الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

استاذ علوم بحار: تغيير الإنسان للنمط الغذائي وراء هجوم أسماك القرش على البشر

أسماك القرش
أسماك القرش

تتكرر حوادث هجوم القرش على الانسان واخرها ما حدث امس من هجوم لسمكة قرش على سائحة المانية انقذتها العناية الإلهية فى البحر الأحمر بعد إصابتها  بجروح طفيفة. 


ويحدث حوالي 100 هجوم لاسماك القرش  سنويا في مختلف انحاء العالم وهو معدل ضئيل مقارنة بالحوادث التي تحدث في البحار والمحيطات نتيجة لاسباب اخرى


و اثبتت الحقائق االعلمية ان الانسان ليس على قائمة طعام اسماك القرش يرجع ذلك  في الاساس إلى ان اللحم البشري لايحتوي على كم الدهون اللازمة والمحببة لاسماك القرش.

 

وهناك اختلاف بين العلم حول اسباب مهاجمة اسماك القرش للانسان فيرى بعض العلماء انه نتيجة لتشابه حركة الانسان على سطح المياه او تحتها مع حركة الفرائس كما في حالة القرش الابيض وفرائسه من ثعالب وكلاب البحر ولكن يرى اخرون هذا التفسير مستبعدا لان القرش الابيض يتمتع بنظر حاد ويمكن به التمييز بين ما إذا كانت فرائس حقيقية او غيرها.


وقال الدكتور محمود حنفى أستاذ البيئة البحرية بجامعة قناة السويس والمستشار العلمى لجمعية المحافظة على البيئة (هيبكا) انه  يمكن تقسيم انواع هجمات اسماك القرش الى ثلاثة انواع النوع الاول هجوم وهروب:  وتحدث عادة في المناطق القريبة للشاطىء اثناء بحث القروش عن الطعام وهي الطريقة الوحيدة في بعض القروش لتحديد اذا كان مايتحرك امامه فريسة من عدمه والنوع الثانى الهجوم المفاجىء وعادة تحدث على الغواصين عندما يسهو الغواص ولايرى القرش من خلفه فيحدث هجوم مفاجىء ينتهي في معظم الاحيان بجروح بليغة والنوع الثالث هجوم وعض وهذا يحدث عندما يهاجم القرش السباح او الغواص برأسه او جسده ثم يعضه فيؤدي لجروح بالغة.


واوضح حنفى ان كافة حوادث القروش التى تحدث من لاخر مرتبطة بسلوك بشرى غير سوى ففى معظم الحوادث ارتبطت بتقديم أطعمه عن قصد أو عن دون قصد ويأتى فى مقدمة اسباب هجوم اسماك القرش السلوك البشري غير السوي من خلال التغذيه وهذا يعد العامل الرئيسي في تغيير سلوك اسماك القرش ومهاجمتها للسباحين وحديثا الغواصين ويتمثل ذلك فى الاساس الى تقديم طعوم لاسماك القرش عن قصد (من سطح المراكب أو الغواصين) أو غير مباشر بالقاء بقايا الطعام أو مخلفات المطبخ أو حتى الصرف الصحى)  حيث يقوم اطقم المراكب بالقاء طعوم لاسماك القرش بغرض جذبها الى السطح واثارتها بهذه الطعوم كنوع من الاثارة للسائحين مثل تقديم دجاج عن طريق ربطها بحبل ثم رفعها كلما اقترب اسماك القرش وتكرار ذلك مرات عديدة مما يودي لاثارة اسماك القرش ودفعها للقيام بمثل هذه الهجمات, بل أن القاء الطعام من المراكب على سطح الماء يدفع أسماك القرش الى الاعتقاد بأن الاجسام العائمة قد تكون طعاما, وللتأكد من ذلك فأن الوسيلة الوحيدة لمعرفة اذا كان طعاما من عدمه هى العض, وهذا قد يفسر الحوادث التى تتم على ممارسى رياضة السباحة والسنوركل وخصوصا فى ظروف ندرة الغذاء (الاسماك) نتيجة لعمليات الصيد الجائر, حيث أنه يسهل أجتذابه لاية رائحة طعام.


واضاف حنفى أن قيام المراكب السياحية بالقاء المخلفات العضوية التي تشمل بقايا وجبات الطعام وبقايا المطابخ والصرف الصحي ورغم ان هذه البقايا لاتمثل غذاء لاسماك القرش لكن رائحتها تجذب العديد من الاسماك فتواجد رائحة طعام في المياه تجذب اسماك القرش بل وتثيرها وتجعلها في مزاج عنيف لانها تشم الغذاء فى عدم وجود غذاء يتناسب مع  احجامها وانما فتات من بقايا الطعام وهذا يؤدى الى أثارتها بشدة.

 

وتابع حنفي : حديثا وفي عام 2018 تلاحظ قيام بعض مرشدي الغوص بتقدم طعوم لاسماك القرش اثناء الغوص وخصوصا بمنطقة الاخوين كنوع من اثارة السائحين الغواصين وبناء على دراسة سلوك اسماك القرش في هذه الفترة قد خلصت الى:


        السبب الرئيسي لمهاجمة اسماك القرش للغواصين هو قيام بعضهم بتقديم الطعوم لها وبذلك ارتبط وجود الغواصين بتواجد الطعوم.

