الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من سريلانكا إلى الإسماعيلية.. قصة رحلة المانجو الإسمعلاوي على مدار ٢٠٠ عام

المانجو الاسماعيلاوي
المانجو الاسماعيلاوي

اشتهرت محافظة الاسماعيلية عبر تاريخها، بزراعة فاكهة المانجا، والتي لم يعرفها المصريون قبل ٢٠٠ عام، ولكنهم تفننوا في زراعة ١٠٠ صنف منها.

وتقول الروايات، ان محمد علي باشا هو من أحضرها الي مصر من سريلانكا وزرعت لاول مرة عام ١٨٢٠ في قنا بالصعيد، وجلب ابنه ابراهيم باشا أصنافا اخري من الهند وزرعت في الروضة بالقاهرة، وكان ذلك قبل ان توجد مدينة الاسماعيلية والتي أنشأها الخديوي إسماعيل وسميت باسمه.

وأصبحت الاسماعيلية فيما بعد مملكة المانجا، و أضيفت لها أصنافا مصرية ١٠٠%، ويبدا موسم زراعته من يوليو لأكتوبر. 

يقول مهندس السيد خليل وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الاسماعيلية المانجو  هو المحصول الرئيسي للمحافظة ويعد موسم المانجو هذا العام افضل من الاعوام السابقة نظرا لوعي المزارع وتنفيذ تعليمات ادارة مكافحة الافات والارشاد الزراعي في التعامل مع مرض العفن الهبابي والامراض والافات الاخري التي تصيب المانجو وكيفية القضاء عليه وكذلك تطبيق الممارسات الزراعية الصحيحة من عمليات الخدمة المختلفة والتقليم والتسميد والري ومكافحة الافات للنهوض بهذا المحصول الرئيسي والهام.

واضاف وكيل الوزارة، ان محافظة الاسماعيلية تحتل المركز الاول علي مستوي الجمهورية بمساحة 117 الف فدان موزعة علي 7 مراكز المحافظة.

وتبذل مديرية الزراعة بالاسماعيلية جهود كبيرة للحفاظ علي هذا المحصول طوال العام بعقد ندوات ارشادية حقلية في كل قري المحافظة والجمعيات والمراكز لتوعية المزارعين بالممارسات الزراعية الصحيحة وتوفير الاسمدة والمبيدات المدعمة للمزارع.

وسجل السفير النيوزلندي بالقاهرة، اعجابه بالمانجو الاسمعلاوي علي صفحات التواصل الاجتماعي، قائلا: "رحلة ليوم واحد من القاهرة إلى الإسماعيلية، توفر فرصة لتذوق المانجو الجيد في مصر، هل تعلم: تملك مصر ما يقرب من ١٠٠ نوع مختلف من المانجو وظلت تزرع الفاكهة للتصدير منذ ١٥٠ عاما".

كما نشر سفير اسبانيا تدوينة مشيرا الي قيام صديقه السفير النيوزلندي بإهدائه "كرتونة مانجا"، لافتا إلى أن "طعمها لا يقاوم".

ويقول المهندس محمود عبد القادر مدير عام المكافحة بزراعة الاسماعيلية، تم عقد اكثر من 200 ندوة خلال العام حاضر فيها متخصصين في المانجو من المراكز البحثية، وشرح جميع الاخطاء التي يقع بها المزاعين وكيفية تفاديها ودارات مناقشات بين المحاضرين و الحضور للوصول الي اعلي انتاجية والرد علي استفسارتهم، مشيرا الي ان هذا العام اسعار المانجو في متناول الجميع وذات جودة عالية.

ويقول مهندس محمد فؤاد مدير ادارة المكافحة بشرق القناة، يرجع تاريخ زراعة المانجو الي اكثر من 100 عام منذ الاحتلال البريطاني لمنطقة القناة وهي فاكهة استوائية وتتناسب مع الظروف المناخية والتربة الرملية لتلك المحافظة.

ويضيف، تعتبر المانجو ملكة ثمار الفواكة المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية. وثمرة المانجو ذات قيمة غذائية عالية فهى غنية بالعناصر الغذائية وهى تحتوى على فيتامين أ، ج والبروتينات، الدهون، أحماض الماليك، والستريك والكاروتين. المانجو من الفواكه الاستوائية،  وقد أدخلت مصر فى عهد محمد على عام 1825 وازدادت المساحة المزروعة بها حتى وصلت إلى 117 الف فدان بالاسماعيلية وتحتل المركز الاول
واكبر مركز لزراعة المانجو هو مركز القنطرة شرق، مشيرا الي ان  المانجو ذات أهمية اقتصادية كبيرة وتحتل المرتبة الثالثة فى التجارة بعد الموالح والعنب.

ويوضح مدير مكافحة القنطرة شرق، الاخطاء التي يقع فيها المزارعين وهي ان الاشجار كلما زاد ارتفاعها وحجمها زاد انتاجها وهذا خطا فادح قد يؤدي الي تدمير انتاج المانجو وتم تصحيح المعلومة للمزارع بالتقليم الجيد والتطويش اي لاتزيد ارتفاع الشجرة عن 6 امتار بحيث تسمح بدخوول اشعة الشمس لاتمام عملية البناء الضوئي والتطهير برش المطهرات وغسيل الاشجار بالصابون الزراعي وبعدها الزيوت المعدنية للقضاء علي الحشرات القشرية التي تسبب مرض العفن الهبابي.

كما تم التنبيه علي المزارعين باهمية بدء عليات الخدمة بعد جمع المحصول مباشرة وعدم التاخير للحصول علي نموات زهرية تحمل محصول العام القادم.

وتعد الاصناف المحلية هي اجود انواع المانجو من حيث الطعم والقوام واللون والحجم ويفضله كل المصرين، وتصل لاكثر من 100 نوع وصنف ويتربع صنف العويس والفص علي قائمة اجود انواع المانجو يليها السكري الممتاز والابيض والاخضر والزبدة، ويوجد انواع اخري في ترتيب القائمة ايضا ذات جودة عالية مثل الهندي والبربري والدبشة والمبروكة والنبيل والتيمور والفونس والسنارة والمسك والمنشاوي والحجراوي، وكذلك الاصناف البلدية مثل خد الجميل وغيرها من الاصناف التي تصلح لعمل العصائر وذات نكهة ورائحة ومذاق رائع.

ويستوعب فدان المانجو المحلي من 84 شجرة الي 120 شجرة حسب مساحات الزراعة والصنف ويعطي فدان المانجو 3 طن متوسط عام ويقل ويزيد مع ظروف الخدمة الجيدة والظروف الجوية الملائمة.

وفي خلال 30 سنة الماضية ادخلت علي زراعة المانجو اصناف اجنبية مثل الكيت والكنت والناعومي والاوستين وشيلي وغيرها من الاصناف الاجنبية منها مبكر النضج ومتوسط النضج ومتاخر ولكن اقل جودة في الطعم والمذاق من اصنافنا المحلية بالرغم من تطعيمها علي اصول محلية مثل السكري وهي تعطي محصول وفير يصل الي 9 طن للفدان ولكن لايقبل علية المستهلك الاسمعلاوي الذي تعود علي حلاوة وجودة الاصناف المحلية ويتم زراعتها علي مسافات ضيقة ويصل عدد الاشجار في الفدان الواحد الي 700 شجرة وهي صغيرة الحجم وتعطي انتاج بعد سنتين من الزراعة.

اقرا ايضا: