الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيفية تعامل النبي محمد مع الخدم .. أحسن الناس هديا وتعاملا

كيفية تعامل النبي
كيفية تعامل النبي محمد مع الخدم

معاملة النبي مع الخدم. ضرب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أعلى قدوة وأرفع مثل في حُسن الخلق، وصدق الله العظيم حيث يصفه بذلك فيقول تعالى: «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ» (القلم: 4)، فلم يذكر التاريخ أرفق ولا أحكم ولا أرحم ولا أجود ولا أكرم ولا أشجع من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد سكب الله في قلبه من العلم والحلم، وفي خُلُقه من الإيناس والبر، وفي طبعه من السهولة والرفق، وفي يده من الجود والكرم؛ ما جعله أزكى عباد الله رحمة، وأوسعهم عاطفة وأرحبهم صدرًا، وقد سُئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خُلُقه صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقالت: "كان خُلُقه القرآن".

ويحتفل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بذكرى ميلاد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، واتفق الفقهاء على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وُلِد في يوم الاثنين، واتفقوا أيضًا أنه وُلد في عام الفيل، ورجَّح جمهور العلماء أنه ولد في شهر ربيع الأول. 

واختلف الفقهاء في رَقْم ذلك اليوم الذي وُلد فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من شهر ربيع الأول، ونقل الحافظ ابن كثير، العديد من الأقوال المتباينة في تحديد ذلك اليوم؛ فذكر منها: اليوم الثاني، واليوم الثامن، واليوم العاشر، واليوم الثاني عشر، واليوم السابع عشر، واليوم الثاني والعشرين. 

وحسمت دار الإفتاء المصرية الجدل في رقم يوم ميلاد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: ذكرى المولد النبوي الشريف - على الرأي الراجح - يوم 12 ربيع الأول، وقال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- حدد الغاية الأولى من بعثته والمنهاج الواضح في دعوته بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ حُسْنَ الْأَخْلَاقِ» رواه مالك في "الموطأ".

معاملة النبي مع الخدم
قال الأزهر الشريف، إن الله عز وجل رفع أقوامًا دون بعض، وليس هذا الرفع تكريمًا لبعضٍ وانتقاصًا من آخرين، إنما هي فتنة وابتلاء للجميع.

وأضاف الأزهر عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- أحسن الناس هديًا وتعاملًا مع كافة الخلق، ومن هديه الكريم تعاملُه الحَسَن مع الخدم؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ».

وأوضح: أنّه - صلى الله عليه وسلم - يؤسس قاعدة أخلاقية في بناء العلاقات البشرية بقوله:« إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ»، فهو بذلك يرتفع بدرجة الخادم إلى درجة الأخ! ولتكن المعاملة بعد ذلك كمعاملة الأخ، سواء في الطعام أو اللباس أو الحوار أو أي شيء آخر.

وتابع: ثم وضع الضوابط في المعاملة التي تليق بالأخوة قائلًا: «فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ»، مضيفًا: هذا جزء من تعامله مع الخدم، وصدق الله: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ».

تعامل النبي مع الخدم
ومن أمثلة المعاملة الكريمة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع خدمه:
- مكافأته لمن يخدمه والدعاء له، قال أنس -رضي الله عنه-: «قالتْ أمي: يا رسولَ اللهِ، خادِمُك أنسٌ، ادعُ اللهَ له، قال: «اللهم أكثِرْ مالَه، وولدَه، وبارِكْ له فيما أعطَيتَه».
- رفقه بهم فقد كان يحنو عليهم ولا يقسو، ولا يضربهم ولا يعنّفهم ولا يشتمهم. 
- حلمه، فيوّجه من أخطأ منهم ولا يعاقبه. 
- شفاعته لمن استشفعه منهم. 
- رحمته بمن يمرض منهم وزيارته له في بيته. 
-قبوله لعملهم مهما كان. العفو والصفح عنهم والوعظ لمن يضرب خادمه وتحذيره من معاقبة الله عزوجل. 
-مساعدته لهم في عملهم غير مكلف لهم ما لا يطيقون. معلمهم دينهم، ومبيّن لهم حقوقهم ومكانتهم في الإسلام.

معاملة النبي مع الخدم

أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، إن سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان يعامل من يخدمه معاملة تتميز بالرفق واللين، مستشهدًا بقول سيدنا أنس –رضى الله عنه-: «قَدْ خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَشْرَ سِنِينَ، فَوَاللَّهِ مَا قَالَ لِي: أُفٍّ قَطُّ، وَلَمْ يَقُلْ لِشَيْءٍ فَعَلْتُهُ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا، وَلا لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ أَلا فَعَلْتَ كَذَا».
وأشار «الوردانى»، فى تصريح له، إلى أن النبى الكريم كان يتصف بالحلم مع جميع الخلق وقد وردت فى السنة النبوية المطهرة الكثير من الأحاديث التى تدل على ذلك بما فعله النبى مع سيدنا أنس عندما أمره أن يحضر له شيئا ما ولعب سيدنا أنس مع الصبيان ونسى إحضاره.

واستشهد مدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، بحديث سيدنا أنس عندما قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مِن أحسن النَّاس خُلُقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبيُّ الله -صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم-، قال: فخرجت حتى أمرَّ على صبيان وهم يلعبون في السُّوق، فإذا رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-، قابضٌ بقفاي مِن ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: يا أنيس! اذهب حيث أمرتك، قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول الله».