الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأنوثة كما يتمناها الرجال


دائمًا ما يبحث الرجل عن أنثى تحتويه، وتغير حياته، تستطيع أن تلون أيامه وتجعل لواقعه مذاقا مختلفا، ولكن  كيف تكون الأنوثة في عيون الرجال؟ مفاهيم الأنوثة تختلف من رجل لرجل، فكل امرأة لها مذاق مختلف، على الرغم من ذلك ليست كل امرأة تتمتع بالأنوثة الكاملة التي قد تجذب الرجال، فللأنوثة مفاهيم متعددة تختلف باختلاف المكان والزمان والبيئة المحيطة والحضارات المختلفة.


البعض يرى مفهوم الأنوثة يكمن في الجمال الطاغي الذي يشعر الرجل بأنه يتمتع بالحور العين وهو ما زال في الحياة الدنيا، ونتوقف هنا عند مفاهيم الجمال المختلفة والتي تختلف باختلاف الرجال، منهم من يميل إلى ممشوقة القوام خمرية اللون صاحبة طابع الحسن، وآخرون يعشقون الأنثى البيضاء ذات الشعر المنسدل والصوت العذب، والبعض يرى الجمال في سمراء اللون ممتلئة القوام، وفِي النهاية لن يجتمع الرجال على مفهوم موحد للأنوثة الطاغية، فربما من تراها ملكة جمال فاتنة يراها غيرك مفتقدة تماما لمفاهيم الجمال.


من نعم المولى عز وجل أن وهبنا نعمة الاختلاف، حتى تتكافأ الفرص للجميع، وتتعدد الجميلات في مختلف بقاع الأرض وتنتشر، ودائمًا ما تكون النظرة الأولى هي رسول المحبة، التي قد تجعل القلوب تدق وتشتاق، وتنجذب تدريجيًا لتقع في العشق والغرام.


ورغمًا عن نعمة الجمال الشكلي إلا أن للروح جمالا منفردا، قد يطبع على الوجوه سحر مختلف، فتجعل الرجل يرى المرأة متوسطة الجمال جميلة الجميلات، وفاتنة القلوب، فالجسد ما هو إلا سكن لروح قد تكون روح نورانية، تدفئ الأفئدة وتنشر السعادة والحب، تستطيع العطاء بلا حدود، فتنير الجسد مهما كانت درجة جماله، وقد تغلب بجمالها العديد من ملكات الجمال الشكلي.


الجسد وحده لا قيمة له مهما كان مطابقًا لجميع مقاييس الجمال، فأحيانًا تجد امرأة تتمتع بكل مواصفات الأنوثة الطاغية التي تتمناها ولكنها ذات روح يملؤها الجمود والتبلد، فتفقد بريقها في عينيك، وتجد نفسك تنفر منها مهما كانت براقة من الخارج، وقد تجد امرأة لا تتمتع بأي من تلك المواصفات التي يتسابق عليها الرجال للحصول عليها في الأنثي ولكن دفء روحها يشعرك بمعنى الحياة الحقيقي، وتتمتع معها بالأمان والسلام النفسي، فتشعر معها بأنك قد امتلكت الأنثى بأبهى صورها.


أحيانًا تبالغ المرأة الجميلة في محاولات إظهار مفاتن جسدها، ظنًا منها أنه السبيل للحصول على حياة أفضل، وقد يملأ الغرور بعضهن ويعتقدن أن جمالهن يجعلهن أكثر تميزًا عن معظم النساء، فتسيء معاملة الرجل، ومنهن من ترى أن جمالها يشفع لها، ويجعلها تستحق الكثير والكثير، ولكن في الحقيقة تتساوى كل النساء عند الرجال في الحقوق والواجبات، والقليل من الرجال من يتحمل الحياة بصحبة أنثى جميلة الشكل مغرورة بجمال هيئتها، فمع الوقت تتعود العين على الجمال والقبح، وتتساوى الأشكال في عين الرجال، ومع مرور الزمن يذهب الجمال وينتهي وتبقى الصفات الروحية فقط، فإما أن تكون الروح طيبة فيعشقها الرجل حتى الموت، وإما أن تكون خبيثة فينفر منها ويبتعد عنها.


وتبقى العشرة الطيبة للقلوب الجميلة هي جنة الله في الأرض، فجمال القلوب يغلب بكثير جمال الجسد الزائل، والنفوس الطاهرة تهون على الإنسان الحياة، لا نشعر بقيمتها الحقيقية إلا بعد رحيلها، فهي تترك أجمل الأثر مهما غابت، وتحفر ذكراها في الأذهان، ويظل عبيرها يفوح في أجواء الأرض إلى الأبد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط