الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: الإعلام الجديد والذكاء الاصطناعي !

صدى البلد

لاشك أن الحديث عن تأثير وسائل الإعلام التقليدية في الوقت الحالي دون ذكر التأثير الكبير الإعلام الجديد في حياتنا هو نوع من العبث والهراء!
والإعلام الجديد او البديل هو مصطلح حديث يتضاد مع الإعلام التقليدي بسبب كون الإعلام الجديد ليس فيه نخبة متحكمة الي حد كبير او قادة إعلاميين يمثلون المهنة ويمارسون السلطة عليها ،بل اصبح متاح لجميع شرائح المجتمع الدخول فيه واستخدامه والاستفادة منه طالما تمكنوا واجادوا ادواته !

ودراسة الإعلام الجديد لها اهمية بالغة نابعة من مدي وقوة تأثيره في الآونة الأخيرة علي الواقع الاجتماعي والسياسي والامني والثقافي .
وان كان الإعلام الجديد او البديل  يرتبط في البداية بالقدرة على امتلاك التقنية سواء كانت القدرة المادية أو توفر البنية التحتية، فإن الأمر لن يتعدى سنوات قليلة على أسوأ تقدير ليصبح السمة الأساسية للعصر الحديث الذي نعيشه، وهو بامتياز عصر الإعلام عبر المنصات الرقمية، فشبكات الجيل الخامس فتحت الباب على مصراعيه أمام التحول في أساليب الممارسة الإعلامية استنادا إلى التقنيات الحديثة، والتي بات جزء كبير منها يتحول نحو تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والذي يشتمل على العديد من المفاهيم المستحدثة التي تطورت خلال فترة زمنية قصيرة، مثل: "الواقع المعزز والواقع الافتراضي والبلوك تشين وصحافة الروبوت"، وغيرها.

 كما أن التقنيات الجديدة والتي توفرها بيئة الإعلام الرقمي أعادت تشكيل الممارسة الإعلامية، سواء على مستوى إنتاج وسرد المضمون بأساليب تتوافق وطبيعة المنصة الرقمية من جهة والتحول في أساليب تعاطي الجمهور الرقمي مع هذه المضامين من جهة أخرى.

وفي منتصف السبعينات كانت هناك عدد من المحاولات الفاشلة في الذكاء الاصطناعي بمفهومه الحديث في جعل الاله تتعلم لتفكر وتؤدي مهام محددة تساعد الانسان الي ان تطورت هذه المحاولات مع الوقت لتصبح واقعا حقيقيا غيرت جزءا كبيرا من العالم في كل الصناعات والقطاعات والحياة بكل مجالاتها ، وخاصة الإعلام وهو مجال اهتمامنا في هذا الكتاب ، فقد تدخلت تقنيات والآت الذكاء الاصطناعي في الكتابة بمفهومها الواسع وتطوير المحتوي في قطاع الإعلام والتسويق ،وربما نشهد تأثيره في مخاطبة الجمهور وتشكيل الرأي العام !

كما أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي ستوفر للاعلام ادوات اكثر ذكاء وتقدما وسرعة في نقل الخبر الي المتلقي وتفاعل الاشخاص مع ذلك بشكل يتناسب مع تحديات القرن الواحد والعشرين والتي تتمثل في قوة جذب المحتوي الاعلامي والاعلاني الذي تقدمه وسرعتها في الانتشار والتأثير علي الجمهور وهو ما يتطلب وجود وسائل اتصال متطورة وذكية لنشر الاخبار والاعلانات تراعي ميول ورغبات طرفي عملية الاتصال " المرسل والمتلقي" في نفس الوقت اعتمادا علي تقنيات الذكاء الاصطناعي ،والتي تبرز اهميته ايضا في الأخرى من المهام الروتينية الرتيبة التي يقوم بها الاعلامي او الصحفي وافساح المزيد من الوقت امامهم للعمل علي جوانب تتطلب ابداعا بشريا ويساعد علي توسيع الأغنية الصحفية مثل زيادة تغطية وكالة اسوشيتد برس الفصلية الرياح الشركات الي 4400 قصة بعدما كانت 300 فقط بزيادة بلغة 15 ضعفا بفضل الاستفادة من توليد اللغة الطبيعية " NLG" وهي احدي تقنيات الذكاء الاصطناعي والتي تنطوي علي توليد تقارير باللغة الطبيعية انطلاقا من مجموعة بيانات .!
رؤيتنا الإعلام في ظل ثورة تقنيات الذكاء الاصطناعي لابد أن تتغير شئنا ام أبينا!!