المجال الفني يرجع إلى الخلف.. محمد الحلو يكشف أسباب سيطرة المهرجانات على الذوق العام

منذ بدايات ظهور الأغانى المصرية وهى تهتم بالكلمة واللحن الذى يغازل وجدان الجمهور ويحترم عقليته وعادات وتقاليد المجتمع، لكن مع قدوم زمن السوشيال ميديا الذى أعطي فرصة قوية لأي شخص ينشر ويذيع  ما يريده دون رقيب، تحول عالم الفني إلى مقلب للنفايات الغنائية على يد مؤيدين لا يستطيعون حتى مجرد الكلام العادى، فتشعر وكأنهم مرضى بمرض التلعثم عديمي الثقافة لا يعرفون القراءة والكتابة، رغم عن ذلك هم الآن من يحملون راية الفن في مصر.

في هذا الصدد يكشف الفنان محمد الحلو، أسباب سيطرة هذه الفئة على عالم الفن وتحوله إلى مقلب للنفايات الغنائية، قائلاً: "إن انتشار فيروس المهرجانات لم يكن وليد الصدفة بل هى ثقافة جيل يحدد ما يسمعه من غناء من خلال السوشيال ميديا التي ساعدت على تكوين ذوق فني  زائف وغير حقيقي لدي الجمهور، بدلا من أن ترتقي بذوق الجمهور وتعمل على انتقاء ثقافات المجتمع واختيار منها الأحسن لنشرها، اختارت الأدنى منها والأقبح لتعميمه بشكل أدى إلى انهيار الذوق العام".

وأوضح" الحلو" أن من أهم العوامل أيضا التي ساعدت على انتشار مؤدي المهرجانات، تدني الذوق العام واحتكار مجال الفن من المنتجين الذين يلهثون وراء أى ظاهرة تحقق لهم الأرباح لا يشغلهم غير الحصول على نسب أكبر من المشاهدات، لذلك اتجه الجميع الآن إلى تحويل النكت وكلمات الغزل إلى كلمات أغانٍ، ومع مرور الوقت في ظل غياب الوعى انتشر هذا الفكر في المجتمع كالنار فى الهشيم وأصبحت المهرجانات هي شعار هذا الجيل.

وأكد أنه مع فرض سياسة الاحتكار الفنى والحصول على مبالغ خرافية من خلال ارتفاع نسب المشاهدة وتداول المهرجانات على السوشيال ميديا، جعل العديد من المطربين المصريين يدخل إلى المخزن ويتم ركنهم على الأرفف فى الوقت الذي يحتاج المجال الفني لهم لإعادة مذاق الفن الأصيل مرة أخرى.

وأشار إلى أن مهرجان الموسيقى العربية التي تنظمه دار الأوبرا المصرية في العديد من المحافظات، يعتبر بداية حقيقية للعودة مرة أخرى إلى أصول الفن من خلال تقديم كلمات وألحان غنائية تعبر عن ذوق وعادات وتقاليد المجتمع المصري العظيم وتنشر القيم والمبادئ مرة أخرى بعد القضاء عليها من خلال المهرجانات.

وناشد "الحلو"، الدولة المصرية التدخل لإنقاذ الوسط الفني من خلال وقف احتكار فئة معينة عليه والبدء في إنتاج فن هادف ويليق بالذوق العام، مؤكداً أن تلك المهزلة لن تتوقف إلا بتدخل الشئون المعنوية والإذاعة المصرية، وذلك من خلال إنتاج أغانٍ ذات قيمة فنية أصيلة.

ووجه رسالة إلى الشباب أن ينتبهوا من سيطرة تلك الكلمات والأغاني علي عقولهم، قائلاً: "ركزوا شوية الموضوع ليس فقط رقصا وموسيقى عالية، لكن هذه المهرجانات تأخذنا إلى طريق خطر يصعب الرجوع منه".

اقرأ أيضا: عمود إنارة يثير ذعر أهالي منطقة الراهبات بـ دمنهور |شاهد