EN
قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن الله عز وجل اختص سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- عن غيره من الرسل بالشفاعة لكل الخلق.
وأكد جمعة، خلال لقائه بأحد البرامج الفضائية "، أن شفاعة النبي نوع من أنواع العبادة، مشيرًا إلى أنه يتوسل ويلجأ فيها ليغفر الله لجميع الخلق ويرحمهم من العذاب.
ووصف المفتي السابق هيئة الشفاعة بأن يسجد النبي سجودًا طويلًا فيلهمه الله بمحامد كثيرة لم يلهمها لأحد من قبله، ويحمد الله بشكل فريد عجيب لم يحمد به النبي ولا الملائكة ولا أحد من خلق الله، ثم يقول الله له ارفع وقل تسمع أي يستجاب لك واشفع تشفع.
ثم يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من الخالق جل شأنه أن يغفر لجميع الخلق ويستجيب الله لشفاعة نبيه، منوهًا بأنه لا يعرف مدة سجود النبي في الشفاعة.
لماذا وصف رسول الله بـ صخرة الكونين؟
قالالدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الجن والأنس والملائكة والملأ الأعلى إذا استندوا واعتمدوا علىرسول الله- صلى الله عليه وسلم- كفاهم، مشيرًا إلى أن ذلك عكس اللفظ العامي: " أنا اتسندت على حيطة مايلة".
وأوضاف «جمعة» في بيانه معنيوصف النبي- صلى الله عليه وسلم-بصخرة الكونين، عبر فيديو له على صفحته الرسمية بموقع « فيسبوك» أن رسول الله صخرة العالم المشاهد وعالم الغيب، ومن هنا وصف بصخرة الكونين، ومعناها أن شأنه ليس بسيطًا وأنه لو تكأكأ - تجمع وازدحم- عليه الخلق أجمعون بما فيهم الملأ الأعلى من الملائكة ونحوه اعتمادًا واستنادًا عليه لكفاهم أجميعن- عليه الصلاة والسلام-.
اقرأ أيضًا:
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن هذا المعني أخذ من حديث الشفاعة في صحيح البخاري من أن البشرية كلها تمل من طول يوم الحساب، ومقداره " كألف سنة ممن تعدون"، فيذهبون إلى آدم - عليه السلام- فيذكر ذنبه، ومن ثم باقي الأنبياء كسيدنا نوح وموسى وعيسى- عليهم السلام أجمعين- وكل واحد منهم يحيل للذي بعده بما في ذلك سيدنا عيسى- عليه السلام- الذي بشر بقدومرسول الله- صلى الله عليه وسلم- فيقول - عليه السلام- " أنا لها"، فيلهمه الله محامد ما الهمها لأحد من قبله، ويطول ذلك حتي يقول الحق - تبارك وتعالى-: " يا محمد ارفع تشفع وقل تسمع"؛ فهذا مما يؤكد معني صخرة الكونين.
وتابع المفتي السابق أنالنبي- صلى الله عليه وسلم- يشفع لجميع الخلائق حتي من أساء إليه برسمه أو سبه، قال - تعالى-: " وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين "، فجميع البشر يستندون عليه وكأنهالصخرةالتي لا تفتت والظهر والسند الذي لا يكل ولا يمل، فطاقة رحمته ملئت العالمين كطاقة حبه، فجعله الله إمام المرسلين ونبي مجتبي؛ لأنه قرن اسمه باسمه " لا إله إلا الله محمد رسول الله" .
