الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تائهة بين محافظتين.. الطرح قرية بلا خدمات والأهالي يناشدون السيسي التدخل

قرية الطرح
قرية الطرح


"الطرح" قرية حدودية على أطراف مدينة الإسكندرية، تتبع جغرافيًا محافظة البحيرة، وإداريًا محافظة الإسكندرية، ولذلك يعاني أهلها الأمرين من توصيل الخدمات الأساسية إلى القرية، التي يقطن بها عشرات الآلاف من المواطنين، ويتبعها عدد من القرى الصغيرة والعزب.


بيوت ريفية، ومواطنون بسطاء، وموقع جغرافي متميز، يصلح لإقامة كبرى المشروعات السياحية، حيث تطل القرية على جزيرة نيلسون الشهيرة بأبوقير، لكن الأهالي يقعون بين مطرقة موقعهم الجغرافي التابع لمحافظة البحيرة، وسندان بطاقاتهم الشخصية التي تتبع محافظة الإسكندرية فجميعهم يحمل بطاقة قسم "ثان المنتز" شرق الإسكندرية.


علاوة على ذلك، تنقسم خدمات المرافق بين محافظة الإسكندرية تارة والبحيرة تارة أخرى، فمرفق الكهرباء يتبع البحيرة، ومرفق المياه يتبع شركة مياه الإسكندرية، أما الصرف الصحي والهواتف الأرضية فغير موجودة من الأصل.


اقرأ أيضًا:

بشرى سارة.. فرص تمويل للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر توفر 20 ألف فرصة عمل


وقال رمضان حسين، رئيس وحدة المرافق بالمجلس المحلي السابق لحي ثان المنتزه، إن مشكلة الطرح تحديدًا تكمن في أنها منطقة حدودية، فهم إداريًا يتبعون لمحافظة الإسكندرية، لكن الأرض التي يعيشون عليها تتبع البحيرة، والمرافق جزء تابع للإسكندرية، وجزء تابع للبحيرة، ولذلك فالمواطنون يعانون للحصول على المرافق.



وأضاف أن المشكلة الحقيقية لعزبة الطرح وتوابعها، هي أن المواطن لا يستطيع الحصول على المرافق، ويعامل كأنه "لاجئ"، ولا يجد حتى مستشفى يعالج فيه، ولا مدرسة يتعلم فيها، وعلى سبيل المثال، ونحن في زمن التعليم الإلكتروني، وتوجه الدولة نحو التحول الرقمي، خاصة في ظل أزمة كورونا، نجد أن القرية لا يوجد بها خطوط تليفون أرضية لتوصيل الإنترنت.



وأشار إلى أن نواب مجلس الشعب بالإسكندرية يتحججون بأنهم لا يستطيعون خدمتهم، لأن المنطقة تتبع البحيرة، وعندما يلجأ الأهالي لنواب البحيرة، لا يجدون استجابة لأن أصواتهم الانتخابية تذهب إلى نائب الإسكندرية، بالرغم من أنهم مواطنون مصريون، والنائب ينوب عن الشعب أيا كان موقعه ومكانه، وليس عن منطقة معينة.



وقال السيد أبو الخير، من شباب أهالي الطرح، إن المدرسة لا يوجد بها مدرسة إعدادية، وحتى العام الماضي، كان طلاب الابتدائي يأخذون دروسهم في المسجد، مشيرًا إلى أن الأهالي تبرعوا بمساحة أرض كبيرة، لبناء مدرسة إعدادي لأبنائهم، وأخدت موافقة من هيئة الأبنية
التعليمية بالبحيرة، وهيئة الطيران المدني ووزارة الزراعة ووزارة الري، منذ أكثر من 10 سنوات وحتى الآن لم يتم بناء المدرسة، في حين أن أقرب مدرسة اعدادي تبعد حوالي 6 كيلو مترات.

وتساءل أحد الأهالي: "كيف لطفل صغير يبلغ من العمر 10-11 عامًا ويذهب إلى مدرسة بعيدة بحوالي 6 كيلو، وهناك حالات وفاة بين الأطفال بسبب هذه المشكلة"، مضيفًا أن المدارس القريبة التي تتبع شركة كهرباء أبوقير أو شركة أبوقير للأسمدة ترفض قبول أبنائهم بحجة أن
المدرسة مخصصة لأبناء العاملين.


وقال رمضان قنديل، من أهالي الطرح، إن مشكلة الصرف الصحي منذ عام 2007، وعلى الرغم من إنجاز حوالي 85% من المشروع لم يتم الانتهاء منه حتى الآن، وصرف القرية حتى الآن في مصرف صغير والأهالي يعانون من هذه المشكلة التي تؤثر صحيًا على كل الموجودين بالقرية.


