الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ستنتهي الجائحة ويحيا الطيران.. 76 عاما على اتفاقية شيكاغو | اليوم العالمي للطيران

صدى البلد

يحيي العالم اليوم 7 ديسمبر ذكرى اليوم العالمي للطيران المدني، وسط ظروف استثنائية وتحديات صعبة تواجهها صناعة النقل الجوي للمرة الأولى على مدار تاريخها، بسبب جائحة فيروس كورونا الوبائية. حيث تصارع كبرى الكيانات الاقتصادية في قطاع الطيران من أجل البقاء وتجاوز فيضان الخسائر الجارف الذي أصاب الصناعة.

يتم الاحتفال بـ اليوم العالمي للطيران المدني من قبل منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو" بهذا اليوم الذي يوافق 7 ديسمبر من كل عام، حسبما أعلنته منظمة الجمعية العامة للأمم المتحدة توثيقًا لتوقيع معاهدة الطيران المدني الدولي في شيكاغو عام 1944، بمباركة 52 دولة من أصل 54 دولة مشاركة في المنظمة من بينها مصر، والتي تعرف بمعاهدة شيكاغو الدولية لهدف تطوير الطيران المدني الدولي على نحو آمن ومنظم، وتعزيز الوعي العالمي بأهمية الطيران المدني الدولي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول.

وفي كل خمس سنوات، وبالتزامن مع احتفالات الذكرى السنوية لإنشاء المنظمة، يختار مجلس الإيكاو موضوعا خاصا للإحتفال بهذا، ويقوم ممثلي المجلس بين هذه السنوات باختيار الموضوع للفترة الفاصلة لمدة أربع سنوات كاملة لمناقشته، حيث وقع الاختيار هذا العام للاحتفال تحت شعار "‏النهوض بالابتكار من أجل تطوير الطيران العالمي"، وذلك بعد تصويت رئيس مجلس الإيكاو سالفاتوري شاكيتانو والأمينة العامة للإيكاو الدكتورة فانغ ليو ‏صوتهما إلى صوت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتييريش لتسليط الضوء على الأولويات الهامة التي يواجهها العالم الآن ‏في مجال النقل الجوي.

وقال مجلس الايكاو، إنه لطالما كان الالتزام بالابتكار يكمن في صميم صناعة الطيران، وكان مفيدًا ‏للغاية في التحسينات المستمرة التي حقَّقتها ‏دول العالم، من خلال الإيكاو، في مستوى الأداء في مجالات السلامة الجوية والأمن والكفاءة والاستدامة الاقتصادية والبيئية للعمليات الدولية.

وأوضح المجلس، في بيان صادر عنه، أن الابتكار سيكون في صميم استراتيجياتنا وشراكاتنا لتعافي ‏القطاع ونحن نعود ‏وبقوة أكبر إلى مرحلة ما بعد الجائحة الوبائية ‏لتأسيس شبكة عالمية متجددة تكون أكثر ‏مراعاة للبيئة وأكثر مرونة في مواجهة مخاطر أي جائحة في المستقبل وأكثر موثوقية من حيث الفوائد الاجتماعية والاقتصادية الهامة التي يوفرها ‏الربط الجوي للمجتمعات العصرية.

ويواصل مجلس الإيكاو، ومعه "‏فرقة عمل إنعاش قطاع الطيران" التابعة له، التشجيع ‏على اعتماد التدابير المبتكرة والحكيمة لمساعدة البلدان ‏على التصدي لجائحة ‏مرض فيروس كورونا، والتعافي منه في نهاية المطاف، وتدعم الأمانة العامة للإيكاو ‏هذه المساعي إذ إنها ابتكرت بدورها عددًا من التبديلات الخاصة بالنسبة للقواعد القياسية العالمية في مجال الطيران للإبقاء على ‏استمرارية العمليات الحيوية ‏وأعدت مجموعة من ‏مصادر المعلومات المخصَّصة للجائحة وأدوات للرصد ‏للحفاظ على فعالية أنشطة الدول وتنسيقها للإجراءات المتَّخذة في مجال النقل الجوي.

وتسمح هذه الإجراءات معًا بالحفاظ على استمرارية سلاسل إمدادات الشحن الجوي الهامة حيث إن العالم في أمس الحاجة إليها، كما أنها تسهِّل توفير الخدمات الإنسانية الحيوية ورحلات العودة إلى الوطن لجمع شمل العائلات والمساعدة في حماية الركاب والطاقم الجوي كل يوم، ‏فضلًا عن ‏أنه يُعتمد عليها بشكل كبير للغاية لنقل اللقاحات وغير ذلك من السلع القابلة للتلف والمرتفعة القيمة.

وإذ يتطلع العالم ‏إلى مرحلة ما بعد الجائحة، سيكمن الابتكار في صميم العصر الجديد في مجال الطيران الذي بدأ فجره يبزغ الآن، وإلى التقدم في الطائرات المستقلة ومصادر الطاقة والدفع المتجددة والطيران شبه المداري والذكاء الاصطناعي والطباعة الثلاثية الأبعاد والبيانات الضخمة وسلاسل الكُتل (blockchain) والعديد من التطورات المثيرة الأخرى التي تغير معالم الطيران كما نعرفه.

وقد اعتمد النجاح في مثل هذه الجهود دائمًا على الالتزام العالمي بالتوحيد القياسي والمواءمة والتعاون الذي تحقِّقه البلدان والصناعة معًا في الإيكاو. وأصبحت هذه الواجبات والقدرات أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى، حيث نواجه معًا التحديات المزدوجة للسيطرة على جائحة ‏مرض فيروس كورونا من ناحية، والتخفيف من حدة الآثار الاجتماعية والاقتصادية الشديدة التي أدت إلى تقييد الربط الجوي في كل من المجتمعات المتقدمة والنامية من ‏ناحية أخرى.

وقال المجلس، إن العالم سيتذكر الذكرى السنوية لهذا العام كنقطة محورية في تاريخ قطاع الطيران المدني العالمي، بالنظر إلى ما ترتب على جائحة ‏مرض فيروس كورونا من خسائر غير مسبوقة في ‏فرص العمل والإيرادات، وقدرات الربط الجوي التي تدعم التنمية المستدامة والعديد من الجهود الإنسانية في جميع أنحاء العالم.

وتشير توقعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، أن إيرادات قطاع الطيران ستنخفض بسبب جائحة كورونا الوبائية حوالي 51 مليار دولار أي ما يعادل 80% من أرقام العام الماضي على الرغم من تخفيض القطاع للتكاليف خلال الربع الثاني أكثر من 50%، خاصةً عندما واصلت الأصول النقدية استنزافها في فترة الصيف، حيث من المتوقع أن تستخدم شركات الطيران حوالي 77 مليار دولار إضافي من مخزونها النقدي خلال النصف الثاني من العام الجاري وحوالي 60-70 مليار خلال العام المقبل.

وبحسب توقعات الإياتا، فإن حجم الخسائر التي تكبدتها شركات الطيران حول العالم خلال 2020 بسبب جائحة فيروس كورنا الوبائية تقدربنحو 84 مليار دولار، ومتوقع أن يكون هناك خسائر إضافية خلال 2021 تقدر بنحو أكثر من 15 مليار دولار.