الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خيركم لغيركم.. الجنان الضريبية ملاذات آمنة تبتلع ثروات الدول وتدمر اقتصاداتها

الجنان الضريبية ملاذات
الجنان الضريبية ملاذات آمنة تبتلع ثروات الدول

تتحمل حكومات الدول حول العالم خسائر تقدر بنحو 427 مليار دولار سنويًا جراء التهرب من الضرائب، حيث يودع الأثرياء والشركات ثرواتهم وأرباحهم في ملاذات آمنة تُعرف الواحدة منها باسم "جنة ضريبية".

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، كشف تقرير أعدته شبكة العدالة الضريبية والتحالف العالمي من أجل العدالة الضريبية والاتحاد الدولي للخدمات العامة أن الحكومة الأمريكية هي أكبر خاسر في العالم من عمليات التهرب الضريبي، حيث تخسر سنويًا بسببها نحو 90 مليار دولار.

وأوضح التقرير أن الدول الأفقر تخسر حصة أكبر من مدخولاتها الضريبية تقدر بـ 5.8% مقارنة بالدول الأكثر ثراء التي تخسر 2.5% من مدخولاتها الضريبية جراء التهرب الضريبي.

وكان لخسارة مبالغ طائلة بسبب التهرب الضريبي أثر بالغ الضرر بشكل خاص خلال العام الحالي، مع بذل الحكومات جهودًا مضنية لمكافحة الآثار الاقتصادية السلبية لوباء كورونا ومساعيها لدعم القطاعات الأكثر تضررًا.

وأكد التقرير أن مسئولية التهرب الضريبي لا تتحملها الشركات الكبرى متعددة الجنسيات والأثرياء الذين يودعون ثرواتهم في الجنان الضريبية وحدهم، وإنما تتحملها أيضًا الدول الأعلى دخلًا، التي "أوقفت جهود الإصلاح الجادة للنظام الضريبي العالمي المختل، وأخفت حجم ومدى عمليات التهرب الضريبي عن مواطنيها".

ودعا الاقتصادي والرئيس التنفيذي لشبكة العدالة الضريبية في بريطانيا أليكس كوبهام إلى إصلاح قوانين الضرائب حول العالم من أجل منع الشركات من إيداع أرباحها لدى الجنان الضريبية أو الملاذات الآمنة، وكشف أحجام ومصادر الثروات الشخصية الضخمة المودعة خارج بلاد أصحابها، وحماية حقوق الدول في تحصيل الضرائب عن الثروات التي تُصنع داخل حدودها.

ويُعد التقرير المذكور هو الأول الذي يستند إلى بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي ترصد حجم الأرباح والمدخولات التي تبلغ بها الشركات متعددة الجنسيات رسميًا، وأعداد موظفيها والأصول المملوكة لها، وحجم الضرائب التي تدفعها.

وكشف التقرير أن الشركات تودع أرباحًا تبلغ نحو 1.38 تريليون دولار سنويًا لدى الملاذات الضريبية الآمنة التي تحصل عن هذه الثروات ضرائب بالغة الضآلة، وبعضها تعفي الودائع لديها من الضرائب بالكامل، ما يُفقد الحكومات مدخولات ضريبية من أرباح الشركات تُقدر بنحو 245 مليار دولار سنويًا، بخلاف 182 مليار دولار تفقدها الحكومات سنويًا نتيجة إيداع الأثرياء ثرواتهم في الجنان الضريبية.

ويسعى نشطاء العدالة الضريبية إلى تمرير مشروع قانون في الكونجرس الأمريكي يضيق الخناق على عمليات التهرب الضريبي من خلال إلغاء السماح بتسجيل شركات وهمية مجهولة المالكين.

وتُسجل في الولايات المتحدة نحو مليوني شركة وشركة ذات مسئولية محدودة سنويًا، لكن عددًا قليلًا من الولايات الأمريكية فقط تطلب من الشركات المسجلة لديها الإفصاح عن مالكيها الحقيقيين.

ومن بين أكثر الملاذات الضريبية الآمنة شهرة جزر تابعة للتاج البريطاني في البحر الكاريبي، مثل جزر برمودا وكايمان والعذراء، والثروات المودعة بها تسبب 37% من خسائر الحكومات حول العالم من عمليات التهرب الضريبي.

وتخسر دول أفريقيا نحو 25 مليار دولار سنويًا من عمليات تهرب ضريبي، معظمها تقوم بها شركات، ويشكل هذا المبلغ نحو 7% من الدخول الضريبية لدول القارة، كما تخسر دول أوروبا 184 مليار دولار سنويًا من عمليات تهرب ضريبي يقوم أفراد بمعظمها، ويشكل هذا المبلغ 3.4% من الدخول الضريبية للدول الأوروبية، فيما تخسر دول آسيا نحو 73 مليار دولار سنويًا جراء التهرب الضريبي، بما يشكل نحو 1.5% من الدخول الضريبية لدول القارة، وتخسر أمريكا الشمالية 95 مليار دولار سنويًا من عمليات التهرب الضريبي، بما يشكل نحو 2.3% من الدخول الضريبية لدول القارة.