الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يمكن للروبوتات منافسة البشر؟ ناشونال جيوجرافيك تجيب

هل يمكن للروبوتات
هل يمكن للروبوتات منافسة البشر ؟ ناشونال جيوجرافيك تجيب

هل يمكن للروبوتات أن تحل محل البشر في مجال العمل؟ طرحت مجلة "ناشونال جيوجرافيك" فى نسختها العربيةهذ السؤال، لتستعرض الإجابة من خلال تقرير عن تفشي جائحة "كورونا"، الأمر الذى ادى للإعتماد أكثر على الروبوتات في العمل واعتماد العالم عليها أكثر، و ظهر ذلك بوضوح فى توصيل الروبوتات الطعام إلى الزبائن ونقل الامدادات الطبية، وحتى تطهير غرف المرضى بالمستشفيات بالإضافة لزراعة المتنزهات والحدائق. 

وكشفت مجلة ناشيونال جيوجرافيك العربية، في عدد الشهر الجاري أن الروبوتات الحديثة أصبحت أكثر ذكاء ومهارة وقدرة على الحركة وصارت قادرة على اقتحام اغلب مجالات الحياة البشرية.

وهنا يظل السؤال هل سيستطيع الإنسان منافسة هذه الروبوتات التي أصبحت قادرة على تركيب البراغي بدقة متناهية وتُنجز أشغال التلحيم والطلاء وغيرها من المهام المتكررة في خطوط التجميع بالمصانع، وفي الحقول، تَقطع محاصيل الخس وغيره من الخضروات في الحقول، وتقطف الثمار من الأشجار، وتحلب الأبقار. وأما في مجال التجارة، فقد أصبحت تقوم بجرد السلع وتنظيف الأرضيات، وترتيب السلع على الرفوف أو إزالتها وإرسالها إلى مستودعات التخزين.  

كما أن الروبوتات تسهل للأطفال المتوحدين مخالطة المجتمع، وتساعد مرضى السكتات الدماغية على استعادة وظائف أطرافهم، وتقوم بدوريات لمراقبة الحدود، وتهاجم أهدافا معادية (الدرونات أو الطائرات المسيّرة)، بل إنها تؤدي دور الوعّاظ الدينيين وتقدم العروض الكوميدية.. وغير ذلك كثير.

ومع بروز إمكانية إسناد سائر عملنا إلى الروبوتات يومًا ما، ثمة فريق من الناس ينظر بعين الريبة إلى هذا السيل الروبوتي الجارف، مخافة أن يتم استبدال الروبوتات بالبشر في المستقبل القريب؛ وهي الفكرة التي لطالما كرهها جل الناس عبر العالم، فمنهم مثلًا من يصف الروباتات بقتلة الوظائف البشرية، ومنهم من يتهمها بقتل روح العمل وإفراغه من محتواه القَيمي والزج به في ظلمات التنميط والروتين والرتابة الخالية من أي إبداع. ومنهم كذلك من ينفي عنها صفة الذكاء فينعتها بالآلات الصمّاء البكماء البلهاء.

وبالرغم من أننا لا نمتلك اليوم ذكاء صناعيا حقيقيا يحاكي العقل البشري، إذ مازالت الروبوتات بعيدة عن مضاهاة إبداعنا وقدرتنا على أداء كثير من المهام المتنوعة وغير المتوقعة، ولم يتسن لأي منها إلى الآن امتلاك ناصية المنطق السليم. لكن العلماء يعتقدون أن كل ذلك سيتحقق، بل يرونه حتميًا وليس خيالًا علميًا أو شيئًا سيحدث بعد عشرين عامًا من الآن.. فلقد بدأ يحدث بالفعل".

ويبدو أن هذه الآلات ستشكل جزءا من حياتنا اليومية. لذا سينبغي لنا تقبّل وجودها بين ظهرانينا بوصفها نوعًا ثالثًا ينضاف إلينا نحن والحيوانات الأليفة؛ ومن ثم نحاول أن ننسج معها علاقات طبيعية قوامها التعاون والتآزر.. بل حتى الود والتعاطف.