وناشد قنديل الرئيس السيسي التدخل لحل أزماتهم المستعصية على الحل منذ أكثر من 10 سنوات، فالقرية بها مشاكل كثيرة، والأهالي لا تجد من يقف إلى جوارهم ومساندتهم لحل هذه المشاكل، فلا نواب ولا مسئولون سواء في البحيرة أو الإسكندرية، وتابع قائلًا: "إننا نأمل في أن يصل صوتنا إلى الرئيس السيسي ورئيس مجلس الوزراء دكتور مصطفى مدبولي، خاصة أنهم يولون أهمية قصوى للمواطن البسيط".

وحول مشكلة المستشفى، قال عبد المولى الزعيري: "إحنا معدومي الخدمات، الوحدة الصحية الموجودة مختصة بطب الأسرة، وتغلق أبوابها في 12 ظهرًا، ولا يوجد بها تخصصات سواء النساء وتصاريح الدفن، ولا تصرف أي أدوية".



وطالب المسئولين بتحويل الوحدة إلى مستشفى قروي حتى يصبح بها على الأقل أطباء طوارئ، فأقرب مستشفى يبعد حوالي 10 كيلو، وفي حالة وجود مريض قد ينزف حتى الموت، ولا يستطيع أحد إنقاذه، وتساءل: "منطقة بها الآلاف من المواطنين الغلابة، كيف لا يوجد مستشفى
لخدمتهم".


وقال عاطف خميس، إن "خدمة التليفون الأرضي كانت موجودة في عام 2005 تابعة للإسكندرية، ثم أزيلت من القرية، وقمنا بتقديم طلبات كثيرة لسنترال أبوقير، وكان الرد أننا غير تابعين لهم، وقدمنا طلبات أخرى لسنترال ميامي، وتم عمل لجنة مشتركة مع سنترال الحرير بكفر الدوار".


وأضاف أنه بعد المعاينة، ردت الشركة بشد خط أرضي من المعدية التي تبعد كيلومترات عن القرية، في حين أن هناك خطا آخر يوجد على بعد 10 أمتار من القرية، مشيرًا بيديه إلى موقع الخط المتاخم تمامًا للقرية.


وتساءل رمضان قنديل، من الأهالي: "كيف ونحن في عام 2020 والتعليم كله أصبح أونلاين لا يوجد كابل أرضي واحد بالقرية، هناك مستقبل قد يضيع على مئات الطلبة"، مناشدًا المسئولين إنهاء هذه الأزمة وحل هذه المشكلة المستعصية عن الحل منذ 15 عامًا.



وحول مشكلة النادي الرياضي للطرح، قال السيد أبو الخير إن هناك أرضا مخصصة بالفعل لبناء مركز الشباب على مساحة 1200 متر لكن مديرية الشباب والرياضة بالبحيرة رفضت، وقالت إنه لابد من أن تكون مساحة الأرض 1500 متر، ونرجو استثناءنا من هذا الشرط حماية لأبنائنا،
فالرياضة هي الأساس والتي تجمع الشباب بدلًا من الانحراف في مسارات أخرى.


وأشار محمد رمضان، إلى أن الشوارع الرئيسية بالقرية جميعها غير مرصوفة على الإطلاق، وكل الطرق مكسرة وغير ممهدة، فالقرية ينقصها الكثير والكثير، ونتمنى أن يصل صوتنا إلى كل مسئول للنظر إلينا بعين الاعتبار وحل هذه المشاكل.



وأكد رمضان حسين، أن الدولة المصرية تعمل على توفير حياة كريمة للمواطنين، وقد شاهدنا المشروعات القومية العملاقة التي شيدتها الدولة بقيادة الرئيس السيسي، والتي تهدف لتوفير حياة كريمة للمواطنين، فمصر الجديدة في 2020 التي يسعى الرئيس السيسي لوضعها في مصاف الدول الكبرى، يتمتع فيها المواطن بجميع المرافق.



وأشار إلى أن حل المشكلة إما تغيير البطاقات الشخصية لتتبع البحيرة، أو تغيير المرافق إلى محافظة الإسكندرية، فالمواطن حائر ولا يعرف هل يتبع الإسكندرية أم البحيرة، ونظرًا لأن تغيير البطاقات الشخصية مسألة صعبة للغاية، فالأمر بسيط يحتاج إلى قرار من رئيس الوزراء عن طريق توجيه وزير التنمية المحلية، لنقل المخصصات المالية للمرافق في هذه المناطق لتؤول إلى محافظة الإسكندرية، وإنهاء معاناة المواطنين.



وشدد على أن الدولة قادرة على ذلك، وخير مثال محور المحمودية الذي تحول من منطقة عشوائية إلى منطقة متطورة تتمتع بكافة المرافق، وهذا توجه الدولة الحالي بقيادة الرئيس السيسي حيث تعطي أولوية للمواطن، وبخاصة المواطن البسيط من محدودي الدخل.