الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد عبد العزيز حصان.. أستاذ الوقف والتلوين النغمي في آيات القرآن الكريم

محمد عبدالعزيز حصان
محمد عبدالعزيز حصان

تحل علينا اليوم الموافق 22 أغسطس ذكرى مولد أستاذ الوقف والابتداء والتلوين النغمي في تلاوة القرآن الكريم، الشيخ محمد عبد العزيز حصّان، حيث وُلد الشيخ محمد عبد العزيز بسيوني حصّان قارئ المسجد الأحمدي عام 1928م في طنطا بقرية "الفرستق" مركز بسيون بمحافظة الغربية، حفظ القرآن الكريم وهو ابن السابعة ساعده على ذلك تفرغه الكامل لحفظ القرآن الكريم بسبب فقد البصر.

بدأت عليه علامات النبوغ والذكاء وهو طفل صغير مما دفع الشيخ على زلط صديق والده لتشجيعه على الذهاب بابنه إلى كتّاب الشيخ عرفه الرشيدي رحمه الله ليحفظه القرآن الكريم. 

وتوجه به والده إلى القرية المجاورة "قسطا" حيث كتّاب الشيخ عرفه الرشيدي، فكان يتردد عليها كل يوم، ويقول الشيخ حصّان: "ولأنني كنت غير مبصر لقبني أهالي المنطقة بالشيخ محمد رغم صغر سني فكنت أشعر بالفخر والاعتزاز بالنفس والوقار والرجولة المبكرة، وأنا في الخامسة من عمري، وكنت محبًا للقرآن بطريقة لا حدود لها جعلت الناس ينظرون إليّ نظرة تقدير واحترام، في البيت وفي القرية وفي الكتّاب مما زادني حبًا للقرآن وحفظه، وهنا فطنت إلى أنني لا أساوي شيئًا بدون القرآن الذي به سكون في أعلى عليين وعلى قمة المجد والعز في الدنيا والآخرة.. كل ذلك شجعني وقوى عزيمتي وإرادتي على حفظ كتاب الله في فترة وجيزة قبل أن أكمل سن السابعة. كل ذلك بفضل من الله عز وجل الذي أدين له بالفضل كله والخير كله.

وتعلم القراءات السبع وحفظ الشاطبية في مدة لا تزيد على عامين فقط فأصبح عالمًا بأحكام القرآن قبل العاشرة من عمره.

ميزه الله تعالى بحنجرة ذهبية فولاذية قلما تتكرر مما جعله مضربًا للأمثال حتى لقبه الجميع بـ" أستاذ الوقف والابتداء والتلوين النغمي".

تقدم لاختبار الإذاعة أمام لجنة القراء في يناير 1964م، ولكن اللجنة أعطته مهلة لمدة 6 شهور عاد بعدها للاختبار وحصل على مرتبة الامتياز في الاختبار الثاني وكان عام 1964م بداية لتاريخه الإذاعي.

عين الشيخ حصّان قارئا للسورة في المسجد الأحمدي بطنطا وذلك بقرار جمهوري من الرئيس السادات في عام 1980 م.

وأطلق على الشيخ القاب كثيرة منها: "القارئ الفقيه، قارئ العبور، قارئ النصر، وأستاذ الوقف والابتداء والتلوين النغمي"، وتميز بقوة تهز المشاعر، وشدة إحكام وقفه الذي لا يخل بالمعنى ولا بالإحكام فيعطيك معنى جديدًا وكأنه يفسر القرآن تفسيرًا يتفرد به، ولقد أطلق عليه "القارئ الفقيه" لأنه يبتكر جديدًا في الوقف. 

قارئ العبور
عندما وقعت نكسة 5 يونيو 1967 م كانت أمنيته من الله أن يقرأ فجر اليوم الذي تحارب فيه مصر العدو الصهيوني، وشاءت الاقدار أن يعتذر الشيخ "محمود البيجرمي" عن قراءة هذا الفجر لان حماه توفاه الله - رحمهما الله -، وتم الاتصال بالشيخ حصان لاخباره بان الشيخ محمود البيجرمي اعتذر عن القراءة وتم طلبه ليقرأ الفجر مكانه وكان ذلك في عصر يوم 6 أكتوبر، ولم يكن يعلم الشيخ حصان حتى ذلك الحين أن مصر بدأت حربها على إسرائيل حيث إن وسائل الإعلام لم تكن منتشرة في ذلك الوقت.

ووافق الشيخ حصان وأصر على القراءة رغم صعوبة السفر والتنقل في تلك الاوقات، وبالفعل توجه الشيخ ليلا إلى المسجد الحسيني بالقاهرة وكان المسجد يكتظ بالمصلين وكان ذلك هو فجر يوم السابع من أكتوبر 1973 م الموافق الحادي عشر من رمضان 1393 هـ، وبدأ يقرأ من اواخر سورة الأحقاف وأوائل سورة محمد حتى ان السيدة صفية المهندس اتصلت بالمسئول عن الوقت لاتاحة المجال أمام القارئ ليقرأ أطول فترة ممكنة وعلى اثر هذا الفجر لقب الشيخ حصان بـ"قارئ النصر" و"قارئ العبور".

كانت الدعوات تنهال على الشيخ حصان كل عام من أجل السفر إلى دول العالم الإسلامي لإحياء الحفلات والمناسبات الدينية ولكنه كان قليل الاسفار فكان معظم هذه الدعوات يكون الرد عليها بالاعتذار والرفض مما اجبر اذاعة القران الكريم بدولة إيران على ان تبعث اليه من يسجل له داخل مصر.

ورغم ذلك كانت له جولات على المستوى الدولي وخاصة دول الخليج العربي مثل دولة الإمارات المتحدة بدعوة خاصة من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمملكة العربية السعودية التي تعتبر هي الوطن الثاني بعد مصر في قلب الشيخ حصّان لأنه كان يشعر بالحب والأمان بها ولم يشعر هناك بالغربة نظرًا لحسن المعاملة وشدة الإعجاب والتقدير لأهل القرآن ولصاحب مدرسة فن التلاوة، ويُعد الوحيد من مكفوفي البصر بين القراء في القرن العشرين الذي سافر لإحياء ليالي شهر رمضان المعظم في القرن العشرين بدعوات رسمية وخاصة من معظم دول الخليج العربي.

رحل الشيخ حصان في ليلة يوم الجمعة الموافق 2 مايو عام 2003م وصلى عليه صلاة الجنازة في مسجد السيد أحمد البدوي بطنطا.