الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لها جذور فرعونية جسدتها نقوش المعابد.. لعبة التحطيب ملاعبها الموالد والأفراح.. شاهد

لعبة التحطيب
لعبة التحطيب

بعصا وجلباب صعيدى يمكنك الدخول لحلبة المنافسة للمشاركة كلاعب أو مبارز فى لعبة التحطيب التى ترجع أصولها لقدماء المصريين كما تشير النقوش الفرعونية، وبدونهما لا يمكن المشاركة فى هذه اللعبة التراثية التى ما زالت تتمسك بالكثير من القواعد والمعايير الشكلية والأخلاقية للمشاركة فى فعالياتها، قراءة الفاتحة لصاحب الصنعة أو من يطلق عليه الولى الصالح والمصافحة بالعصا كبديل عن السلام باليد هى أول قواعد افتتاح لعبة التحطيب، ولا يتم البدء فى توجيه الضربات إلا من الأكبر سنًا أو العم كما يردد أهالى مركز نقادة بمحافظة قنا الذين لهم باع طويل فى اللعبة.


رغم بساطة اللعبة وعدم احتياجها للكثير من التجهيزات والأدوات التى تحتاجها أى لعبة أخرى باستثناء المكان الفسيح، إلا أنها لا تتم إلا فى المناسبات السعيدة وعلى رأسها الموالد والأفراح، فبدون جمهور يشجع ويلهب حماس اللاعبين لا يمكن للاعب أن يبارز وينافس، فيما يستغل بعض اللاعبين المحترفين وجود طبل ومزمار بلدى لجذب الجمهور وتشجيع اللاعبين.


قال عمران أحمد حسن، مهندس: "ألعب التحطيب منذ أن كنت طالبًا فى المرحلة الابتدائية، فقد كنت أهواها وأحب مشاهدة من يلعبونها فى المناسبات المختلفة، ومن كثرة تعلقى بها، بدأت ألعب وأشارك حتى احترفت لعبها وأنا صاحب 20 عاما، ومن وقتها وحتى الآن وأنا لا أترك مناسبة بها تحطيب إلا وأشارك فيها".


وأضاف: "لعب التحطيب لابد أن يكون وفق قواعد يجب تعلمها قبل البدء فى مسك العصا ودخول حلبة اللعب مع المتبارزين، حتى يخرج الشخص وهو مستمتع بدلًا من الخروج مصابًا جراء ضربة خاطئة، وأول هذه القواعد مراعاة النفس ومواجهة أى ضربات تواجه اللاعب من الخصم، ولن يتحقق ذلك إلا بتعلم مواطن الضرب وأماكن توجيه الضربات، وبعدها لابد أن يجيد اللاعب صد الضربات".


فيما قال سيد حلمى صادق بنظر: "ورثت احتراف لعبة التحطيب من آبائى وأجدادي وأنا عندى 10 أعوام، فقد كنت أشاهدهم يلعبون العصا، فرغبتها وبدأت تعلمها على يد والدى الذى تعلمها عن والده وأجداده، وتعلمت معها الأدب والاحترام للجميع وبالأخص لمن هم أكبر منى سنًا، وتعلمت منها الدفاع عن النفس من خلال إتقان مهارات مسك العصا خلال اللعب، فضلًا عن عدم البدء برفع العصا قبل العم أو الأكبر سنا والانتظار لحين إطلاق الكبير للعصا وبعدها يبدأ بالسلام والمبارزة".


وأضاف أن لعبة التحطيب لها قواعد معينة لإمساك العصا التى يجب أن تكون قبضاتها 9 قبضات حتى يتمكن اللاعب أو المبارز من إمساكها بشكل جيد، أولها إمساك العصا من الأسفل أثناء السلام أو الضرب على عصا المبارز، وترك 3 قبضات حال تلقى ضربات من اللاعب المنافس، مع ضرورة الابتعاد عن الحوائط والأشجار حتى يتمكن اللاعب من إطلاق العصا والتحرك بدون أى عوائق، وضرب العصا فى الأرض يعنى انتهاء اللعب أو التبديل مع لاعب آخر، لافتًا إلى أن هناك مصطلحات كثيرة تتردد أثناء اللعب مثل خازنة، وهى أن العصا فى وضع الضرب، وطالقة أو غادرة وهى أن رد الفعل سوف يكون شديدا، وتقليب وهو تحريك العصا باستمرار.


وأوضح أن التحطيب لعبة "فرايحية" يحكمها قانون عرفى تسرى أحكامه على اللاعبين وقت اللعب، لكن الاحترام والأدب هو القانون الأقوى فى هذه اللعبة التى يلعبها المصريون فى المناسبات السعيدة، كالأفراح أو الموالد، مثلها مثل الفروسية، ولا تخضع المشاكل أو الإصابات الناتجة أثناء اللعب للقانون العادي، فإذا حدث وتوفى شخص أثناء اللعب نتيجة ضربة خاطئة لا يكون هناك ثأر، ومن يلعبها يعلم هذا الأمر تمامًا.


وذكر أن بداية اللعب تبدأ بقراءة الفاتحة لشخص يطلق عليه الولى الصالح نسمع أنه أول من لعب بالعصا أو "صاحب الصنعة"، بعدها يتم السلام أو المصافحة بالعصا كما يحدث فى كثير من الألعاب، ثم تنطلق الضربات من المبارزين، حيث يوجه كل لاعب 3 ضربات على عصا المنافس الأولى فوق الرأس والثانية والثالثة فى الجانبين الأيمن والأيسر، يتم صدهما من قبل المنافس حتى يستطيع البقاء أكبر وقت ممكن فى المبارزة.


وقال محمد تكرونى، مؤسس مدرسة التحطيب بنقادة، إن التحطيب ضمن ألعاب التراث المصرى القديم وهو ما تدل عليه النقوش الموجودة على المعابد المصرية القديمة، لذلك يجب علينا أن نحافظ على هذا التراث وندعمه بتشجيع هذه اللعبة سواء للكبار أو الصغار، وهو ما نسعى إليه من خلال تعليم الأطفال أصول وقواعد هذه اللعبة، خاصة أن التحطيب من أهم الألعاب التى يشتهر بها صعيد مصر وتتفنن كل منطقة فى احترافها ولعبها بشكل وأسلوب مختلف عن الآخر.


اقرأ أيضًا:

جامعة جنوب الوادي تعلن بدء امتحانات الفصل الدراسي الأول 23 يناير

بعد شهور من التوقف.. عودة العمل بقسم العلاج الطبيعي بمستشفى قنا العام