الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أرامكو السعودية.. عام على التداول وكتابة التاريخ بـ 1.88 تريليون دولار

أرامكو السعودية
أرامكو السعودية

في مثل هذا اليوم 11 ديسمبر منذ عام فقط، تم إعلان شركة أرامكو السعودية كأغلى شركة في العالم، بقيمة تجاوزت 1.88 تريليون دولار، وذلك في اليوم الأول لتداول أسهمها في سوق المال السعودي، لتدفع ببورصة السعودية لتصير في المركز التاسع بين أسواق المال العالمية.

وتعود بدايات شركة أرامكو السعودية إلى عام 1933، عندما أبرمت اتفاقية الامتياز بين المملكة العربية السعودية وشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا "سوكال" حينها، وتم إنشاء شركة تابعة لها سميت بكاليفورنيا أرابيان ستاندارد أويل كومباني "كاسوك" لإدارة هذه الاتفاقية.

اقرأ أيضا:

وحسب الموقع الرسمي للشركة، فقد بدأ العمل على الفور، فبعد مسح صحاري المملكة لتحديد مواقع النفط، بدأت أعمال حفر الآبار في عام 1935، وبعد سنوات من الجهد المضني دون أي نجاح يذكر، قرر المسؤولون التنفيذيون في سوكال في عام 1937 الاستعانة بمشورة كبير الجيولوجيين ماكس ستاينكي، الذي أشار عليهم من واقع خبرته الطويلة في العمل الميداني بأن يستمروا في أعمال الحفر.

وشهد العام 1938 إرساء أولى لبنات ازدهار مستقبل المملكة ونجاح جهود أرامكو السعودية وذلك بالتزامن مع باكورة إنتاج النفط بكميات تجارية من بئر الدمام رقم 7 التي أطلق عليها اسم "بئر الخير"، ومنذ أواخر أربعينيات القرن العشرين، توالت نجاحات الشركة وترسخت قدراتها حتى تمكنت من تحقيق رقم قياسي في إنتاج النفط، رافعة طوال مسيرتها مكانة المملكة في قطاع الطاقة، وبعد تسميتها بأرامكو "شركة الزيت العربية الأمريكية"، بلغ إنتاج النفط الخام 500 ألف برميل في اليوم في عام 1949.

ومع التزايد السريع في إنتاج النفط، أصبح من الضروري على الشركة توسيع نطاق أعمالها في قطاع التوزيع أيضًا، ففي عام 1950، أنجزت الشركة خط الأنابيب عبر البلاد العربية "التابلاين" الذي يبلغ طوله 1,212 كلم والذي يعد الأطول في العالم، وربط خط التابلاين المنطقة الشرقية في المملكة بالبحر الأبيض المتوسط مما أسهم في اختزال زمن وتكلفة تصدير النفط إلى أوروبا بشكل كبير، وبعد عامين من التنقيب في مياه الخليج العربي الضحلة، اكتشفت الشركة حقل السفانية في عام 1951 والذي يعد أكبر حقل نفط بحري على مستوى العالم، وفي عام 1958، تجاوز إنتاج شركة أرامكو من النفط الخام مليون برميل في سنة تقويمية واحدة.

وبحلول عام 1962، حققت الشركة إنجازا مهما آخر، حيث بلغ الإنتاج التراكمي للنفط الخام 5 بلايين برميل، وبحلول عام 1981، وللمرة الأولى تجاوز شحن النفط الخام والمنتجات البترولية من الفرضة البحرية في رأس تنورة بليون برميل سنويا، وطوال سبعينيات القرن العشرين، لم تنحصر جهود الشركة في إثبات مكانتها كقوة اقتصادية للمملكة فحسب، بل تضمنت أيضا احتضانها للتراث السعودي، وفي عام 1973، اشترت الحكومة السعودية حصة قدرها 25% في أرامكو وزادت هذه الحصة لتصل إلى 60% في العام التالي.

