الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تجاهلوا غسل الأيدي فزهقت أرواح السيدات.. اعرف الحكاية

صدى البلد

غسل اليدين جيدًا لمدة 20 ثانية" نصيحة لازمتنا بصورة مستمرة خلال الشهور الماضية مع ظهور فيروس كورونا المستجد بين شعوب العالم، فأجتمع أطباء وعلماء في مختلف أنحاء العالم على أن غسل اليدين هو خط الهجوم الأول ضد الفيروس المستجد، ومن قبلها العديد من الأمراض.

عقود وربما قرون بعيدة كان غسيل اليدين يد خفية تزهق الأرواح بنشر الأمراض والفيروسات، فكان المتضرر الأول بتجاهل غسل اليدين هم السيدات في مرحلة النفاس  ، ظل الوضع هكذا  تتساقط السيدات يومًا بعد يوم.

حتى عام 1844 عندما بدأ طبيب مجري يدعى "إجناز سيميلويس"  بالعمل في أكبر مستشفيات فيينا، وكانت تضم المستشفى حجرتين كبيرتين لقسم الولادة، لاحظ حينها الطبيب أن عدد الوفيات  مرتفع للغاية بجناح الولادة.

لتظهر الإحصائيات من عام 1840 لـ 1846، أن نسبة الوفيات بين السيدات اللاتي يلدن على يد القابلات "الديات" 36.2 من كل 1000 حالة ولادة، بينما عدد وفيات السيدات اللاتي ولدن على يد الأطباء 98.4 لكل 1000 ولادة.

الأمر لم يكن مقتصر على وفاة الوالدات ولكن كان هناك عدد كبير من الإصابات بحمى الأطفال، كانت كل هذه الأرقام لغز كبير بالنسبة للطبيب المجري، حتى وفاة طبيب زميل له بعد أن جرح إصبعه أثناء تشريح جثة وأصيبه بعدوى فتوفى متأثرًا بها، حينها قرر "سيميلويس" البحث عن السبب.

ليقوم بتتبع الأطباء قبل الكشف عن السيدات الحوامل، ليجد أن الأطباء يقومون بالكشف عن السيدات عقب قيامهم بعملية تشريح الجثث، مما يؤدي ذلك لانتقال الجراثيم، ليتذكر أن وفاة صديقه كانت بنسبة كبيرة سببها الجراثيم "المادة الجثثية"  التي تسللت إلى جسده فتوفي.

لذلك استنتج "سيميلويس" أن عند قيام الأطباء ينقلون "المادة الجثثية" إلى أجساد السيدات في عنبر الولادة مما يؤدي إلى وفاة عدد كبير منهن، بعد إصابتهن بحمى النفاس، وأن اتقاء شر هذه الوفيات هو غسل اليدين. 

كان "سيميلويس" الطبيب الذي وجد أن غسل اليدين في منتصف القرن الـ 19  هو مفتاح لوقف الوفيات، واتفق معه "أوليفر وند هولمز" الطبيب الامريكي، الذي شدد على ضرورة غسل الاطباء أيديهم لوقف انتشار الجراثيم.

كما دعى "جوزيف ليستر" وهو جراح بريطاني، الجراحون إلى غسل وتعقيم أيديهم وأدواتهم بشكل مستمر وقبل استخدامها من مريض لآخر.

-