يبدو أن الوساطة الأفريقية بقيادة الاتحاد الأفريقي لحل الأزمة الموجودة داخل إثيوبيا، شهدت قبولا من أديس أبابا وخاصة فى ظل رفض آبي أحمد، رئيس الوزراء، أى دعوات دولية للهدنة أو الوساطة لوقف إطلاق النار فى إقليم تيجراي الذي يشهد حربًا دامية أدت إلى فرار الآلاف من اللاجئين الإثيوبيين نحو السودان هربا من الموت.
"الاتحاد عيّن 3 رؤساء سابقين مبعوثين خاصين إلى إثيوبيا لمحاولة الوساطة بين الأطراف المتصارعة فى تيجراي" هكذا أعلن رئيس جنوب أفريقيا "سيريل رامافوزا"، الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، التوسط من أجل، وأكد الصراع داخل الإقليم الإثيوبي.
اِقرأ أيضًا | إقالة المسئولين.. هل يسعى آبي أحمد إلى التخلص من المعارضة الإثيوبية؟
اللجنة التى شكلها رئيس جنوب أفريقيا، ضمت كلًا من "يواكيم تشيسانو"، الرئيس السابق لموزمبيق، و"إلين جونسون سيرليف"، رئيسة ليبيريا السابقة، و"كغاليما موتلانثي"، الرئيس السابق لجنوب إفريقيا.
الهدف من البعثة
ولكن على الرغم من الدعوات الدولية والأفريقية بشأن وقف إطلاق النار وإنهاء النزاع فى إقليم تيجراي إلاّ أن الحكومة الإثيوبية أعلنت اليوم السبت أن قواتها أحكمت السيطرة على مدينة آديغرات ضمن إطار حملة عسكرية تنفذها في إقليم تيجراي المعارض شمال البلاد.
وذكر مكتب لجنة حالة الطوارئ الحكومية في بيان نشره على حسابه في "تويتر" أن مدينة آديغرات "حررت بالكامل من ميليشيات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، مضيفا أن القوات الحكومية تواصل التقدم نحو مركز الإقليم مدينة ميكيلي الواقعة على بعد نحو 115 كلم.
ويأتي ذلك بعد إعلان الحكومة الإثيوبية مساء أمس عن انتزاع قواتها مدينتي أكسوم وأدوا في الإقليم الواقع عند الحدود مع إريتريا والسودان.
أما قوات إقليم تيجراي فقد شنت هجوما صاروخيا على مدينة بحر دار بإقليم أمهرة دون أن يتسبب في أضرار، وذلك وفقا لما الإتصال الحكومة الأثيوبي.
وكان القتال قد بدأ في الثالث من نوفمبر الجاري عندما شنت جبهة تحرير شعب التجراي هجوما على مواقع قوات الدفاع الوطني الإثيوبية في منطقة تيجراي احتجاجا على سياسات حكومية رأت فيها اجحافا.
وأثارت الاشتباكات التي تلت ذلك مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة في إثيوبيا وانتشار الصراع إلى الدول المجاورة.
كما أمر رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، شن عملية عسكرية داخل الإقليم وفرض حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر، في هذا الإقليم الذي أجرى في سبتمبر الماضي انتخابات محلية تعتبرها حكومة أديس أبابا غير شرعية.
ووفقا لإحصاءات الأمم المتحدة والمفوضة السامية لشئون اللاجئين ومفوضية اللاجئين السودانية، فقد دخل السودان حتى قبل نهاية الاسبوع اكثر من 27000 لاجئ الى السودان معظمهم من النساء والأطفال مما انعكس على الخدمات والموارد المحلية لولايتي كسلا والقضارف الحدوديتين مع إقليم التجراي الإثيوبي.