وفي عام 1980، امتلكت الحكومة السعودية شركة أرامكو بأكملها لتنشئ بعد ثمانية أعوام شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو السعودية" رسميا، لتكون شركة جديدة تتولى جميع مسؤوليات شركة أرامكو بقيادة معالي المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، الذي أصبح أول رئيس سعودي للشركة في عام 1984، ثم أول رئيس لأرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين في عام 1988.

وفي العام التالي، بدأت أرامكو السعودية تحولها من شركة منتجة للنفط ومصدرة له إلى شركة بترول متكاملة بالتزامن مع تأسيس شركة ستار إنتربرايزز في عام 1989، وهي مشروع مشترك مع شركة تكساكو في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تحولت لاحقًا لتصبح شركة موتيفا التي بدأت كشراكة بين شركتي تكساكو وشل ومن ثم استحوذت عليها أرامكو السعودية بالكامل في عام 2017 لتصبح المالك الوحيد لأكبر مصفاة لتكرير النفط الخام في موقع واحد في أمريكا الشمالية في بورت آرثر، بولاية تكساس.

وعملت الشركة طوال تسعينيات القرن العشرين على توطيد علاقاتها وشراكاتها في جميع أنحاء العالم تدريجيًا، وتضمن ذلك تنفيذ عدة استثمارات دولية بدءًا بالاستحواذ على حصة قدرها 35% في شركة سانغ يونغ أويل ريفايننغ (التي تغير اسمها إلى إس-أويل في عام 2000م) في جمهورية كوريا في عام 1991.

وواصلت الشركة توسعها في عام 1994 مع استحواذها على حصة قدرها 40% في بترون كوربريشن، التي تعد أكبر شركة لتكرير النفط وتسويقه في الفلبين. وكذلك في عام 1996، عندما نفذت مزيدًا من الاستثمارات في أوروبا عن طريق الاستحواذ على حصة قدرها 50% في شركة التكرير اليونانية الخاصة موتور أويل (هيلاس) كورينث ريفاينريز إس. إيه.، وشركة التسويق التابعة لها أفينويل إنداستريال كوميرشل آند ماريتايم أويل كومباني إس. إيه.

ومع اقتراب الألفية، أصبح استخدام التقنيات المتطورة أمرًا أساسيًا لمساعدة الشركة على اكتشاف النفط الخام واستخلاصه لتصبح التقنية جزءًا لا يتجزأ من أعمالها.

في عام 1997، طورت الشركة تقنية باورز (نظام المحاكاة المتوازية لمكمن النفط والماء والغاز) وهو نظام محاكاة عالية الدقة للمكامن يستخدم في عمل نماذج المكامن العملاقة والتنبؤ بأدائها. وقد حققت تقنية باورز نجاحًا مذهلًا ما جعلها مصدر إلهام لأرامكو السعودية في تطوير مجموعة أخرى من برامج المحاكاة التي تتميز بمستويات أعلى من القوة والدقة.

وبعد جنيها ثمار التطورات التقنية، أنشأت الشركة في عام 2000 مركز البحوث والتطوير في الظهران على أحدث طراز لعلمائها. وكان هذا المركز بمثابة قاعدة لشبكة من مراكز الأبحاث المنتشرة في جميع أنحاء العام والتي تعمل إلى يومنا هذا على تحقيق إنجازات كبرى تسهم في زيادة معدلات الاكتشاف والاستخلاص وخفض التكلفة وتعزيز السلامة والحفاظ على البيئة.

وسلطت الأضواء على نجاح الشركة في مجال الابتكارات العالمية في عام 2010 عندما أزاحت الستار عن تقنيتها الخاصة بمحاكاة المكامن باستخدام خلايا معلومات تبلغ بليون (أو غيغا) خلية، المعروف اختصارًا باسم "غيغاباورز"، وهي الجيل الثاني من تقنية "باورز". وبعد ذلك بستة أعوام، طورت الشركة تقنية "تيراباورز" التي تعد أول نظام محاكاة للمكامن باستخدام تريليون خلية في هذا المجال.