريات المؤامرة والأخبار غير الدقيقة، لكن على الرغم من وعد مسئولي الشركة التنفيذيين، إلا أنه يبدو أن الخوارزمية الخاصة بموقع التواصل الأشهر في العالم غذت الوصول إلى شبكة من المواقع التي تشارك أخبارًا كاذبة وخطيرة، وفقًا لما توصلت إليه منظمة "آفاز- Avaaz" العالمية المدافعة عن قضايا البيئة وحقوق الإنسان وحرية التعبير.
في السياق ذاته، حذر باحثون تابعون لأحد مراكز الأبحاث الدولية في بنجلاديش من أن "المعلومات الطبية الخاطئة يمكن أن تكون مميتة"، بعد أن وجدوا رابطًا مباشرًا بين معلومة خاطئة واحدة عن فيروس كورونا وبين 800 حالة وفاة.
وحذرت منظمة "آفاز" بدورها في تقرير من أن صفحات ويب من أكثر 10 مواقع تروج لمعلومات غير دقيقة ونظريات مؤامرة حول الصحة حصلت على ما يقرب من أربعة أضعاف عدد المشاهدات على "فيسبوك" مقارنة بأكثر 10 مواقع موثوقة فيما يتعلق بالمعلومات الخاصة بالصحة.
وركز التقرير على صفحات موقع "فيسبوك" والمواقع الإلكترونية التي شاركت أعدادًا كبيرة من الادعاءات الكاذبة حول فيروس كورونا، وخلص إلى أن شبكات عالمية مؤلفة من 82 موقعًا، والتي تنشر معلومات مضللة عن الصحة في خمس دول على الأقل قد حصدت قرابة 3.8 مليار مشاهدة على "فيسبوك" خلال العام الماضي، وبلغت نسبة متابعيها ذروتها في شهر أبريل، حيث حققت 460 مليون مشاهدة في شهر واحد.
ووفقًا للتقرير الصادر عن المنظمة العالمية، فإن ذلك يشير إلى أنه في الوقت الذي كان فيه المستخدمون في أقصى حاجة إلى معلومات صحية موثوقة، وبينما كان "فيسبوك" يحاول بشكل استباقي إبراز المؤسسات الصحية الموثوقة على منصته، فإن خوارزميته كانت تقوض هذه الجهود على الأرجح.
وأشار التقرير كذلك إلى أن مقالًا واحدًا زعم كذبًا أن الجمعية الطبية الأمريكية كانت تشجع الأطباء والمستشفيات على المبالغة في تقديرات الوفيات الناجمة عن كورونا، حصد 160 مليون مشاهدة.
ويشير هذا الانتشار الواسع إلى أن الأنظمة الداخلية لـ"فيسبوك" غير قادرة على حماية المستخدمين من المعلومات المضللة أو المغلوطة حول الصحة، حتى في وقت حرج وعدت خلاله الشركة بإبقاء المستخدمين "آمنين ومطلعين".
ونقلت صحيفة "الجارديان" عن السياسي البريطاني "داميان كولينز"، الذي الذي قاد تحقيقًا برلمانيًا حول المعلومات المضللة، قوله إن أحدث دراسة لمنظمة "آفاز" تعد اتهامًا دامغًا فيما يتعلق بقدرة "فيسبوك" على تضخيم معلومات صحية خاطئة أو مضللة أثناء أزمة الوباء.
وأضاف أن غالبية هذا المحتوي الخطير مازالت موجودة على "فيسبوك" بدون تحذير، مؤكدًا أن الوقت حان لكي يتصرف مؤسس "فيسبوك" والرئيس التنفيذي للشركة "مارك زوكربيرج"، حيث يتوجب عليه تنظيف منصته والمساعدة في وقف وباء المعلومات المضللة.