        ادى ذلك الى ان بعض اسماك القرش اصبحت ساكنة لمنطقة الاخوين حيث ان هناك موردا دائما للتغذية من خلال الغواصين وهذا يتعارض مع السلوك الطبيعي لاسماك القرش والتى تتميز بتجولها عبر مساحات شاسعة.

        بجانب ذلك فان صرف بقايا الطعام والمطابخ والصرف الصحى كلها عوامل جاذبة لاسماك القرش

 

وتابع حنفى أن  كسر الحاجز النفسى بين أسماك القرش والغواصين من الاسباب الهامة لهجمات القرش فمع ازدياد قيمة اسماك القرش كمنتج سياحي اوكعامل جذب ازداد الطلب على الغوص مع اسماك القرش وكانت تعتمد في الاساس على قيام الغواصين بمجرد مشاهدة اسماك القرش فقط ولكنه في السنوات الاخيرة تنوعت اساليب التسويق للغوص مع اسماك القرش وعلى رأسها القيام بتنفيذ دورات تدريببية للغواصين في التعامل مع اسماك القرش.



ومن متطلبات التدريب هو قيام الغواصين والمدريبن بالاحتكاك المباشر وجذب اسماك القرش اليهم وقد يكون ذلك باستخدام بعض اطعوم والتي اشرنا اليها سابقا انها احد اهم اسباب هجمات وتحرش اسماك القرش بالغواصين في السنوات الاخيرة بجانب ذاك فان محاولة المدربين والمتدريبن من الاقتراب وجذب اسماك القرش اليهم وملامستها قد يكون ادى الى كسر الحاجز النفسي بين اسماك القرش والغواصين فبدت اسماك القرش اكثر جرأة للاقتراب من الغواصين والاحتكاك والتحرش بهم ومع استمرار مثل هذه الممارسات, فأنه من المتوقع ان تؤدي الى زياده هجمات اسماك القرش على الغواصين نتيجه كسر مثل هذا الحاجز النفسي وخصوصا مع اسماك القرش من النوع المحيطي والذي يعد من اكثر الانواع اسماك القرش فضولا للاقتراب واستطلاع الغواصين لذلك يجب اعاده النظر في مثل هذه الدورات التدريببية ومنعها والاقتصار فقط على  التسويق لمشاهدة اسماك القرش ومن مسافات محدده ودون محاول الاقتراب منها.


وقد يثير بعضهم تساولا مهما وهو ان هذه التدريبات تحدث في اماكن مختلفه من العالم, ولكنه يجدر الاشارة هنا الى ان وضع البحر الاحمر كبيئة فريده وحساسه وفي نفس الوقت فقيرة من ناحية قدرة مياهه فى انتاج المادة العضوية (الانتاجية الاولية) وبالتالي قله الكتله الحيوية للمخزون السمكي بالاضافة لتعرض هذه الكتلة الى عمليات صيد جائر ادت لندرة الاسماك والتي تمثل الغذاء الاساسي لاسماك القرش كل هذه العوامل جعلت اسماك القرش اكثر انجذابا لاي نوع من الغذاء مقارنه بالاماكن الاخرى من العالم والتي تجد فيها اسماك القرش مصادر طبيعية اخرى من الغذاء لوفرته في مياه هذه المناطق مثل جنوب افريقيا وهاواى ومياه كاليفورنيا وغيرها

 

واكد ان  انشطة الصيد الجائر سبب رئيسى ايضا فى الهجمات فان المخزون الطبيعي للاسماك بالبحر الاحمر قد وصل الى الحدود الحرجة نتيجة لانشطة الصيد الجائر ومع انخفاض المخزون الطبيعي للاسماك فان ذلك مؤشر على عدم وفرة الغذاء بشكل كافى لاسماك القرش وهذا يؤدي الى اضطرار اسماك القرش الى توسع رقعة البحث عن الغذاء وبالتالي وصولها الى المناطق الشاطئية على غير المالوف حيث انها مناطق تستغل بكثافة من قبل السائحين والغواصين ، وندرة الغذاء تؤدي الى سهوله جذب اسماك القرش الى ايه مناطق يقدم فيها الغذاء او حتى بقايا طعام من قبل المراكب السياحية وبالتالي تعودها على ان تواجد المراكب السياحية والغواصين يكون مرتبط بتواجد غذاء, وبالتالى تتخذ من هذه المواقع سكنى وهذا سلوك غير مالوف, فى مجموعات أسماك القرش.

 

وكشف الدكتور محمود حنفى أن الاستخدام المفرط لمواقع الغوص والذي يتعدى قدرتها الاستيعابية وبشكل عام في كافة مناطق البحر الاحمر لان بعض المواقع  تستقبل سنويا مايزيد عن 200 الف غوصة علما بان الغوص الامن يتراوح بين 5-22 الف غوصة سنويا  نظرا لندرة مواقع الغوص الملائمة بالبحر الاحمر .


-