الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إنجازات الرئيس!


أصدرت جماعة الإخوان المسلمين، خلال الأسبوع الماضى، كتاباً يحتوى على إنجازات رئيس الجمهورية خلال الأشهر التسعة الماضية ـ من وجهة نظر الجماعة ـ تحت عنوان «الرئيس مرسى يبنى مصر من جديد». رصد الكتاب، فى ١٢ صفحة، ٦٣ إنجازا للرئيس الذى ينتمى للجماعة، «وتظل أهم هذه الإنجازات التى تؤهله لدخول قائمة الأوائل من أوسع الأبواب ـ كما يقول الكاتب ـ أنه أول رئيس منتخب، مدنى، ملتح!! وهو أول رئيس يحصل ابنه على أقل من ٩٠٪ فى الثانوية العامة ـ نسى أن يقول إنه حصل على أقل من ٨٠٪ ـ وهو أول رئيس يسمح بظهور مذيعة محجبة، ويقضى على نصب الطرق الصوفية! ويصلى الجمعة فى الجامع». ما أعرفه عن إنجازات الرؤساء ـ فى حدود معرفتى المتواضعة ـ أنها تلك الإجراءات التى يشعر بتأثيرها المواطن على حياته اليومية؛ مثل شعوره بالأمن والحرية فى وطنه، وتنامى معدلات التنمية، والقضاء على الفقر والبطالة ـ أو على الأقل البدء فى اتخاذ إجراءات للحد منهما ـ وارتفاع كفاءة الجهاز الإدارى للدولة، ومحاسبة المقصرين، المهملين. هذه هى الإنجازات التى أعيب على مؤلف الكتاب تجاهل ذكرها، والتى سأحاول مساعدته بذكر بعضها فقط لضيق المساحة! أول وأهم هذه الإنجازات ـ من وجهة نظرى ـ تسبب الإهمال فى مصرع ما يزيد على الخمسين طفلا بأسيوط أثناء توجههم للمدرسة، على الرغم من شكاوى أهالى المنطقة المتعددة قبل الحادث من المزلقان المتسبب فى الحادث للمحافظ الإخوانى!
وخرج بعد الحادث مؤيدو الرئيس ليواجهوا المطالبين بمحاسبة المحافظ ووزير النقل قائلين: هل المسؤولون هم قائدو القطار؟ وكان إفلات المسؤولين من العقاب فى هذا الحادث سببا فى تكرار الحادث بعد أقل من شهرين فى البدرشين، وكانت حصيلته حصاد أرواح ١٧ مواطنا، وإصابة ١١٧ آخرين. أضف إلى ذلك، فساد المحليات وفشل إدارتها التى تسببت بعدم إحكام رقابتها على أعمال البناء فى انهيار عدد من العقارات، وضياع المزيد من الأرواح.
وعلى صعيد إقامة دولة القانون، والفصل بين المؤسسات؛ أصدر الرئيس إعلانا دستوريا حصّن فيه قراراته من الطعن عليها، ليصبح هو الحاكم بأمره، وأقال النائب العام ـ الذى كان تابعا لنظام مبارك ـ وعين نائبا عاما جديدا بالمخالفة للقانون ينتمى للنظام الجديد! كان أهم إنجازاته، هو الآخر، ما أعلنه عدد من رؤساء النيابات والمحامين العموميين، من ضغطه عليهم من أجل تغيير نتائج تحقيقاتهم التى تدين قيادات جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة لمحاصرة أعضاء الجماعة للمحاكم ـ التى يخشون إصدارها أحكاما ضد الجماعة ـ دون أن يتعرضوا لأى محاسبة.
أما على مستوى القصاص من قتلة الثوار؛ فقد أقيم مهرجان البراءة للجميع الذى نعم به كل من شارك وحرض على قتل الثوار! وفى المقابل اعتقال الثوار، وتعذيبهم باستخدام أساليب لم يعتد المصريون انتشارها ـ ملحوظة: تقدم ٢١ شابا ببلاغ للنائب العام عن وقائع اغتصابهم على أيدى الأجهزة الأمنية عقابا على تظاهرهم ضد النظام ولم يتم التحقيق فيها حتى الآن!ـ بالإضافة إلى تعدد حالات قتل المتظاهرين وإفلات القاتلين من العقاب، ونسى الكاتب أيضا إضافة أن أول شهيد فى مظاهرات ضد الرئيس كان واحدا من مؤيديه فى جولة الإعادة ضد مرشح نظام مبارك!.
كما حقق الرئيس فى مجال الأمن إنجازات غير مسبوقة؛ بدءا من تعيين وزير داخلية يدين بالولاء للجماعة يدفع برجال الشرطة لمواجهة المتظاهرين ـ بعنف ـ حماية للنظام، وتجاهل الأمن الجنائى الذى يمس حياة المواطنين؛ فاستفحل الانفلات الأمنى، وأضرب عدد كبير من أقسام الشرطة، اعتراضا على سياسات الوزير الجديد! وفى الملف الطائفى حرص الرئيس على أن يقف على مسافة متساوية من جميع مؤسسات الدولة؛ فسمح باقتحام الأزهر وإمطار الكنيسة بالغازات المسيلة للدموع، فيما لم يسمح بالتظاهر السلمى أمام مقر تنظيمه السرى!
ناهيك عن إنجازات الرئيس فى مجال الحريات، التى لا تخفى على أحد، بداية من قتل وسحل المتظاهرين السلميين إلى تكبيل الإعلام وتهديد الإعلاميين، والتهديد بغلق القنوات والصحف، وصولا إلى اغتيال الصحفيين!
وفيما يتعلق بالاقتصاد، فإن إنجازات الرئيس لا ينكرها إلا جاحد؛ كزيادة معدلات الفقر وشح الطاقة ونقل مصر لمصاف الدول التى توشك على الإفلاس، وتهرول للاستدانة مما يجعل مستقبل الأجيال القادمة أكثر إظلاما.
وباختصار، يذكرنى كتاب إنجازات الرئيس، بكتاب سمير رجب «قال فصدق» عن إنجازات مبارك! ولكن، ألم يع الرئيس وجماعته ـ حتى الآن ـ أن هذه الكتابات لم تحم نظام مبارك من مصيره المحتوم؟ ألا تستطيعون الابتكار حتى فى آليات وأساليب الاستبداد؟ أم أنكم لا تجيدون سوى دور التلميذ الفاشل لديكتاتور مخلوع؟
نقلا عن المصرى اليوم