الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الطفولة لا تعرف كورونا.. صغار السن يستكملون دراستهم في مرح.. وأستاذ اجتماع: التوعية كلمة السر

صغار السن يستكملون
صغار السن يستكملون دراستهم في مرح

تدق الساعة السابعة والنصف عقاربها في أحد أيام الأسبوع من العام الدراسي الجديد ليدخل طلاب روضة أطفال و الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية إلى مدرستهم الحكومية وسط إجراءات احترازية من فيروس كورونا المستجد تتبعها إدارة المدارس كافة في جميع أنحاء الجمهورية.


تبدأ في احدي هذه المدارس عملية تعقيم وتطهير قبل دخول الطلاب بشكل مباشر، كما تقاس درجات حرارتهن بانتظام عند الدخول، وإذا شعر أحدهما بالتعب خلال اليوم الدراسي أيضًا، إضافة إلى قياس درجة حرارة من يدخل المدرسة من الخارج للإشراف على العملية التعلمية أو أحد أولياء الأمور.

يمر مدير المدرسة بانتظام على مرأى من عين الكاتب  حيث يتابع المسؤول الأول المباشر بالمدرسة تطبيق كافة الإجراءات التي تضمن سلامة الطلاب الصغار جميعًا، و حال المعلمين في كل ركن من أركانها.

من المدير إلى المشرف الذي يجلس في فناء المدرسة ليراقب حالة الطلاب من حوله، وكذلك وجود المعلمين كافة في حصصهم  وفقًا للجدول الموجود في يده -والذي لا يتركه-، وعلى بعد أمتار من المشرف تجد بواب المدرسة يتابع بنظرات عينه الفاحصة ما يدور حوله داخل وأمام فناء المدرسة. 


الطفولة لا تعرف كورونا، ليست مجرد جملة من أربعة كلمات، لكنها تعبر عن حالة الأطفال في هذه المدرسة وغيرها الكثير، خاصة من هم تحت سن التاسعة، ففي روضة الأطفال تجد من هم دون السادسة من عمرهم يبدأون يومهم الدراسي بالجلوس على مقاعدهم في مسافات متباعدة  يلونون في كتبهم ويستمتعون إلى قصص معلمتهم.


وعندما يدق "جرس الفسحة" في تمام العاشرة صباحًا تجد الكلمة المعتادة من أجيال لأجيال "الفسحة" تردد و يعلوها صوت مبهج بأنه قد حان وقت الاستراحة في مدرسة نظيفة وتعقم باستمرار للوقاية من وباء عالمي، ثم تجد من الأطفال من هم على أرجوحة وآخرون يتحدثون ويلعبون، ومنهم المشاغب والهادئ على العكس، ولا يخلو اليوم من طفلة تبكي مع أول أيام لها بالروضة تريد العودة إلى منزلها، إلا أنها سرعان ما تندمج مع أصدقائها الصغار بإرشاد من معلميها لتهدأ بعض الشيء.

بعد انتهاء جرس الفسحة يقف كل صف من مرحلة تعليمية موجوة هذا اليوم في طابور غير متلاصق لتجد  طلابه وطالباته يصعدون إلى فصولهم التعليمية بصحبة معلميهم وإشراف مديرهم، ليجلس كل طالب أو طالبة في مقعد لوحده، وسط ملاحظة لتنوع شخصيات الأطفال ما بين مستمع بهدوء و مشاغب معروف بخفة ظله. 

وفي أحد دروس اللغة العربية تجد المعلمة تشرح لهم على السبورة، ثم في نهاية الدرس تتيح لهم الوقوف على السبورة ليكتبوا بالترتيب جمل من درس سابق، يتبع هذا مراجعتها للواجب المدرسي في كراساتهم مرتديةً لكمامتها في فصل لم يتجاوز عدد الأطفال فيه الـخمسة عشر طفلًا.

يغيب حوالي 10 من الطلاب والطالبات يوميًا إما خوفًا من كورونا أو لظروف أخرى طارئة ليحلق بهم الحاضرين في تمام الحادية عشر والنصف بالعودة إلى منازلهم عندما يدق " جرس المرواح" وسط أصوات تعلوا بالهتافات المرحة، ومن ثم تشهد هذه المدرسة عملية تعقيم ثانية قبل دخول طلاب المرحلة الإعدادية إليها.  

وتعقيبًا على هذا يقول الدكتور هاني جرجس، أستاذ علم الاجتماع جامعة طنطا، إن الإجراءات الوقائية المتخذة لحماية الطلاب وسط تواجد فيروس كورونا ووضعه الحالي في مصر جيدة جدًا ومبشرة، مؤكدًا على ضرورة التباعد الاجتماعي، حيث أن كلمة السر لتظل العملية التعليمية مستمرة بوضعها الحالي هي اتباع الإجراءات الاحترازية، مع ضرورة المحافظة على القاءات التوعية بالطلاب لحثهم باستمرار على اتباع الإجراءات، خاصةً أن حضور صغار السن إلى المدرسة مهمًا جدًا لهم للتواصل مباشرةً مع المعلم.