الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هدير فتاح تكتب: هجرة القلوب

صدى البلد

إن الهجرة ليست بالضرورة أن تكون مفارقة مكان أو أشخاص لكنها قد تكون هجرة معنوية كهجرة القلوب إلي الله، التي أساسها امتلاء القلب بمحبة الله.

ومن اﻷسباب المعينة على محبة الله، هي معرفة الله بأسمائه، وصفاته، ومخلوقاته، وتذكر كل ما أنعم الله به علينا، قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): (أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه وأحبوني بحب الله). [رواه الترمذي].

فلو نظرنا إلى ما أنعم الله به علينا من نعم ﻷحببناه حق الحب ولشكرناه تمام الشكر، والمحب لا ينتظر من محبوبه جزاء أو يرجو منه مقابل، فيرضى بكل ما يأتي منه حلوه ومره، فلا يسخط إذا نزل به بلاء بل يصبر ويحتسب فهو يؤمن أن كل ما يأتي من الله هو خير.

إن من أقصر الطرق الموصلة لمحبة الله والقرب منه سبحانه جاءت في قوله تعالى " {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران : 31].

فاتباع سنته (صلى الله عليه وسلم)، واتخاذه قدوة لنا في حياتنا، والتخلق بأخلاقه (صلى الله عليه وسلم)، هي دليل على محبتنا لله سبحانه، وهي أيضا سببًا في محبة الله لنا.

إن خلو القلب من محبة الله ومحبة رسول الله يجعل طاعتنا ليس لها أثر أو علامة تنغرس في النفس، فلا تنعكس آثارها على أخلاقنا، ولا تؤثر في علاقاتنا بمن حولنا.

إن عبادة الحب تسمو درجات كثيرة على عبادة الخوف، بل هي طريق الوصول إلي أعلى المقامات مقام المحبين المقربين من رب العالمين، فلنهاجر إلى الله بقلوبنا هجرة حب وطاعة له سبحانه.

فاللهم اجعلنا ممن يتحقق فيهم قول الله سبحانه وتعالى " {....فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ.....}. [المائدة : 54].

لنقف قليلا مع أنفسنا ونتصور كيف يكون إحساسنا عند سماعها!!!