EN 
فقدت ممرضة تركية حضانة نجلها الوحيد، البالغ عمره 5 أعوام، بسبب أزمة تفشي جائحة كورونا، وذلك في أعقاب معركة قضائية ضد والده، حيث قضت محكمة بأن وظيفتها تشكل خطرًا صحيًا.
وجاء في تقرير لصحيفة "ميرور" البريطانية أن إحدى المحاكم التركية خلصت إلى أن وظيفة الممرضة "جميلة دنيز" ذات الـ31 عامًا تشكل خطرًا صحيًا بسبب فرص إصابتها بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أثناء أداء عملها لإنقاذ حياة المرضى، ونتيجة لذلك حصل الأب، الذي يعمل شرطيًا، على حضانة نجلهما.
وأوضح التقرير أن "دنيز" تعمل في مستشفى حكومي بمدينة "أردو" الواقعة شمال تركيا، وتحديدًا في وحدة الخدمات الصحية المنزلية، وكانت قد طلبت الطلاق من "محمد أتاكان دنيز" بعد زواج استمر لمدة 7 أعوام، وحصلت بالفعل على الحضانة المؤقتة لطفلهما "كوزاي"، وكان من المقرر أن تؤكد المحكمة حصولها على الحضانة بشكل نهائي في وقت لاحق.
لكن الأب تقدم بشكوى تفيد بأن الصبي معرض لخطر الإصابة بعدوى كورونا من والدته بسبب "وظيفتها عالية الخطورة"، وطالب محاميه بحصوله على حق الحضانة قائلًا إن والدة "كوزاي" تعمل ممرضة إسعاف فضلًا عن أنها تتردد على منازل المرضى، وهو ما يجعل الطفل عرضة لخطر كبير في ظل تفشي جائحة كورونا.
ووافقت محكمة الأسرة بمدينة "أردو" على طلبه، وتقرر إعطاء الوصاية المؤقتة للأب في هذه المرحلة، مع الإشارة إلى أنه نظرًا لارتفاع معدل العدوى بفيروس كورونا المستجد، فقد تم التوصل إلى أن هذا القرار سيكون من الأفضل لمصلحة الطفل؛ وسمحت المحكمة للأم برؤية نجلها في نهاية كل أسبوع، على أن يظل ذلك ساريًا لحين الفصل في القضية واتخاذ قرار نهائي بشأن الحضانة.
وقالت "جميلة دنيز" تعليقًا على ذلك ما مفاده أنها تتخذ كافة الاحتياطات الوقائية لحماية نفسها من خطر العدوى أثناء أداء وظيفتها، وقد منحتها وزارة الصحة كافة معداتها، وأشارت إلى أن والد نجلها يعمل شرطيًا ووظيفته أكثر خطورة من وظيفتها.
وذكرت ناشطة في مجال حقوق المرأة وتُدعى "عائشة أكبولوت كوبوكجو" أنه "من الخطأ فصل طفل عن والدته من خلال استغلال الصعوبات التي يواجهها مسئولو الرعاية الصحية في الوقت الحالي"، ووصفت ما حدث بكونه "تحيزًا ضد المرأة".
