الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رغم ضيق الحال.. سائق توك توك يرد 5 آلاف جنيه ومصوغات ذهبية فقدتها سيدة بسوهاج

سائق توك توك يرد
سائق توك توك يرد 5 آلاف جنيه ومصوغات فقدتها سيدة بسوهاج

عندما نتحدث عن محافظة سوهاج يأتي بأذهاننا عادات وتقاليد الصعايدة الكِرام مُباشرة، واليوم يُثبت الشاب العشريني ابن مركز جهينة بالمحافظة، أن هذه العادات ما زالت موجودة وأنه مهما تغير الزمان وتغيرت أحوال الحياة وظروف الدنيا، سيظل الشر يجري بدماء الأقلاء فقط من أبنائنا، وأن الخير وحب التقرب من الله ورضاه بكل السبل المُتاحة هو السائد بيننا.


هشام سعد الزير، شاب في العقد الثاني من العمر، يعمل سائق دراجة نارية "توك توك"، ليأتي بقوت يومه من الحلال الذي يكتبه الله له يوميًا، يرضى بالقليل من الحلال، ولا يقبل الكثير من الحرام.


بدأ "الزير" يومه بالأمس كعادته، تناول رغيفًا من الطعمية الساخنة مع كوب من الشاي الساخن، وذهب مُسرعًا إلى "التوك توك" ليمارس عمله ويسعى للقمة عيشه، كان يومه يجري ككل أيام عمله، حتى استوقفته في أحد شوارع مدينة جهينة إحدى سيدات المركز ليوصلها إلى محل إقامتها في قرية نزة الهيش، وحال سيره بالتوك توك عقب طلوعها إلى منزلها، فوجئ بهاتف محمول يرن في الكرسي الخلفي للتوك توك، وبفحصه تبين أنه هاتف أحد الزبائن ويوجد داخل حقيبة.



اقرأ أيضا

إصابة أم ونجليها في حريق نشب بشقتهم بسوهاج

 


"السلام عليكم بعتذر إني فتحت الشنطة والله بس قولت يمكن يكون صاحبها"، بهذه الكلمات كان يُبرر الشاب العشريني موقفه رغم عدم اقترافه أي خطأ فيما فعل، ليرد عليه المُتصل مناشدا إياه استرجاع حقيبته له، فيقاطعه السائق قائلًا: "قل لي العنوان فقط وسأتوجه إليك في الحال".


 

سلم "الزير" الحاصل على دبلوم ثانوي فني تجاري، الحقيبة التي كانت تحتوي على مبلغ مالي قدره 5 آلاف جنيه، وبعض المصوغات الذهبية التي تُقدر بـ 20 ألف جنيه، وهاتف محمول حديث، إلى أحمد عبد المالك، خريج كلية الحقوق، ابن صاحبة الحقيبة التي فقدت حقيبتها بالتوك توك أثناء عودتها إلى منزلها، وحاول نجلها مُكافأة السائق الذي يعمل من أجل مُساعدة عائلته المكونة من والده ووالدته وخمسة أشقاء، من خلال إعطائه مبلغ مالي، إلا أنه رفض ذلك موضحًا أنه نفذ وصية الرسول صلى الله عليه وسلم برد الأمانة إلى أهلها، وأن هذا واجبه ولا يجب مكافأته على واجبه نحو الآخرين.


علينا أن نُبرز مثل هذا الشاب الذي يُعد نموذجًا مُشرفًا لأهالي سوهاج وأبنائها ولجميع محافظات الصعيد، فهل ستُكرم محافظة سوهاج هذا الشاب على أمانته وتحمله مسئولية رجال يتهربون منها الآن، وهي مساعدة أسرته في مواجهة ضغوطات ومشكلات الحياة.