الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حقوق الإنسان.. والمصالح القذرة


بدأ موسم النباح وظهور الحشرات وخروج الثعابين من الجحور فى موجة جديدة للتصعيد والهجوم على مصر تحت غطاء حقوق الإنسان لدرجة مشاركة صفحات وحسابات من الهند والشمال الأفريقي وأمريكا اللاتينية وآسيا وأوروبا فى الهجوم والشماتة، وكلها طبعا "فيك" تدار بمعرفة الإخوان وأنطاع مخبول إسطنبول وأمير الكشك المطل على الخليج.

تقرير البرلمان الأوروبي حول حالة حقوق الإنسان فى مصر انتهازية وانتهاك صريح لحقوق الإنسان، ويغفل كل الإجراءات التى اتخذتها مصر لحماية الأمن ومواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتحسن الكبير في حقوق السكن والصحة والتعليم والعمل والأجور والأمن.

البرلمان الأوروبى اعتاد وضع انطباعات دولية دون دراسة عملية على أرض الواقع والاعتماد على قشور القضايا، وهذا النهج فى حد ذاته انتهازية وانتهاك صريح لحقوق الإنسان. 

ادعاءات البرلمان الأوروبى محاولة جديدة للابتزاز السياسى واستغلال ملف حقوق الإنسان ذريعة للتدخل فى شؤون مصر، وهو أمر يتنافى مع المواثيق الدولية وسيادة مصر على أراضيها.  


البرلمان الأوروبي يرأسه حاليا ديفيد ساسولي مراسل صحفي إيطالي وهو كيان منزوع الصلاحيات ليس له قيمة على  المستوى العملي ويصدر توصيات  لإرضاء المنظمات الحقوقية الأسيرة لمن يمولها في الداخل والخارج، وأرى  بيانه مجرد "نباح كلب في الصحراء".

ويغفل كثيرون عن عمد البند الثالث من بيان البرلمان الأوروبى الخاص بحقوق الإنسان فى مصر الذى يقول: "هذا القرار غيرمُلْزمْ لمؤسسات الاتحاد الأوروبي ولا للقاهرة'.

كما خاطبت المفوضية الأوروبية المسئولة عن القرار السياسي للإتحاد الأوروبي، البرلمان الأوروبي قائلة: لغة البيان سيئة ونحتاج لمصر أكثر مما تحتاج مصر لنا"، وهناك تناقض دائم  ما بين تصريحات بعض السياسيين الأوروبيين وبين مواقف  قادة الحكومات الأوروبية الرسمية القائمة على المصالح الإستراتيجية.

الزوبعة الحالية المثارة في إيطاليا فيما يخص قضية ريجينى والتى ابتعدت عن كونها ملفا حقوقيا أو حتى إنساني ليست إلا ورقة سياسية ومحاولة ابتزاز رخيصة لمصر. 

تصريحات والدة ريجينى في الإعلام لا تمثل أما موجوعة على ابنها بل مرتبة ومجهزة فى إطار سياسي عن ضرورة وقف صفقات التسليح بين مصر وإيطاليا، بل ومطالبتها لبلدها إيطاليا وللاتحاد الأوروبي بتوقيع عقوبات على مصر.


الضغط المحسوب الذي يتم حاليا من الجانب الإيطالي الذى تحركه المصالح يستهدف تحقيق مكاسب سياسية وإقتصادية فى ملف ليبيا حيث تدعم ايطاليا المعسكر المعادي لمصر مع كل من تركيا وقطر، وتقف إيطاليا مع مصر ضد تركيا في ملف غاز المتوسط لأنها مستفيدة من خلال شركة إيني.

إيطاليا نفسها لا تريد خسارة علاقاتها بمصر بدليل أنها وجهت الاتهام فى قضية ريجينى لأشخاص وليس للدولة وأجهزتها، التصعيد  الإيطالي جرى بعد زيارة الرئيس السيسي لفرنسا والاستقبال الأسطوري وتقليده أرفع وسام فرنسي، إعلان الرئيس أن مصر اختارت فرنسا حليفا لها، وإتمام صفقة أسلحة اتفق عليها الرئيس السيسي مع فرنسا والقمر الصناعي العسكري.

أيطاليا تخشى  ضياع صفقة  أسلحة قد تبلغ 18 مليار دولار مطلوبة للقوات المسلحة المصرية، لأنها تعد خسارة القرن لشركات ومصانع السلاح الإيطالي لأن الجانبين الفرنسى والألمانى يحاربان فى الخفاء للدخول كبديل لإيطاليا.


هناك توتر قديم ومتواصل بين إيطاليا وفرنسا وندية بينهما يطول شرحها، كل بلد فيهما له مصالح في ليبيا ويحاول الحصول على أكبر قدر من تورتة ليبيا وحدوث  تطابق وجهات النظر المصرية الفرنسية في ملف ليبيا والتحالف العسكري المصري الفرنسي يهدد مصالح إيطاليا بشكل مباشر في ليبيا.

إنها المصالح القذرة التي تحرك الجميع، "بلا حموم نسناس بلا زفت"... مصر هتضرب بملفاتهم عرض الحائط ويخبطوا دماغهم في الحيط.

هل رأيت حالة الميوعة والضعف وعدم الحسم من الاتحاد الأوروبي ضد تركيا فيما يخص قبرص واليونان ومنح أنقرة 6 مليارات يورو دعما من أجل اللاجئين.

بعد خلع الإخوان كان حلف أهل الشر يقف ضد مصر وقرارها واستخدم ضد الدولة المصرية جميع أنواع الضغوط وهى في أضعف حالاتها ومع ذلك فشلوا في تغيير سياستها.

لكن دولة 30 يونيو الآن فى أقوى حالاتها العسكرية والسياسية والدبلوماسية وتدير ملفاتها الخارجية بمنتهي الحرفية والمهارة ولديها، وتملك أوراق ضغط مهمة علي أوروبا مثل الغاز والهجرة غير الشرعية، والمحاصيل الزراعية، وشبكات مصالح.

مصر لن تنحني ولن تنكسر، وإن كنا وحدنا فالحق غالب بفضل الله.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط