الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: هذه القيمة في منتهى الصعوبة لا يفعلها إلا الرجال هذا الزمن

د على جمعة
د على جمعة


قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزه الشريف، إن الشخص الرحيم هو الذي يتحمل قيمة عليا وهي الإعراض عن الجاهلين، قال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، قيمة هي في منتهى الصعوبة، لأنها تحتاج إلى صبر، وتحتاج إلى رحمة، وتحتاج إلى همة، وتحتاج إلى تركيبة عجيبة من نفسٍ قوية قد تدرّبت على أخلاق الرحمة التي نتكلم عنها.

واستشهد بحديث عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما عندما قال: إن النبي ﷺ قال لكعب ابن عَجُرة وهو من الصحابة الكرام: «أعاذك الله من إمارة السفهاء» -إنه يتأمر عليك ويرأسك شخص سفيه- فقال: وما إمارة السفهاء يا رسول الله؟ -كعب يريد أن يتعلم- وما إمارة السفهاء يا رسول الله؟ قال: «أمراء يكونون بعدي، لا يقتدون بهديي» يتركوا الدين ويتركوا سنة النبي المصطفى ﷺ الذي هو هداية رب للعالمين ولا يقتدون بها، سفيه «ولا يستنون بسنتي» يعني لا يحاول أن يأخذ الهدى من رسول الله، ولا يطبّق سنة رسول الله في نفسه حتى ينجو هو وحده «فمن صدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم، ولا يردون عليّ حوضي، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعينهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم، وسيردون على حوضي.

وأكمل: يا كعب بن عجرة الصوم جُنّة، والصدقة تطفئ الخطيئة والصلاة قربان» وفي رواية «برهان» «يا كعب الناس غاديان» يعني نوعين اتنين «فمبتاع نفسه فمعتقها وبائع نفسه فموبقها» واحد بيضيع نفسه، وواحد بيشتري نفسه، فانظر، وانظر تحتاج إلى صبر، تحتاج إلى إعراض عن السفهاء والاشتغال بالنفس، إياك أن تُصدّق الكاذب، ولا أن تُعين الظالم، ولا أن تكن مع السفيه.

وكان الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه يقول:
يخاطبني السفيه بكل قبحٍ ... * ... فأكره أن أكون له مجيبًا
يزيد سفاهة فأزيد حلمًا ... * ... كعودٍ زاده الإحراق طيبًا
مثل عود البخور عندما نشعله فيخرج منه الريح الطيب أكثر وأكثر، وكان هناك شاعر يُسمى عمرو بن علي يقول:
إذا نطق السفيه فلا تجبه ... * ... فخيرٌ من إجابته السكوت
سكت عن السفيه فظن أني ... * ... عييت عن الجواب وما عييت