قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سليمان خاطر.. فتى "الشرقية" الذي تحدّى إسرائيل


تمر اليوم الذكري 26 عاماً على اغتيال الشهيد البطل "سليمان خاطر" غدراً في زنزانته لقتله جنودا إسرائيليين حاولوا تدنيس تراب سيناء يوم 6 يناير 1986.
سليمان محمد عبد الحميد خاطر، من مواليد عام 1961 قرية أكياد، محافظة الشرقية، وهو الأخير من خمسة أبناء في أسرة بسيطة أنجبت ولدين وبنتين قبل سليمان.
في طفولته شهد سليمان آثار قصف القوات الإسرائيلية لمدرسة بحر البقر الإبتدائية المشتركة في عام 1970.
قامت حينها القوات الجوية الإسرائيلية باستخدام طائرات الفانتوم الأمريكية، حيث قاموا بنسف المدرسة مخلفين 30 قتيلا من الأطفال، في حينها كان سليمان خاطر يبلغ التاسعة من عمره.
قالت شقيقته في لقاء مع قناة الجزيرة الفضائية أن سليمان جرى بسرعة لمشاهدة ما حدث وعاد مذهولا مما رأى.
التحق سليمان بالخدمة العسكرية الإجبارية، وكان مجند في وزارة الداخلية بقوات الأمن المركزي.
وفي يوم 5 أكتوبر عام 1985وأثناء قيام سليمان خاطر بنوبة حراسته المعتادة بمنطقة رأس برقة بجنوب سيناء فوجئ بمجموعة من السياح الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته فحاول منعهم وأخبرهم بالإنجليزية أن هذه المنطقة ممنوع العبور فيها، إلا أنهم لم يلتزموا بالتعليمات وواصلوا سيرهم بجوار نقطة الحراسة التي توجد بها أجهزة وأسلحة خاصة، فأطلق عليهم الرصاص وكانت المجموعة تحتوي 12 شخصا.
وتمت محاكمته عسكريا، وفي خلال التحقيقات معه قال سليمان بأن أول الإسرائيليين قد تسللوا إلى داخل الحدود المصرية من غير سابق ترخيص، وأنهم رفضوا الاستجابة للتحذيرات بإطلاق النار، وسلم سليمان خاطر نفسه بعد الحادث، و صدر قرار جمهوري بموجب قانون الطوارئ بتحويل الشاب إلى محاكمة عسكرية.
طعن محامي سليمان في القرار الجمهوري وطلب محاكمته أمام قاضيه الطبيعي، وتم رفض الطعن.
وصفته الصحف الموالية للنظام بالمجنون، وقادت صحف المعارضة حملة من أجل تحويله إلى محكمة الجنايات بدلاً من المحكمة العسكرية، وأقيمت مؤتمرات وندوات وقدمت بيانات والتماسات إلى رئيس الجمهورية ولكن لم يتم الاستجابة لها.
قال التقرير النفسي الذي صدر بعد فحص سليمان بعد الحادث أن سليمان "مختل نوعا ما" والسبب أن "الظلام كان يحول مخاوفه إلى أشكال أسطورية خرافية مرعبة تجعله يقفز من الفراش في فزع، وكان الظلام يجعله يتصور أن الأشباح تعيش في قاع الترعة وأنها تخبط الماء بقوة في الليل وهي في طريقها إليه".
بعد أن تمت محاكمة سليمان خاطر عسكريا، صدر الحكم عليه في 28 ديسمبر 1985 بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عاما، وتم ترحيله إلى السجن الحربي، ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا، وهناك وفي اليوم حبسه، وتحديداً في7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندي سليمان خاطر في ظروف غامضة.
وقال البيان الرسمي أن الانتحار تم بمشمع الفراش، ثم قالت مجلة المصور أن الانتحار تم بملاءة السرير، ثم أثبت الطب الشرعي أن الانتحار تم بقطعة قماش من ما تستعمله الصاعقة نافيا كل ما تقدم .
تقدمت أسرته بطلب إعادة تشريح الجثة عن طريق لجنة مستقلة لمعرفة سبب الوفاة، وتم رفض الطلب مما زاد الشكوك وأصبح القتل سيناريو أقرب من الانتحار، ما أن شاع خبر موت سليمان خاطر حتى خرجت المظاهرات التي تندد بقتله، طلاب الجامعات من القاهرة وعين شمس وجامعة الأزهر و جامعة المنصورة ،طلاب المدارس الثانوية.
وكانت أخر كلمات المجند البطل سليمان خاطر، الشاب الشرقاوي ذو الـ 26 عاماً "أنا لا أخشى الموت ولا أرهبه، إنه قضاء الله وقدره، لكنني أخشى أن يكون للحكم الذي سوف يصدر ضدي أثار سيئة على زملائي، تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم"،