الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شكري: ندعم جهود تعزيز السلم والأمن في القرن الأفريقي.. ومراقبون: مصر تقف على الحياد وتحرص على عدم التدخل في الشأن الداخلي الإثيوبي وتلتزم بقرارات وتوجهات الاتحاد الأفريقي.. وتبحث تداعياته على المنطقة

شكري يرحب بضيوف مصر
شكري يرحب بضيوف مصر من إريتريا

  • سامح شكري: 
  • تعزيز السلم والأمن في منطقة القرن الأفريقي يمثل ركيزة أساسية للأمن الإقليمي والقاري
  • القاهرة تولي اهتمام بالغ لاستقرار المنطقة وتتابع التطورات الجارية   
  • مراقبون:
  • مصر لا مصلحة لها في دعم أحد في الداخل الإثيوبي فالعرقيات الإثيوبية يفرقها الكثير من الخلافات ويجمعها فقط سد النهضة 
  • إخفاق أديس أبابا في حسم المواجهات مع التيجراي في وقت سريع يعني الدخول في مستنقع حرب أهلية تهدد منطقة القرن والشرق الأفريقي 


التقى وزير الخارجية سامح شكري، أمس الأربعاء، بكل من وزير الخارجية الإريتري "عثمان صالح" والمستشار السياسي للرئيس الإريتري "يماني جبر آب"، في إطار الزيارة الحالية التي يقومان بها إلى القاهرة على ضوء التنسيق القائم بين البلدين.


وأكد السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن اللقاء تناول الوضع الراهن في منطقة القرن الأفريقي، وسبل التعامل مع ما يرتبط به من تحديات على شتى الأصعدة، حيث أكد الوزير شكري على ما توليه مصر من اهتمام بالغ لاستقرار المنطقة ومتابعتها للتطورات الجارية، معربًا عن الدعم المصري الكامل لكافة الجهود الرامية إلى تعزيز السلم والأمن في هذه المنطقة التي تُمثل ركيزة أساسية للأمن الإقليمي والقاري.  


كما بحث اللقاء سُبُل تعزيز مختلف أوجه العلاقات الثنائية بين مصر وإريتريا، وعلى رأسها جهود تطوير المشروعات القائمة بين الجانبين في مختلف مجالات التعاون، وذلك بما يصُب في صالح تحقيق التنمية والرخاء لشعبي البلدين الشقيقين.


خبراء: 
من جانبه، أشاد السفير محمد مرسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، بموقف مصر الحالي من التطورات الجارية الآن في إثيوبيا من حيث وقوفها علي الحياد وحرصنا علي عدم التدخل في الشأن الداخلي الإثيوبي، مشيرا إلى حساسية علاقاتنا بإثيوبيا في هذه المرحلة التي تتطلب الحذر الشديد.


وأضاف على صفحته على موقع التواصل "فيسبوك" أنه "لابد وأن يكون موقفنا في إطار توجهات وقرارات الاتحاد الأفريقي إذا ما وصل الأمر إليه، بل وعلينا توخي الحذر وعدم المسارعة حتى بتأييد جهود وساطة بعض دول الجوار كأوغندا، حتى لا يفسر بعض الرافضين أو المتشددين وسيئو النية في إثيوبيا وغيرها ذلك بأنه دعوة مصرية لتدويل القضية أو إخراجها عن إطارها الإثيوبي كما تؤكد أديس أبابا وتتمسك".

 
وأوضح السفير أن هناك أمرا ثانيا وهو أن عرقيات إثيوبيا الخمس الرئيسية تفرقها الكثير من الخلافات والتناقضات، ولا يجمعها سوى سد النهضة وضرورة استكماله وتشغيله والتحكم في مياه النيل الأزرق، وباقي الأنهار والروافد التي تنبع أو تمر بإثيوبيا، وبصرف النظر عن مصالح الدول الأخري كمصر والسودان وكينيا والصومال، وتابع: "وبمعني آخر، فلا مصلحة لنا في دعم هذا أو ذاك".


وشدد على أن الأمر الثالث هو أن القوات الإثيوبية قد تنجح في اجتياح إقليم التيجراي وإنهاء تمرد قادته، ولكن الثمن سيكون باهظا من حيث الخسائر المادية والعسكرية والاقتصادية التي ستعاني منها الدولة الإثيوبية لمدة طويلة، خاصة إذا طال أمد الحرب ولم تحسم المواجهات العسكرية سريعا  لصالح أديس أبابا، أو إذا تحولت المواجهات في إقليم تيجراي إلى حرب عصابات للتيجرانيين أو التيجريين ولهم فيها خبرة طويلة، أو إذا امتدت المواجهات لتشمل أقاليم أخرى ومنها الصومال الإثيوبي الذي تقطنه قبائل إثيوبية من أصول صومالية وربما غيرهم أيضا.


وذكر السفير محمد مرسي أن الأمر الرابع هو أن القراءة المنطقية للأحداث تشير إى أن عملية استكمال وملء وتشغيل سد النهضة ستتأثر سلبا بهذه التطورات أيا ما كانت نهايتها، ولكن حدة وحجم هذا التأثير ستتوقف على المدي الزمني للصراع، فكلما قصر زمنه قلت حِدته وانحسر حجمه.


وتحدث مساعد وزير الخارجية الأسبق عن الأمر الخامس وهو أن الحكومة الإثيوبية ستبذل جهدا مضاعفا لإقناع المستثمرين الأجانب بمواصلة استثماراتهم في مختلف الأقاليم الإثيوبية، وما قد يعنيه ذلك من مصاعب متوقعة في التمويل ستواجهها حكومة أديس أبابا في الفترة القادمة.


وشدد على أن إخفاق أديس أبابا في حسم المواجهات مع التيجراي في وقت سريع سيعني الدخول في مستنقع حرب أهلية قد تهدد منطقة القرن والشرق الأفريقي ككل، وسيؤثر هذا بقدر من السلب على علاقاتنا خاصة التجارية والاستثمارية مع دول المنطقة وعلى رأسها إثيوبيا.


واستطرد قائلا: "وأخيرا، فإنه ليس من الحكمة أو الفطنة والحنكة السياسية القول بأن الحرب الأهلية في إثيوبيا تخدم مصالحنا حتى وإن كان في ذلك بعض الصحة، أو القول بضرورة انتهاز الفرصة لضرب سد النهضة. فهذا قرار استراتيجي مصيري له حساباته الخاصة وتقديراته وتوقيتاته وظروفه وشروط استيفائه وتحقيقه والتي تقدرها فقط القيادة السياسية التي نثق في تقديرها".

  
وشدد على أن المصلحة الوطنية تستدعي المتابعة الدقيقة لما يجري هناك، وتقييم التطورات وتداعياتها علي المنطقة وعلى مصر والسودان أولا بأول والاستفادة منها ثنائيا وأفريقيا ودوليا بما يخدم مواقفنا، خاصة بعدما تردد عن قصف سدود لتخزين المياه ومحطات الكهرباء والمياه في إقليم التيجراي، وبما يعني أن سد النهضة ذاته لن يكون بعيدا عن ساحة المواجهات ولو كاحتمال نظري مستقبلي.


وطالب السفير محمد مرسي مصر والسودان بالتحسب لذلك ولآثاره التدميرية الهائلة علي البلدين، مؤكدا ثقته في أن القيادة السياسية في مصر تتابع الموقف في إثيوبيا بكل دقة واهتمام، وتتوقع احتمالاته المختلفة، وتتحسب لتداعياتها على مصر والسودان والمنطقة وتقيِّم خطواتنا القادمة استنادا إلى ذلك.