بلاغ وانتهاك وعقوبة.. فيديوهات بسنت وياسين من فيسبوك إلى ساحة المحاكم

السبت 19/ديسمبر/2020 - 08:11 م

حالة من الجدل بسبب فيديوهات بسنت وياسين، ذاكان الطفلان اللذان لم يتجاوزا الـ 6 أعوام من عمرهما، فقد انتشرت مؤخرًا على مواقع التواصل الإجتماعي وتسببت في حالة من الهجوم على الطفل ووالده، الذي ساعد ابنه ياسين في نشر تلك الفيديوهات من أجل الشهرة.

قصة حب ياسين وبسنت أصبحت حديث مواقع السوشيال ميديا خلال الساعات الماضية، فكان في البداية مجرد فيديو كوميدي لطفل يروي قصة حبه لصديقته بالمدرسة " بسنت" لكن الأمر تجاوز حده ليصبح استغلال الأب للطفل للحصول على الشهرة خاصة وأنه مغن شعبي لكنه غير معروف ، فاستغل ابنه كي ينال الشهرة التي يبحث عنها.

تتلخص القصة في فيديوهات لطفل اسمه ياسين يحكي قصة حبه لطفلة صغيرة اسمها بسنت، كما يتحدث عن قصص خيانة وعلاقة غرامية وأمور أخرى لا تتناسب مع هذه السن الطفولية، الأمر الذي جعله مادة للتداول والسخرية بين رواد التواصل الاجتماعي.

بلاغ ضد والد الطفل

بعد الانتشار الهائل للفيديوهات تقدم المجلس القومي للأمومة والطفولة ببلاغ ضد مطرب شعبي استغل ابنه لترويج فيديوهات بسنت وياسين، وفقا لمدير خط نجدة الطفل بالمجلس صبري عثمان.

وقال صبري عثمان خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "مساء dmc"، المذاع عبر فضائية "dmc"،: "المجلس لا يمانع نشر فيديوهات للأطفال، لكن بشرط تكون هادفة وليس فيها استغلال للأطفال، لافتًا إلى أن الفيديو يسيء للطفل وبه ألفاظ سيئة وقصص غير ظريفة".

وأكمل: "التهم التي توجهها النيابة العامة لوالد الطفل، حال ثبت استغلال الأب ابنه لجني أرباح، فإنه يواجه تهم تعريض سلامة نفسية الطفل للخطر، جريمة اعتداء على قيم المجتمع، إساءة استخدام الإنترنت، وإذا ثبت أنه استغلال تجاري من أجل جني أرباح فهذه جريمة اتجار بالبشر.

وأكمل: "يعني إيه طفل 6 سنين بيحكي قصة حبه لأبوه، ويذكر اسم الطفلة، ده تشهير بالطفلة الصغيرة، وممكن تسبب تشهيرا للطفل نفسه".

عقوبة والد الطفل

وحال ثبت استغلال الأب ابنه لجني أرباح، فإنه يواجه تهم تعريض سلامة نفسية الطفل للخطر، وجريمة اعتداء على قيم المجتمع، وإساءة استخدام الإنترنت، وإذا ثبت أنه استغلال تجاري من أجل جني أرباح فهذه جريمة اتجار بالبشر.

ويجرى حاليا فحص الفيديوهات من قبل أخصائيين نفسيين يوضحون إن كان الفيديو يعرض الطفل لمخاطر أم لا، وذلك تمهيدا لإقرار المخالفة -حال ثبوتها- والعقوبة على الوالد.

تتضمن المادة 96 من قانون الطفل حالات تعرض الطفل للخطر إذا وجد فى حالة تهدد سلامة التنشئة الواجب توافرها له، ومنها إذا تعرض أمنه أو أخلاقه أو صحته أو حياته للخطر، أو إذا كانت ظروف تربيته فى الأسرة أو المدرسة أو مؤسسات الرعاية أو غيرها من شأنها أن تعرضه للخطر أو كان معرضا للإهمال أو للإساءة أو العنف أو الاستغلال أو التشرد.

وفي هذا السياق، تنص المادة 291 من قانون العقوبات الخاصة بالاستغلال الجنسى على أن: "يحظر كل مساس بحق الطفل في الحماية من الاتجار به أو الاستغلال الجنسي أو التجاري أو الاقتصادي أو استخدامه في الأبحاث والتجارب العلمية ويكون الطفل الحق في توعيته وتمكينه من مجابهة هذه المخاطر.

انتهاك لتربية الطفل

الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية و العلاقات الأسرية، علق على فيديوهات ياسين و بسنت، وأوضح أن أسرة الطفل تستغله من أجل الشهرة والربح، والمحتوى المستخدم له تأثير سلبي على طفل في عمره، وأن الكلام الذي يقوله الطفل في الفيديو " يُملى عليه" من أسرته ، وأمر لا يتناسب مع عمره تماما.

وأضاف الدكتور محمد هاني في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الأسرة يجب أن توفر الاستقرار الآمن للطفل وإبعاده عن أي تشوهات نفسية والمعتقدات السلبية، خاصة وأن أمور الحب والخيانة و الزواج لا تتناسب مع عمره، ولا يجوز لطفل عمره 6 سنوات الحديث عن تلك الأمور بهذا الشكل الذي فعلته أسرة الطفل ياسين.

وأشار إلى أن أسرة الطفل ياسين قدمت له محتوى سلبيا، ولم تستخدم أي أساليب تربوية لتعليم الطفل بل زرعوا فيه سلوكيات سلبية وجعلوه يتحدث حول أمور لا يجوز الحديث عنها في سنه، ولم يتم مراعاة حقوق الطفل في توفير المناخ التربوي السليم .