شهدت بريطانيا حالة من التخبط السياسي والعلمي في أعقاب الإعلان عن السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد، والذي تسبب في عزل المملكة المتحدة عن العالم بعد حظر العديد من الدول من الشرق إلى الغرب بحظر السفر وسط حالة من الذعر الدولي من تفشي السلالة الجديدة.
وفي الوقت الذي تواجه فيه بريطانيا "كارثة إنسانية" إلا لم تفرض حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون قواعد صارمة لمواجهة تفشى السلالة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا المستجد "كوفيد -19، نصح بعض العلماء في فريق "10 دوانينج ستريت" بالهدوء لأن السلالة الجديدة متوطنة في المملكة المتحدة منذ فترة.
وحذر البروفيسور روبرت ويست، أحد مستشاري اللجنة العلمية بالحكومة البريطانية SAGE من أنه من غير المحتمل أن تحتوي الأساليب الحكومية الحالية انتشار كوفيد -19. وقال إن المملكة المتحدة بحاجة إلى تعزيز قواعد التباعد الاجتماعي وإنشاء برامج للفحص والسفر والعزل والدعم مشابه لتلك التي شوهدت في شرق آسيا.
وأضاف البروفيسور ويست، الذي يترأس لجنة "ساجا" وعالم النفس في جامعة كوليدج لندن: "يبدو الأمر مكلفا ولكن البديل قد يكون انهيارا كارثيا في الثقة في قدرة المملكة المتحدة على السيطرة على الفيروس وما سيتبع ذلك من كوارث اقتصادية وبشرية واجتماعية".
وقررت الحكومة البريطانية فرض الإغلاق على إنجلترا خلال احتفالات العام الجديد، وقال المستشار العلمي للحكومة السير باتريك فالانس إنه من المحتمل تشديد الإجراءات لمواجهة تفشي كورونا في مناطق خارج العاصمة لندن وجنوب شرق البلد، والتي تشهد ما يسمى المرحلة الرابعة من الإغلاق بسبب تفشي فيروس كورونا في كل مكان.
وأضافت وزيرة الداخلية بريتي باتيل إلى المخاوف اليوم، مؤكدة أن المزيد من المناطق ستدخل في المستوى الرابع من الإغلاق إذا لم يتم السيطرة على تفشي المرض. وقالت باتيل، خلال مقابلة مع برنامج "توداي" المذاع على هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي راديو 4": "إذا استمر الفيروس في الانتشار، فسنقوم باتخاذ إجراءات أقوى لأنه في نهاية اليوم هدفنا هو إنقاذ الأرواح والحفاظ على سلامة الناس".
وأشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن كبير السمئولين الطبيين كريس ويتي حذر رئيس الوزراء بوريس جونسون من أن عدد المرضى في المستشفيات المصابين بفيروس كورونا في طريقه لمواكبة ذروة شهر إبريل بحلول ليلة رأس السنة في 2021، وسيستمر في الزيادة في يناير المقبل.
وحاول داونينج ستريت، مقر الحكومة البريطانية، أمس التقليل من شأن الاقتراحات القائلة بأن إغلاقا وطنيا ثالثا وشيكا، لكن السير باتريك قال إن السلالة الجديدة، التي يعتقد أنها تنتشر بنسبة تصل إلى 70%بسهولة أكبر، كانت موجودة بالفعل "في جميع أنحاء البلاد".
وقال السير باتريك أن السلالة المتحورة من كورونا توطنت في بعض المناطق، موضحا "نعرف أن هناك حالات في كل مكان، ولا يمكننا وقف ذلك من الانتقال إلى أماكن أخرى، وأن حالات من السلالة المتحورة انتشرت في ويلز واسكتلندا، وهناك مخاوف من انتشارها في أيرلندا الشمالية".
وفي الوقت ذاته، أيد أندرو هايوارد، أستاذ الأمراض المعدية بجامعة كوليدج بلندن، الإغلاق الوطني، وقال لصحيفة "الجارديان": "أعتقد أنه من الواضح أن أعطي رسالة وطنية متسقة لأنه على الرغم من اختلاف مستويات المخاطر في أجزاء مختلفة من البلاد، إلا أنها لا تزال موجودة، ولا تزال كبيرة".
من جهة أخرى، حذر البروفيسور روبرت دينجوال، عضو المجموعة الاستشارية لتهديدات الفيروسات التنفسية الجديدة والناشئة، والتي نصحت داونينج ستريت بشأن السلالة الجديدة لفيروس كورونا، من نشر الذعر حول المستجدات الأخيرة.
وأصر داونينج ستريت بالأمس على عدم وجود خطط لنقل المزيد من المناطق إلى المستوى الرابع قبل موعد المراجعة الرسمية التالية في 30 ديسمبر.